أديس أبابا - الوكالات
احتضنت العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أعمال القمة الاستثنائية لزعماء أفريقيا؛ احتفالًا بالذكرى الخمسين على قيام منظمة الوحدة الافريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقي.
... القمة الاستثنائية دعت الأفارقة لمواجهة تحديات القارة المختلفة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، بالتعاون وتكامل القدرات والموارد.
وحدد رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين، هدفاً للقادة المجتمعين، وهو "بناء قارة خالية من الفقر والنزاعات".
وشارك في القمة قادة نحو 32 دولة، وتم تكريم عدد من القادة الأفارقة، الذين أسهموا في إنشاء المنظمة وإنجاز ما ورد بميثاق تأسيسها عام 1963.
ومن جهتها، دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي "نكوسازانا دلاميني زوما" إلى موقف حازم للقارة الأفريقية لتولي مصيرها بنفسها وقد جذبت احتفالات أديس أبابا شخصيات عديدة من العالم أجمع، فيما يتزايد التودد لأفريقيا أكثر فأكثر لما تحتضنه من ثروات طبيعية وإمكانيات اقتصادية.
وشارك الرئيس المصرى محمد مرسى فى القمة التى حضرتها أيضًا الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، إلى جانب كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وانضم إليهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وتعيدُ هذه الاحتفالات التاريخية طرح أسئلة بشأن المسار التاريخي الطويل للعمل الأفريقي المشترك، وما رافقه من آمال وتعثّرٍ فبعد محاولات عديدة لتجميع دول القارة في كيان موحّد، أقر مؤتمر أديس أبابا سنة 1963 ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية بعد اجتماع رؤساء ثلاثين دولة مستقلة، ليتمّ الإعلان عن إنشاء هذه المنظمة في مايو من العام نفسه وبعد مسيرة تفاوت فيها أداء المنظمة، وفي محاولة لمعالجة مشاكل العمل الأفريقي المشترك، تم تغيير صبغة هذه المنظمة سنة 2002 لتُصبح الاتحاد الأفريقي، الذي يتخذ أهم قراراته في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء وفي مايو من العام 2003، قام الاتحاد الأفريقي بأول تدخل عسكري له في دولة عضو بنشر قوة حفظ سلام في بوروندي، كما نشر الاتحاد بعد ذلك قوات في السودان بشأن أزمة دارفور وفي الصومال، وفرض عقوبات على أشخاص اعتبروا مهددين للسلام والأمن.
وفي العام 2011 -أثناء الثورة الليبية- رفض الاتحاد الأفريقي تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد الراحل معمر القذافي. وفي مطلع هذا العام، كانت الحرب في شمال مالي أبرز تحدّ يواجهه الاتحاد الذي نشر قوة أفريقية هناك، فيما كان يواجه صراعات داخلية أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا بيساو، وجمهورية أفريقيا الوسطى واليوم تحيي دول القارة الذكرى الخمسين للوحدة الأفريقية، وسط تقارير تحذر من استمرار تعثر التنمية في العديد من الدول الأفريقية، وهيمنة قضايا الفقر والتهميش الاجتماعي.