بيروت - رويترز
اشتد القتال في اليومين الماضيين حول بلدة القصير الحدودية الاستراتيجية في سوريا والعاصمة دمشق، ووردت مزيد من التقارير عن تنفيذ القوات الحكومية لهجمات بأسلحة كيماوية على مناطق المعارضة.
وفي بروكسل، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي يضغط على زملائه في الاتحاد الأوروبي للسماح للدول الأعضاء بتسليح مقاتلي المعارضة: إن فشل حكومات الاتحاد في الاتفاق على مد العمل بحظر السلاح المفروض على سوريا ينهي فعليا الحظر الذي يفرضه الاتحاد على امداد المعارضة السورية بالسلاح.
وقال -بعد محادثات لوزراء خارجية الاتحاد: "لقد وضعنا نهاية لحظر السلاح المفروض على المعارضة السورية".. وقال: إن بريطانيا لا تعتزم ارسال اسلحة على الفور إلى سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة: إن الجيش السوري شن غارات جوية وهجمات بالمدفعية على الضواحي الشرقية لدمشق، ودوت أصوات انفجارات قوية حول البنك على بعد 80 كيلومترا شمالي العاصمة؛ حيث قطع القتال الطريق السريع الممتد شمالا إلى مدينة حمص في وسط البلاد.
وينظر إلى هجمات القوات الحكومية السورية في الأسابيع الماضية باعتبارها حملة لتعزيز موقف الرئيس بشار الأسد قبل مؤتمر السلام الدولي المقترح الذي ترعاه الولايات المتحدة وروسيا.
وقال نشطاء في المعارضة إن القوات السورية تواصل -بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني- هجوما على بلدة القصير التي طالما استخدمها مقاتلو المعارضة كمحطة لإمدادات السلاح وغيره من لبنان.
وتمثل القصير للأسد رابطا حيويا بين دمشق ومناطق موالية له على ساحل البحر المتوسط واستعادة السيطرة على البلدة الواقعة في وسط محافظة حمص قد يقطع الاتصال بين المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال وجنوب سوريا.
وقدَّم كل طرف رواية مختلفة بشأن القتال، وقال فرع حمص بقوات الدفاع الوطني التي شكلت من ميليشيات مؤيدة للأسد في حمص على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، إن القوات الحكومية قسمت القصير حاليا الى اربعة قطاعات وحققت مكاسب كبيرة فيها جميعا ماعدا القطاع الذي يضم وسط المدينة، وأضاف بأن جميع طرق الإمداد لقوات المعارضة قطعت تماما.
وقالت جماعات إسلامية من المعارضة -منها: جبهة النصرة وأحرار الشام- إنها أرسلت تعزيزات إلى القصير، لكن ناشطا بالمعارضة قال إنها لا تزال على أطراف المدينة ولم تتصل بعد بالمدافعين عنها.. وأضاف الناشط: "إنهم حتى الآن يقاتلون ويموتون... لم يسفر هجومهم عن شيء يُذكر حتى الآن للأسف". ونشرت المعارضة تسجيلا مصورا لمقاتلين في منطقة قالت إنها وسط القصير. وقال أحد المسلحين إنهم سيواصلون القتال حتى آخر رجل.
وأثارت زيادة مشاركة حزب الله في القتال الدائر في القصير المخاوف من تجدد الحرب الأهلية في لبنان؛ حيث أصاب صاروخان معقل حزب الله في جنوب بيروت الأحد الماضى، وأطلق صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.
وسقط الصاروخان على الضاحية الجنوبية في بيروت بعد أن قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن جماعته ستواصل القتال إلى جانب الحكومة السورية حتى النصر مهما كان الثمن.
وقال مصدر أمني لبناني إن صاروخا آخر من عيار 107 ملليمترات كان موجها ناحية مطار بيروت، لكنه لم ينطلق وكانت مواقع الإطلاق قرب عيتات في التلال الواقعة الى الجنوب مباشرة من العاصمة.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" من اعتراف حزب الله بدوره القتالي، ومن مخاطر امتداد الصراع السوري الى لبنان ودول مجاورة أخرى.
وحث كي مون الأطراف المعنية على "التوقف الفوري عن دعم العنف داخل سوريا واستخدام نفوذها، بدلًا من ذلك لدعم حل سياسي للمأساة السورية". ويبدو أن المبادرة الأمريكية-الروسية زادت حدة العنف حتى الآن خاصة حول القصير ودمشق.
وفي حرستا -وهي ضاحية تقع شرقي دمشق، وتقع إلى حد بعيد تحت سيطرة المعارضة- قالت مصادر بالمعارضة إن عشرات الأشخاص يعانون من آثار ما يبدو أنه هجوم كيماوي، وأظهر تسجيل مصور الضحايا وهم راقدون على الأرض في غرفة كبيرة ويتنفسون من أقنعة الأكسجين.
ويتبادل طرفا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية روايات شهود، بشأن ما يبدو أنها هجمات بأسلحة كيماوية نفذتها القوات الحكومية في ابريل الماضي.
وقالت الصحيفة إن أحد مصوريها عانى من تشوش في الرؤية وصعوبة في التنفس لأربعة أيام بعد هجوم وقع في 13 من أبريل على جبهة جوبر في وسط دمشق.