أنقرة – رويترز-
سعى بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء التركي، أمس، إلى تهدئة عشرات ألوف المتظاهرين المناهضين للحكومة، بالاعتذار عن الحملة العنيفة التي تشنها الشرطة ضد الاحتجاجات السلمية، والتي نتج عنها أعمال شغب عمَّت أنحاء البلاد.. وجاءت التصريحات التي أدلى بها أرينج، متناقضة مع تصريحات أردوغان الرافضة التي تمثل تحديا للمحتجين الذين وصفهم "باللصوص".
وقال أرينج -في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة- إن "العنف المفرط الذي استخدم في البداية ضد اولئك الذين كانوا يتصرفون باحترام للبيئة كان خطأ وظالما. إنني أعتذر لأولئك المواطنين.". وأضاف: "لكنني لا أعتقد أننا مدينون باعتذار لأولئك الذين تسببو في أضرار في الشوارع وحاولوا عرقلة حرية الناس".
وتابع نائب رئيس مجلس الوزراء التركي، بأنه سيجتمع مع بعض منظمي احتجاج إسطنبول الأصلي الذي تحول إلى استعراض لم يسبق له مثيل للغضب ضد الحزب الحاكم.. إلا أن البعض رأى أن تصريحاته جاءت متأخرة قليلا فيما يبدو.
وعلى صعيد الأحداث؛ فقد أغلقت المتاجر أبوابها في ميدان رئيسي يؤدي إلى ساحة تقسيم بإسطنبول (محور الاحتجاجات)، فيما ردد آلاف المتظاهرين عبارات مناهضة للحكومة اثناء مرورهم. وأغلقت حواجز من الانقاض شوارع اخرى مؤدية إلى الساحة وكانت رائحة الغاز المسيل للدموع عالقة في الجو.
إلى ذلك، فقد قتل عضو عمره 22 عامًا من جناح الشباب بالمعارضة الرئيسية، بعد أن ضُرب على رأسه في اجتماع حاشد ببلدة أنطاكية الجنوبية قرب الحدود السورية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وهي حالة الوفاة الثانية بعد أن صدمت سيارة أجرة متظاهرًا في إسطنبول يوم الأحد. وكان مسؤولون قد قالوا في البداية إن ضحية أنطاكية أصيب بالرصاص.
وتسببت شراسة الحملة التي شنتها الشرطة ضد الاحتجاج الاول يوم الجمعة، والتي بدأت بشأن خطط الحكومة البناء في متنزه جيزي بساحة تقسيم في صدمة حتى للمؤيدين لأردوغان وجلبت تنديدات دولية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه قلق بشأن تقارير عن استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة.
وبدأ الاتحاد العام لنقابات العمال الذي يمثل 240 ألف عضو "إضرابا تحذيريا" عن العمل يستمر يومين وجهت الدعوة له في الأساس بشأن حقوق العمال للاحتجاج على الحملة التي شنتها الشرطة ضد ما بدأ احتجاجات سلمية.
وقال الاتحاد في بيان: "هذه العمليات أغرقت البلاد في قنابل الغاز. رئيس الوزراء أصبح لا يفكر حتى إنه وصف الملايين الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية... بأنهم "حفنة من اللصوص".
وندد أردوغان بالاحتجاجات، وقال إنها من فعل الأعداء العلمانيين الذين لم يقبلوا أبدا بالتفويض الذي حصل عليه حزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، لكنه يضم عناصر من يمين الوسط وعناصر قومية. وفاز الحزب في ثلاثة انتخابات متتالية وأشرف على إنجاز ازدهار اقتصادي وعزز نفوذ تركيا في المنطقة.