بلفاست - الوكالات
تتصدر الأزمة السورية جدول أعمال قمة مجموعة الدول الثماني في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية، وسط خلافات بين الدول المشاركة فيما يتعلق بمسألة تسليح المعارضة في سوريا.
قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية إن أوروبا "ستدفع الثمن" إذا سلمت أسلحة لقوات المعارضة في سوريا.
وأضاف في مقتطفات وزعت مسبقاً من المقابلة التي تنشرها صحيفة فرانكفورتر الجماينه تسايتونج اليوم "إذا سلم الأوروبيون أسلحة فسيصبح الفناء الخلفي لأوروبا إرهابيًا وستدفع أوروبا ثمن ذلك."
وحذر أيضاً من أن تسليح المعارضة سيؤدي إلى تصدير "الإرهاب" إلى أوروبا.
وقال الأسد في أول تصريحات له منذ أعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس أنها ستزود مقاتلي المعارضة السورية بمساعدات عسكرية "سيكتسب الإرهابيون خبرة في القتال وسيعودون بعقائد متطرفة وسيشهد اللقاء بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتن نقاشات مكثفة في هذا الشأن، خاصة في ظل تمسك واشنطن بتسليح المعارضة السورية ورفض موسكو لهذا القرار ودفاعها عن قانونية تسليحها للحكومة السورية.
وكان بوتن رد على قرار أمريكا، بدعوة مجموعة الثماني إلى التحرك بشأن سوريا "من دون انتهاك القواعد الدولية"، وتساءل لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين "يأكلون أعضاء بشرية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش إن بلاده لن تسمح بفرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية.
واعتبرت روسيا أن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن ستكون انتهاكا للقانون الدولي.
من جهته، رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تصريحات بوتن، بقوله إنه "يجب الوقوف بجانب الملايين من السوريين الذين يريدون مستقبلاً ديمقراطيًا لبلادهم".
واعترف كاميرون بوجود متشددين في صفوف المعارضة بسوريا، لكنه قال إن "دعم المعارضة المعتدلة سيوقف نزيف الدم بالبلاد".
من جانبه، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس تسليم روسيا أسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنه يجب "ألا نأمل كثيراً" في إحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني التي تعقد في ألستر بإيرلندا الشمالية.
وقال هولاند للصحفيين لدى وصوله إيرلندا الشمالية "كيف يمكننا أن نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم نظام بشار الأسد أسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟"
وأضاف "كيف يمكننا أن نقبل بأن هناك اليوم أدلة على استخدام أسلحة كيماوية من دون أن يكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟"
وسيبحث المشاركون في مجموعة الـ 8، قضايا الشفافية والتجارة والضرائب خلال اجتماعهم الأول، بينما خصص الاجتماع الثاني لمناقشة الأزمة السورية، وسيناقش الاجتماع الثالث، اليوم، قضايا مكافحة الإرهاب والضرائب.
يذكر أن عدداً من القادة سينضمون للمشاركين خلال غداء عمل، من بينهم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان.
وتوقع محللون ألا يتمكن المشاركون من التوصل إلى موقف موحد تجاه الأزمة السورية، مشيرين إلى أن البيان الختامي سيدعم الحل السلمي في سوريا ومؤتمر جنيف 2.
يأتي هذا في الوقت الذي خرجت تظاهرات في بلفاست احتجاجا على القمة وللمطالبة بإنهاء الجوع والفقر.