إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاحتجاجات تدفع الوضع الاقتصادي والنقدي في تركيا إلى مرحلة "الإعياء"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاحتجاجات تدفع الوضع الاقتصادي والنقدي في تركيا إلى مرحلة "الإعياء"


    أنقرة- وكالات
    تزداد حرارة الاحتجاجات التركيّة المطالبة برحيل رجب طيب أردوغان وحكومته تصاعداً ملحوظاً وتتسع رقعتها لتشمل معظم المدن التركية، ولتطول التظاهرات التي تعصف بهذه الحكومة قطاعات اقتصادية مهمة منها أسواق المال والسياحة التي تضررت بشكل كبير.
    تطورات الأحداث المتسارعة في تركيا تدلل على أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، مع ازدياد تعنت أردوغان بمواقفه ووصفه المتظاهرين بالمخربين واللصوص، وتلميحه إلى استجرار الشارع المؤيد ليقسم بذلك البلد إلى قسمين.‏‏
    وقد تواصلت الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تشهدها تركيا لليوم الحادي عشر على التوالي وتزايدت حدتها في ظل تصاعد حالة الرفض لسياسات رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.‏‏
    واشتبك المتظاهرون في عدة مدن تركية مع الشرطة التي استخدمت خراطيم المياه والقنابل الغازية في محاولتها تفريق المحتجين الذين ردوا بإلقاء الحجارة وتسليط أشعة الليزر لحجب الرؤية عن مستخدمي خراطيم المياه.‏‏
    وواصلت أعداد كبيرة من المحتجين اعتصامها داخل الخيام التي أقاموها في ساحة تقسيم وسط اسطنبول مع إغلاق مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية بينما انسحبت الشرطة بشكل كامل من المنطقة.‏‏
    وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنّ ساحة تقسيم في اسطنبول تحولت إلى ساحة للحرية وسط تظاهر الآلاف من الأتراك، مؤكدين رفضهم لنهج حكومة حزب العدالة والتنمية مرددين هتافات تنادي برحيل أردوغان وحكومته.‏‏
    ورفض المتظاهرون تحذيرات أردوغان وتهديداته بأنّ صبره نفد وبأنّهم سيدفعون ثمنًا لتظاهراتهم بعد أن عمد إلى تعبئة انصاره وإلقاء الخطب فيهم في محاولة لإيقاف توسع الاحتجاجات والتظاهرات ضد سياسته.‏‏
    ودفعت هذه التصريحات إلى تزايد أعداد المتظاهرين ونزولهم إلى الساحات في كافة أنحاء تركيا وبينها اسطنبول وانقرة وازمير تحديا له بحيث اجتذبت ساحة تقسيم في اسطنبول القلب الرمزي لحركة الاحتجاج بعض أكبر التجمعات على الأطلاق راح المتظاهرون يرقصون ويهتفون اردوغان استقيل حتى ساعات الصباح الأولى، كما شهدت حديقة جيزي المحاذية لساحة تقسيم مواجهات عنيفة بينما ارتفع عدد المصابين خلال المواجهات مع الشرطة في مختلف المدن إلى حوالي خمسة آلاف متظاهر إضافة إلى مقتل ثلاثة منهم.‏‏
    ورأى محللون أنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اختار في مواجهة التظاهرات المناوئة لسلطته منذ أحد عشر يومًا لعب دور الضحية الذي نجح فيه فيما مضى لكن هذا الدور يبدو اليوم مبتذلا ويترجم فزعه.‏‏
    وذكرت رويترز في تحليل لها أنّه بعد يوم ماراثوني عاشه أردوغان أمس أحيا خلاله ستة تجمعات على الأقل وعد أردوغان أنصاره بأنه سيصمد أمام الرعاع والمتطرفين الآخرين الذين يطالبون باستقالته.‏‏
    وأوضحت الوكالة في تحليلها أن أردوغان قارن أيضاً بين الاضطرابات الحالية والحقبة التي كان يتدخل فيها الجيش بصفته حارسًا للمؤسسات العلمانية في الحياة السياسية التركية والتي أطاح خلالها بأربع حكومات بين1960 و1970 وقد عاقب الناخبون ذلك التدخل للعسكر في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2007 وحصل فيها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان على 47 بالمئة من الأصوات.‏‏
