تيمور آل سعيد لـ"الرؤية": ربط المكتبات إلكترونيًا يخفف العبء عن الباحثين
الرؤية- أحمد السعيدي
أكّد صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد مساعد الأمين العام للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي لـ "الرؤية" أنّ شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) تسهم بشكل كبير في نشر العلوم والمعارف ولذلك فإنّ التطور يحتم علينا أن نربط المكتبات والأوعية الثقافية بهذه الشبكة لنضمن لها فاعلية أكثر في المستقبل.. كما أنّ الربط بين المكتبات إلكترونيًا يسهل على الباحثين الوصول للمعلومة دون الحاجة إلى زيارة المكتبة الفعلية.
جاء ذلك خلال تدشين جامعة السلطان قابوس صباح أمس الثلاثاء لبوابة المكتبات العمانية بالتعاون مع مركز الفهرس العربي الموحد تحت رعاية سموه، والتي ستضم 36 مكتبة عمانية.
وتهدف بوابة المكتبات العمانية إلى حصر الإنتاج الفكري الموجود في مكتبات السلطنة وإتاحته من خلال بوابة واحدة في الشبكة الدولية للمعلومات الانترنت، وتقديم خدمة البحث المرجعي في مقتنيات جميع المكتبات داخل السلطنة أو في مقتنيات مكتبة محددة وتحديد أماكن تواجد أوعية المعلومات مما يسهل على الباحثين معرفة المكتبات ومقتنياتها.
وأيضًا تسهيل إمكانيّة تقديم خدمات جديدة مثل الإعارة المتبادلة بين المكتبات والاقتناء التعاوني وتقييم المجموعات، وتوحيد الممارسات والتقنيات والمعايير بين المكتبات، فضلا على تشجيع المكتبات الصغيرة أو التي ليس لديها إمكانات تقنية عالية من تطوير فهارسها وإيداعها لدى البوابة وإتاحة الوصول إليها.
وقال الدكتور موسى بن ناصر المفرجي مدير المكتبة الرئيسية ورئيس الجمعية العمانية للمكتبات والمعلومات يأتي حفل تدشين بوابة المكتبات العمانية والذي تحتضنه جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع مركز الفهرس العربي الموحد ضمن سلسلة من بوابات المكتبات العربية التي تمّ تدشينها، هذا وسوف تسهم بوابة المكتبات العمانية بما تضمه من كنوز علميّة وثقافية وتاريخية إلى جانب بوابات المكتبات العربية الأخرى في الفهرس العربي الموحد إلى إيجاد قاعدة ببليوجرافية تقوم على مواصفات ومعايير عالمية من شأنها توحيد بيانات أوعية المعلومات وتسهيل تبادل التسجيلات الببليوجرافية بين المكتبات على الخط المباشر، ومما لا شك فيه أنّ بوابة المكتبات العمانية والبالغ عددها 36 مكتبة حالياً والتي سوف تزداد في المستقبل سيكون لها إسهام في الحركة الثقافية والبحثية والعلمية ليس في سلطنة عمان فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقال المفرجي: أضحى التعاون والمشاركة بين المكتبات ومؤسسات المعلومات في عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورات علمية وتقنية متسارعة أمرا ضرورياً لابد منه، باعتبار أنّ أي مكتبة مهما كانت ضخامة مجموعاتها ومصادر معلوماتها وإمكانيّاتها المادية والبشرية أن تفي بمتطلبات مستفيديها.
