تويت
الحملة الإقليمية التي أطلقتها الأمم المتحدة من بيروت أمس الأول لمكافحة الجوع وهدر المواد الغذائية، التي تأتي في سياق يوم البيئة الذي يحمل هذا العام شعار "فكّر كل وفّر" دعماً لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان "تحدي القضاء التام على الجوع"، خطوة مهمة من المنظمة الدولية رغم عدم كفايتها لمواجهة غول الجوع الذي يجتاح أكثر من مكان في العالم، وترزح الكثير من الشعوب الفقيرة في الدول النامية تحت وطأة قرصاته المؤلمة.
فالجوع ليس شبحاً من الماضي، بل حقيقة واقعية في وقتنا الحالي رغم أننا نتجه نحو منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين..
ومن نتائج انتشار الجوع أن عشرين ألف طفل يموتون يومياً بسبب قلة الغذاء، وواحد من كل سبعة أشخاص في العالم يبيت جائعاً دون طعام، بينما جاره في العالم المُتخم بالثروات يشكو التخمة، وتكتظ نفاياته بالأطنان من الأطعمة المهدرة!! وهذا الهدر غير الحكيم للطعام يتسبب في حرمان الكثير من الناس من هذه النعمة.
وتكفي نظرة خاطفة على إحصائيات الأمم المتحدة الموثوقة، لإدراك فداحة الخسارة المترتبة على هدر الطعام، حيث تشير الأرقام إلى أنه يتم هدر 16 مليون طن من القمح في العام وهي كمية كافية لإطعام مئة مليون شخص في العالم.
إنّ مكافحة الجوع لا تتطلب عدالة توزيع الثروات بين الأمم، واعتماد مبدأ تكافلي عالمي فحسب، بل تكمن أساساً في تغيير الأنماط السلوكية للناس لتقليل هدر الطعام وإتاحة الفرصة للجياع للحصول عليه.
إنّ ثقافة الاستهلاك الواعي للغذاء وعدم إهداره، كفيلة بتجنيب الكثير من المحتاجين للطعام في العالم ويلات الجوع، وإنقاذهم من براثن سوء التغذية.