مسقط - عبدالله الوهيبي
تصوير/ خميس السعيدي
نظم معهد عُمان للتمريض التخصصي، أمس، حلقة عمل حول تطوير القدرات البحثية للمدرسين بفندق هوليداي، تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة للشؤون التخطيط، وبحضور عمداء وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية ورؤساء الأقسام الأكاديمية بمختلف المعاهد التعليمية التابعة للوزارة.
وافتتحت الحلقة بكلمة ألقاها عبدالله بن أحمد الربيعي عميد معهد عُمان للتمريض التخصصي؛ رحَّب فيها براعي المناسبة وبالحضور. وبعدها، تطرَّق للحديث عن أهمية انعقاد الحلقة العلمية التي ذكر أنه يأتي انعقادها انطلاقاً من الإيمان الراسخ والعميق بأهمية البحث العلمي، وإلى أهمية التوسع في المعرفة بهدف الوصول إلى أفكار جديدة في مناحي الحياة كلها.
وأضاف عميد معهد عُمان للتمريض التخصصي، أنه انطلاقاً من ذلك النهج، فقد أولت الوزارة اهتماماً كبيراً بتطوير البحوث العلمية المتعلقة بالنظم الصحية لإتاحة المعلومات والأدلة لصناع السياسات والقرارات، كما أنها خصَّصت مبالغ مالية لدعم البحوث والدراسات في مجال الرعاية الصحية بالوزارة؛ مما ينعكس ذلك إيجابًا على تحسين مستوى الحالة الصحية وتعزيز نظام الرعاية الصحية، وانطلاقا من رؤية ورسالة الوزارة التي تهدف إلى خلق بيئة محفزة لبحوث النظم الصحية واعتماد سياسات تستند إلى النتائج المنبثقة عن تلك البحوث.. وأضاف بأنه على ذلك الأساس فقد شكلت الوزارة لجنة خاصة مركزية تعنى بمراجعة وإجازة تنفيذ البحوث بهدف تحسين نوعية الخدمات الصحية وضمان الاستمرارية وتعزيز الممارسات الصحية للأفراد، فضلًا عن وجود قنوات اتصال وتنسيق مع الهيئات الوطنية المعنية بشؤون البحث العلمي؛ حيث يأتي في مقدمتها مجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس.
ودعماً لجهود وزارة الصحة في مجالات تعزيز ثقافة البحث العلمي في جميع مؤسساتها التعليمية والخدمية، فقد أشار عميد معهد عُمان للتمريض التخصصي إلى أن المعهد دأب على تشجيع البحث العلمي؛ حيث اعتبر أن تلك هي ذلك أحد الأولويات, وأنه هناك خطوات مجيدة قد اتخذت في هذا المجال كان أولها توحيد مساقات البحث العلمي في مساق واحد، ألا وهو البحث العلمي التطبيقي والممارسة المرتكزة على البراهين العلمية الذي يتم تدريسه في جميع البرامج التخصصية بشكل موحد على حد سواء، كما عملوا جاهدين على خلق ثقافة خاصة بالبحث العلمي من خلال عقد حلقات عمل مختلفة، وإتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس بالمشاركة في الحلقات العلمية وحلقات العمل والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مجال تطوير البحث العلمي؛ بهدف صقل مهاراتهم البحثية لنقلها لزملائهم بالعمل وللطلبة الدارسين بالمعهد ولباقي الزملاء في مواقع التدريب العملي في المؤسسات التعليمية والخدمية الذين تربطهم بهم صلات مهنية تعاونية، وكان لتلك الجهود أثرها الكبير، حيث تم تنفيذ العديد من الأبحاث العلمية التي تم عرض بعض منها في الملتقيات العلمية المحلية والعالمية، كما أوضح أنه سيتم عرض المزيد منها في المستقبل القريب.
وأضاف عبدالله الربيعي بأن الممارسة المرتكزة على البحث العلمي هي السمة المميزة لمهنة التمريض. وأن البحوث التمريضية بشقيها النوعي والكمي، تعتبر أمرًا حيوياً بالنسبة لجودة الرعاية الصحية.. مضيفا بأن العاملين في الرعاية الصحية يلعبون دورًا رئيسيًّا في تعزيز وتسهيل عملية البحث مع أصحاب العمل والمؤسسات التعليمية والجهات التي تمول البحث العلمي. كما ذكر أنه يمكن للجمعيات والمؤسسات التعليمية ومديري الرعاية الصحية العمل معاً خلق مناخًا من التقصي البحثي، وزيادة فرص الحصول على التعليم في أساليب البحث للنهوض بعلم التمريض وتنمية المعرفة وزيادة تطبيق البحوث في مجال الرعاية الصحية.
كما أشار إلى أن انعقاد الحلقة أمس يأتي استمراراً للعديد من الحلقات التي ينفذها المعهد بهدف تطوير المعرفة العلمية والمهارات البحثية لدى أعضاء هيئة التدريس حول تصميم نماذج البحوث العلمية، كما أتت دعماً للرؤية الخاصة بتعزيز ثقافة البحث والمبادرات البحثية في المؤسسات الصحية.
وفي ختام كلمته، تقدَّم بالشكر لأعضاء لجنتي البحث العلمي والتطوير المهني بالمعهد والمحاضرين على ما بذلوه من جهود من أجل جعل هذا اليوم يومًا علميًّا بحثياً من الدرجة الأولى.
وبعدها، ألقت منى بنت جمعة المشايخية رئيسة لجنة البحوث في معهد عُمان للتمريض التخصصي، كلمة؛ تحدثت فيها عن الدراسة التحليلية لاحتياجات المدرسين البحثية والتوصيات الناتجة عن ذلك التحليل.
وبعد ذلك، تم طرح أوراق عمل الحلقة التي تضمَّنت ثلاثة محاور رئيسية؛ قامت بها البرفيسورة جليان وايت مستشارة التعليم في المديرية العامة للتعليم والتدريب، وكان عنوان الورقة الأولى عن الانقسام البحثي، والذي اشتمل على أنواع البحث العلمي وعن التطور المواكب للبحث العلمي.
والورقة الثانية قدمتها الدكتورة منال عبدالمجيد الزدجالية، وكانت حول نبذة عن البحث العلمي النوعي.
وبعدها، تم تقديم الورقة الثالثة في الحلقة التي قدمتها الدكتورة فاطمة مكي حيث تناولت فيها البحث العلمي الكمي، من حيث تعريفه وأنواعه وخصائصه.
وبعدها، قام مجموعة من الهيئة التدريسية بعرض تجاربهم التي قاموا بها بهدف تبادل المعرفة والخبرات البحثية كمثال لأنواع متعددة من البحوث العلمية.
وتهدف الحلقة إلى تعزيز المهارات البحثية للمدرسين في مجال التدريس التمريضي ولترسيخ فهم المفاهيم البحثية لتحسين نشاطات البحث العلمي في المعاهد، كما أن هناك أهدافًا فرعية تمثلت من ناحية وضع الخطط المستقبلية الفردية؛ وذلك حسب احتياجات الهيئة التدريسية في المعهد، أضف إلى ذلك ترسيخ مفاهيم البحث العلمي بمختلف أنواعه الكمي والنوعي والمختلط لاستخدامها لإعداد البحوث العلمية في المستقبل من قبل الهيئة التدريسية.
وفي ختام حلقة تاعمل التي نُفذت يوم أمس، وكانت حول تطوير القدرات البحثية للمدرسين، قام سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة للشؤون التخطيط بتوزيع الشهادات التقديرية لأعضاء اللجنة المنظمة للحلقة ولجميع المشاركين فيها.