    وقالت امبرين زمان كاتبة المقالات المعروفة في صحيفة طرف الليبرالية إن أردوغان يلعب ورقة الشهيد حيث نجح هذا الأمر معه على الدوام في الماضي وأنه يصور نفسه ضحية قوى ظلامية مزعومة تحاول إضعافه وتريد إغراق تركيا مجددًا في الأيام الحالكة.‏‏
    واستطرد جنكيز أكتر المحلل السياسي في جامعة بهتشي شهير في إسطنبول قائلا إن أردوغان لا يملك أي قدرة على فهم ما يجري حاليا فهو لا يفهم برأي أكتر هذه الحركة العفوية المنبثقة من الطبقات الوسطى والمثقفة في المدن الكبرى التي ترفض تسلطه لأنّه لم يعرف مطلقا أي احتجاج مماثل فحتى الآن كانت حركة الاحتجاج تقليدية لأنصار سياسة مصطفى كمال أتاتورك أي النخبة الحاكمة التي تدافع بشراسة عن صلاحياتها في وجه الطبقة الصاعدة المتمثلة بحزب العدالة والتنمية.‏‏
    واعتبرت مراي ميرت المحللة السياسية في جامعة اسطنبول أن موقف أردوغان يذهب أبعد من فهم خاطئ للوضع ويترجم ارتباكًا حقيقيًا.‏‏
    ومع دخول الاحتجاجات الشعبية التركية العارمة على نهج رجب طيب اردوغان يومها الحادي عشر برزت مشاركة واسعة للنساء التركيات في الاحتجاجات غير المسبوقة حيث تشارك في الاعتصام والتظاهر المتواصلين في ساحتي تقسيم باسطنبول وحديقة كيزلي في العاصمة انقرة شابات وفتيات ومدرسات ومتعلمات ومثقفات دأبن طوال الأسبوع الماضي على النوم في متنزه أسطنبول وهن يقفن في خطوط المواجهة في التظاهرات الحاشدة المناوئة للحكومة التركية ويقلن إنّ الوقت حان للدفاع عن حقوقهنّ في مواجهة التعديات المتزايدة على حرياتهنّ من قبل حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان.‏‏
    وقالت الممثلة المسرحية سيفي الغان 37 عامًا في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش مشاركتها في التظاهرات والاعتصام.. نحن النساء اللواتي يرغب أردوغان في أن يجعلهن يجلسن في البيوت حيث تقف النساء على الجبهة لأنهن أولى ضحايا مشاريع أردوغان.‏‏
    ومن جهتها تقول طالبة الفلسفة إسراء 21 عامًا.. نحن لا نريد التخلي عن أجزاء من ثقافتنا الإسلامية ولكن نريد الحفاظ على حقوقنا الحالية مؤكدة أنها لا تحاول تقليد النساء الغربيات.‏‏
    وتضيف إسراء: إنّ الحصول على مهنة والنجاح بأي ثمن كان لا يبدو أنه جعل المرأة الغربية سعيدة. وتؤكد دجلة 26 عاما موظفة بالبنك إن النظام لا يتغير بين ليلة وضحاها ونحن نعلم ذلك ولكن هذه خطوة تاريخية نحو ثورة اجتماعية.‏‏
    أمّا الممثلة التركية نوركان 35 عامًا فتقول: إنها تشعر بأنها جزء من أمر مهم في متنزه جيزي.‏‏
    من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء الوضع في تركيا على خلفية استمرار الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكومة رجب طيب أردوغان التسلطية.‏‏
    وقالت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان نقله موقع روسيا إنني أتابع التطورات عن كثب في تركيا ومازلت أشعر بالقلق إزاء الوضع في هذا البلد داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل من أجل إيجاد حل سريع على أساس الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم.‏‏
    واعتبرت اشتون أنه من المهم أن تعمل السلطات التركية بكامل طاقتها لتعزيز الديمقراطية وبناء الثقة وتجنب التصعيد؛ لافتة إلى أنّ مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي واحترامها لمعايير كوبنهاغن تلزمها بتوفير الإطار لضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المواطنين دون تمييز جنبا إلى جنب مع ضمان حرية التعبير والتجمع والمعتقد والفكر وحرية وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.‏‏
    وأكدت ضرورة ألا تخضع وسائل الإعلام بجميع أشكالها إلى أي ضغوط تعسفية مشيرة إلى أنّ الحدود المقيدة يجب أن تتوافق مع معايير حقوق الإنسان الأوروبية.‏‏
يعمل...
X