مسقط - الرؤية
تصوير ــ خميس السعيدي
عقدت صباح أمس بقاعة المعاهد الصحية الكبرى ندوة التنمية المهنية المستمرة لمساعدي الصيادلة العمانيين، والتي ينظمها معهد عمان لمساعدي الصيدلة، تحت شعار (الاتجاهات الأساسيّة والحديثة في العلاج الدوائي الرعاية الصيدلانية)، وقد بلغ عدد المشاركين في الندوة ما يقارب 150 مشاركًا من فئات مساعدي الصيادلة العمانيين من خريجي المعهد، وقد ألقى البروفيسور مصطفى بن فهمي بن محمد عميد معهد عمان لمساعدي الصيدلة كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور، وأكّد على حرص المعهد لعقد مثل هذه الندوات لتقام سنويا، وذلك بهدف التواصل معهم لإبراز ما هو جديد في عـلم الأدوية والأمراض والعلاجات الحديثة.
كما تمّ في الندوة تقديم ورقتي عمل، الأولى اشتملت على محاضرة القتها الدكتورة منى محمد السمرية رئيسة قسم الكيمياء الصيدلانية والحيوية بمعهد عمان لمساعدي الصيادلة بعنوان (سرطان الثدي الأسباب والعلاج) تلخصت حول كيفية التعريف بمرض سرطان الثدى على أنّه نمو عـشوائى لخلايا الثدى يتنج عنه ورم يكون فى أغـلب الأحيان خبيثا. ويمكن تصنيف ذلك الورم بعده حسب المكان الذى بدأ فيه بالثدى، وكذلك كيفية انتشاره ووصوله إلى الغدد الليمفاوية المجاورة للــثدى المصاب.
وأضافت أنه من الجائز أن  يكون الورم السرطانى مستوطناَ داخل الغدد أو القنوات اللبنية للثدى. أما إذا خرج من موقعه الأصلى فسيبدأ فى مهاجمة باقى أجزاء الثدي، فيسمى بذلك سرطانـاً غـازياَ، وانه قد تم تصنيف مرض السرطان إلى مراحل متعددة حسب حجم الورم وحسب عدد الغدد الليمفاوية المصابة إلى أربع مراحل بحيث يبدأ من مرحلة الصفر وحتى المرحلة الرابعة التي هي تعـد أخطر المراحل لأنّها غالبا ما تكون مصاحبة لانتشار الورم فى العـديد من الغدد الليمفاوية وكذلك فى أجزاء مختلفة من الجسم كالرئتين أو العظام أو المخ.
وقالت إن تعدد الأسباب المسببة للمرض تتلخص في عدة عناصر أبرزها: النوع: فالنساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال (النسبة 100:1) والسن: فقليلاً ما يصيب السيدات أقل من 25 عاماً علماً بأن 80% من الإصابات يحدث لسيدات تخطت الخمسين عاماً، بالإضافة إلى أسباب أخرى منها:
العوامل الوراثية، زيادة الوزن، العزوف عن ممارسة الرياضة واستعمال الهرمونات التعويضية بعد انقطاع الطمث.
ويعتمد اكتشاف المرض فى الأساس الأول على الفحص الشخصى الدورى للثدى (بحيث يجب على كل سيدة القيام بذلك أسبوعياً). وكذلك الفحص بالأشعة السينية باستخدام جهاز الماموجرام أو الموجات فوق الصوتية.
وإذا تمّ اكتشاف أي جسم غريب في الثدى يجب التوجه للطبيب مباشرة ليتم بعدها تحديد الطريقة المثلى للعلاج، وذلك إما أن يقوم الطبيب بإجراء عملية استئصال سريعة لجزء من الثدى أو للثدى بأكمله، وكذلك الغدد الليمفاوية المصابة تليها العلاج التحفظى بأشعة الكوبلت وقد لا تحتاج الحالة للعلاج الكميائى. وإما أن يبدأ العلاج بالعقاقير الكيميائية للسيطرة على انتشار المرض وتقليل حجم الجزء المراد استئصاله خلال العملية الجراحية
بالإضافة إلى ذلك يعتبر العلاج بمضاضات الهرمونات النسائية وأهمها مضاضات هرمون الإيستروجين من أهم وسائل العلاج في حالات سرطان الثدى التى يثبت فيها وجود مستقبلات لهذا الهرمون على جدار الخلايا السرطانية . أمّا إذا كانت الخلايا السرطانية لا تحتوى على هذه المستقبلات، فإنّها بهذه الحالة تحتاج إلى استخدام عقاقير كيميائية أخرى ومن أهمها العقاقير البيولوجية الحديثة التى تستهدف الخلايا السرطانية منها عقار التراستوزوماب والبرتوزوماب الخاصين بعلاج سرطان الثدى.
وجاءت المحاضرة الثانية بعنوان: "تقديم المشورة للمريض لتفعيل الاستخدام الأمثل للدواء" ألقاها الدكتور يسري السعيد – رئيس قسم الصيدلانيات والممارسة الصيدلانية بالمعهد تلخصت في تـوصية منظمة الصحة العالمية بضرورة قيام الصيادلة بتقديم المشورة والنصح اللازمين للمريض أثناء صرف التذكرة الطبيّة وذلك لضمان الاستخدام الآمن والفعّال للأدوية. وقد ثبت زيادة التزام المريض بتعليمات أخذ الدواء بعد تقديم المشورة والمعلومات الكافية للمرضى خاصة من هم في خطر صحى كبير وأضافت المنظمة أنّه يجب ألا يترك المريض الصيدلية دون الحصول على المشورة والنصائح اللازمة للاستخدام الأمثل والآمن للدواء وهذه الإرشادات والنصائح تتلخص فيما يلى: كيفية تعاطى أو استخدام الدواء وجرعاته وأوقات تعاطيه ومدة التعاطى والغرض من استعماله وكيفية التعرف على الآثار الجانبية والتقليل من معدل حدوثها، وكذلك التغيرات في نمط الحياة والعادات الغذائية التي يجب القيام بها لضمان الاستخدام الأمثل للدواء.
وخلال المشورة يجب على الصيدلي أن يكون على بينة من العوائق التي تحول دون تقديم النصح الوافى وبذل الجهد الكافي لتذليل تلك العوائق، والعمل على التواصل مع المريض بشكل فعّال ولتقديم المشورة الناجحة يجب على الصيدلى إعداد نفسه مسبقًا لأداء هذه المهمة على ان يكون ملمًا بالمعلومات اللازمة عن المريض، وكذلك استخدام اللغة التي يفهمها وتقديم المعلومات له في ترتيب منطقي وواضح.
قبل الختام تمّت إعادة شرح النقاط الأساسيّة للمشورة وتلخيصها وينبغي أن يسمح للمريض بطرح الأسئلة التي تجول بخاطره ويمكن إعطائه معلومات ونصائح مكتوبة وأخيرًا ينبغي تقييم مدى تفهم المريض للمعلومات التي قدمت له، وللتأكد من استيعابه لها وبالتالي ضمان التزامه بالطريقة المثلى لتعاطي الدواء.