وذكر أيضًا: لم يكن العالم العربي بعيداً عن تلك المتغيرات التي طرأت على المكتبات ومؤسسات المعلومات والوعي بأهميّة تلك التكتلات، لقد تمّ في العديد من المؤتمرات واللقاءات مناقشة أهميّة إيجاد خطط وإستراتيجيات للعمل المشترك حول التعاون والمشاركة بين المكتبات ومؤسسات المعلومات لاسيما الأكاديمية والبحثية منها في الدول العربية، إلا أنّ الضعف في الرؤية والأهداف حال دون قيام أي تكتل حتى مطلع القرن الواحد والعشرين. وقد ظل الحلم يراود الأمّة العربية لإيجاد مشروع ثقافي علمي عربي مشترك يخدم المعرفة والثقافة من خلال حصر الإنتاج الفكري العربي المنشور لمختلف أوعية المعلومات لإتاحته لخدمة الباحثين وطلاب العلم والمثقفين في العالم العربي. شاء القدر أن يصبح هذا الحلم حقيقة على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات والأماني، وذلك عندما قدمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مشروعها العلمي والثقافي الكبير ألا وهو "الفهرس العربي الموحد في مطلع القرن الواحد والعشرين" لقد كان للإرادة الصلبة للقائمين على المشروع وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود النجاح الباهر الذي قاد هذا المشروع الرائد لتحقيق آمال وتطلعات الأمة العربية والإسلامية.
وأوضح مدير مركز الفهرس العربي الموحد الدكتور صالح المسند أن الفهرس العربي الموحد جسد تعاون المكتبات العربية ومراكز المعلومات والوثائق كبادرة للوحدة الثقافية والتكامل المعرفي وأداة مهمة لدعم البحث العلمي، وهو الآن يحقق ـ بفضل الله ـ ثمّ بالجهود المبذولة من مكتبة الملك عبد العزيز العامة والتعاون المتبادل مع الجهات الأعضاء هذا الحُلم الجميل الذي أصبح نافذة على ذاكرة الأمة العربية، حيث يضم في عضويته ما يزيد عن ثلاث مئة جهة تتبعها الآف المكتبات مشيرًا إلى أنّه سبق تدشين بوابة مكتبات دولة الإمارات العربية المتحدة ثمّ بوابة مكتبات جمهورية السودان ثمّ بوابة الكتب المترجمة والرسائل الجامعية والمخطوطات ثمّ بوابة المكتبات السعودية ثمّ بوابة مكتبات المملكة الأردنية الهاشمية ثم بوابة المكتبات البحرينية.
وقال المسند:" إنّ تدشين بوابة مكتبات سلطنة عُمان بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس لتضم المكتبات العُمانية بجميع أشكالها وأنواعها في بوابة واحدة وواجهة بحث موحدة ولتكون لؤلؤة جديدة في عقد بوابات مكتبات الدول العربية، وليقطف أعضاء الفهرس العربي الموحد ثمرة بعد أخرى من ثمار الجهد الحثيث لخدمة الثقافة العربية والإسلامية ونكمل الخطوات المباركة التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برعايته ودعمه لهذا المشروع العربي الرائد، الذي يشكل أهميّة كبيرة في حفظ النتاج الفكري، ويؤسس لعمل مشترك يحفظ للأمة مكانتها العلمية والمعرفية والثقافية ويقارب بينها وبين الثقافات الأخرى".
وقد روعي في تصميم بوابة المكتبات العمانية سهولة الاستخدام وتكامل المعلومات التي يحتاجها المستخدم إذ تتكون البوابة من عدة نوافذ أهمّها نافذة تحوي تعريفًا بالبوابة وقائمة بالمكتبات والأعضاء ومكتبة الفهرس العربي الموحد التي تضم كل إصداراته بصيغة إلكترونية ونبذة عن المكتبات الأعضاء وبيانات الاتصال والأخبار والمناسبات الخاصة بمكتبات السلطنة بالإضافة إلى موضوع الشهر الذي يعرض فيها موضوع متخصص في مجال تنظيم المعلومات وذو صبغة تطبيقية.
وتعد هذه البوابة بمثابة فهرس وطني موحد يضم مقتنيات جميع المكتبات العمانية الأعضاء في الفهرس العربي الموحد في قاعدة واحدة وتعد ضرورة وبنية أساس في عصر المعرفة للسلطنة، وتعد هذه البوابة خطة متقدمة لحشد التعاون بين المكتبات العمانية في عصر الرقمنة.