الفوز الكاسح للمرشح المدعوم من الإصلاحيين، حسن روحاني، بانتخابات الرئاسة الإيرانية؛ وحصوله على 17 مليون صوت، ليكون الرئيس السابع للجمهوريّة الإيرانية، له أكثر من دلالة ومغزى..
ومن هذه الدلالات تطلع الشعب الإيراني إلى الاعتدال، وتوقه إلى خوض تجربة مختلفة في الحكم؛ تقوم على الانفتاح على كل الأقطاب السياسية داخليًا، واعتماد الحوار على المستوى الإقليمي والدولي لإيجاد حل للقضايا الشائكة وخاصة في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والذي تعاني إيران الأمرّين من الغرب بسببه من حصار اقتصادي ومقاطعات سياسية وغير ذلك..
ورغم أنّ الانتصار الكاسح لروحاني ومن الجولة الانتخابية الأولى، أشبه ما يكون بالإنقلاب من قبل الإصلاحيين على سياسات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ومعسكر المحافظين عمومًا، إلا أنّ النظرة الموضوعية لا تخرجه عن سياق المنافسة الانتخابية التي تحتكم إلى ظرفيتها وسياقاتها المتعلقة بالبرامج الانتخابية التي يرفعها كل مرشح والمعسكر الذي ينتمي إليه..
وفي هذا الإطار حُظيت أطروحات روحاني بالكثير من القبول في أوساط الشعب الإيراني، والذي عبر عن رضائه عن هذه الأطروحات بالتصويت بكثافة للمرشح الإصلاحي، مما يصعّب مسؤولية روحاني في مقابلة سقف التطلعات العالي للشعب الإيراني من فترته الرئاسية، خاصة في ما يتعلق بطي ملف الخلافات مع الغرب، والانفتاح مع الجميع على المستويين الإقليمي والدولي..
وروحاني الذي اعتبر في أول رد فعل له على فوزه بالانتخابات الرئاسية؛ أنّ انتخابه رئيساً لإيران هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم على التطرّف؛ يدرك أنّه مطالب خلال الفترة المقبلة بترجمة هذه الشعارات على أرض الواقع، وتحويل الأقوال إلى أفعال، فالإصلاحيون الذين انتخبوه بل والشعب الإيراني أجمع يتطلع إلى أن تكون فترة رئاسته عهدًا للاستقرار والسلام والرخاء.