تويت
احتفال دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة بالذكرى الثانية والثلاثين لقيام المجلس.. هذه الذكرى التي تتجدَّد في الخامس والعشرين من مايو من كل عام؛ لتذكِّر بأن المسيرة مستمرَّة، وأن القافلة تسير نحو تحقيق التناسق والتكامل فيما بين دول التعاون في مختلف الميادين، والحفاظ على أمنها وسلامتها في مواجهة مختلف التطوُّرات التي تتعرَّض لها المنطقة والعالم من حولنا، والعمل على تحقيق تطلعات شعوبها نحو حياة أفضل حاضرًا ومستقبلًا.
لقد أثبت مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربيَّة، أنَّه من أنجح التجارب الوحدويَّة على مرِّ التاريخ؛ حيث نجح في توظيف العوامل المشتركة التي تربط أبناء شعوب دول المجلس من تاريخ مشترك، وآمال وتطلعات، وما يجمع بين هذه الشعوب من وشائج قربى؛ لإنشاء هذا الكيان بناءً على هذه الأسس والمبادئ الراسخة.
... إن مُضي اثنين وثلاثين عامًا على المسيرة الخيرة، دليلٌ ناصعٌ على رسوخ إنجازاتها، في ملامسة شجون المواطن الخليجي، وحل قضايا دول المجلس، على أرضيَّة صلبة من التفاهم، وعلى بساط التوافق الذي يسود بين دول المجلس قادة وشعوبًا.
والسلطنة، ومن منطلق الإيمان بأهميَّة وضرورة التعاون والتكامل بين دول الخليج العربيَّة، لم تدَّخر وسعًا، وبتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من أجل تأييد وتعزيز وتنفيذ كلِّ ما من شأنه دعم وتعميق مسيرة التعاون والتكامل بين دول المجلس.
وتمضي مسيرة التعاون بخُطى ثابتة وراسخة نحو غايتها المنشودة، والمتمثلة في: تحقيق الخير والرخاء لأبناء شعوب المجلس.. وطوال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن تمكَّن مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة من إنجاز أهداف عديدة، وغايات جمَّة لخدمة دول وشعوب المجلس، والعمل على تحقيق أمن واستقرار المنطقة.
والشاهد أن ثمَّة عواملَ ساهمت -بفاعليَّة- في تعزيز مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة؛ في مقدمتها: أن جميع القرارات التي تُتخذ لمصلحة وفائدة دول المجلس، يتم اتخاذها بعد دراسة متأنية تُراعي توافق الجميع حولها، إضافة إلى التدرُّج المدروس في تبنِّي الخطوات التكامليَّة في مختلف المجالات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والماليَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة؛ وذلك تجنبًا لمزالق الاستعجال وعدم الرويَّة. وقد انعكس ذلك نجاحًا باهرًا على العديد من برامج وخطط التعاون والتكامل في المجالات كافة.
... إن مجلس التعاون وهو يدخل عامه الثالث والثلاثين، يستشرف المستقبل الواعد لآفاق العمل الخليجي المشترك، ويعمل على المُضى قدمًا لتطوير مسيرة التعاون والتكامل؛ وصولاً إلى ما تصبو إليه دول وشعوب المنطقة من تقدُّم ورخاء واستقرار.