مسقط ــ عبد الله الوهيبي
تصوير ــ خميس السعيـدي
نظمت وزارة الصحة ممثلة في دائرة خدمات الدم أمس وللعام السادس عشر على التوالي الاحتفال بتكريم المتبرعين بالدم من الأفـراد ومختلف الجهات المساهمة في إنجاح حملات التبرع بالدّم.
الاحتفالية أقيمت بفندق الإنتر كونتينتال تحت رعاية صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد وبحضور سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية وبحضور مديري العموم والمديرين التنفيذيين في المؤسسات الصحية في مختلف محافظات السلطنة، إلى جانب الجهات المكرمة والمتبرعين بالدم.
وقد أتت الاحتفالية تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يصادف يوم الرابع عشر من يونيو من كل عام، والذي يقام هذا العام تحت شعار "كل تبرع بالدم .. هبة للحياة" .
وقد ألقى حمد بن مرهون السيابي رئيس قسم شؤون المتبرعين بدائرة خدمات الدم كلمة ذكر فيها أن منظمة الصحة العالمية تحتفل في الرابع عشر من يونيو من كل عام باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يشهد أحداثاً ومناسبات تقام في مختلف أنحاء العالم وذلك لرفع مستوى الوعي حول الحاجة إلى الدم المأمون ومشتقاته وكذلك لتوجيه الشكر إلى المتبرعين الطوعيين بالدم دون مقابل على الهبة العظيمة المنقذة للحياة التي يقدموها من خلال الدم الذي يتبرعون به.
وأضاف أن نقل الدم ومشتاقته كما يعلم الجميع يسهم في إنقاذ ملايين الأرواح كل عام ويساعد على تحسن متوسط العمر المأمول لدى المرضى. وهناك العديد من البلدان يزيد الطلب فيها على العرض وتواجه خدمات الدم فيها التحدي المتمثل في توافر كميات كافية من الدم وإتاحتها لكل من يحتاجها مع التأكيد في نفس الوقت على ضمان جودتها ومأمونيتها. وهناك في الوقت الحاضر 62 بلداً ترتكز إمدادات الدم الوطنية فيها على التبرع الطوعي الكامل دون مقابل وبنسبة 100% و38 بلدا ما تزال تعتمد على المتبرعين من أفراد أسر المرضى بل ولقاء مقابل مادي حيث يقل ما تحصل عليه من إمدادات الدم من المتبرعين طوعياً دون مقابل عن 25% من احتياجاتها.
وأضاف أنّ السلطنة وبفضل من الله تعالى وسخاء وعطاء هذه النخبة من المتبرعين وغيرهم وبجهود القائمين في وزارة الصحة وتعاون المؤسسات الحكومية والخاصة
والأهلية والأفراد استطعنا بحمد الله أن نحقق نسبة 86.2 من المتبرعين الطوعيين الذين يتبرعون دون مقابل من مجموع عدد المتبرعين خلال العام 2012.
كما أنّهم في دائرة خدمات الدم وضعوا هدفاً أسمى لن نحيد عنهُ وسيسعون لتحقيقهِ ألا وهو إيقافُ التبرعاتِ الأسرية والاعتمادُ على التبرعاتِ التطوعيةِ والوصول بها الى نسبة 100% بنهاية الخطة الخمسية الحالية بإذن الله تعالى. وهذا يعتمدُ في المقامِ الأولِ عليكم أنتم أيها الإخوةُ والأخوات المتبرعونَ بالدم فأنتم الداعمَ الأساسي لنا ولجهودنا هذه، ويعتمدُ أيضاً على تعاون شرائحَ المجتمعِ المختلفة.. وفي الأخير نناشدَ الجميعَ أن يكونوا سنداً لنا لتحقيقِ الأهدافِ المرجوة خدمةً لوطننا الغالي وأبنائه.
آملاً من الجميع استمرارَ الجهود المثمرة في إيصال رسالة التبرع بالدم في المجتمع كما دعاهم للتعاونِ البناءِ من أجلَ إنجاحِ حملاتِ التبرع بالدم الـمُنظمةِ في جهاتِ عَملهم لأنها من أهمِ الروافدِ التي تُزود الدائرة بوحداتِ الدم .
من جانب آخر ألقى سيف بن سالم الشكيلي كلمة نيابة عن أخوانه وأخواته المتبرعين بالدم حيث أشار إلى أن تبرعهم بقطرات الدم لأجساد عليلة وقلوب مستغيثة لزرع الابتسامة من جديد على شفاه أطفالنا وذوينا، هو عمل يباركه المولى جلّت قدرته ويجعله في مراتب الأعمال الصالحة التي يثاب عليها الإنسان المسلم، كما قال إنّه لمصدر فخر واعتزاز أن تكون النظرة للتبرع بالدم نابعة من أصالة هذه البلاد وتمسكها بالتعاليم الإسلامية، كما أنهم بانتمائهم الرائع للسلطنة، ولحبهم الكبير لقائد المسيرة المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وتمسكهم الصادق بالثقافة الإسلامية الأصيلة، وارتباطهم بالحضارة الإنسانية الكبيرة، فإنها تدفعهم بدوافع فطرية لطرق أبواب الخير، نفوس رسخت ذاتها بالمبادئ السامية، والقيم العالية، هي تلك التي تراها سباقة إلى الخير منافسة في ميادين العطاء مشاركة في كل ما من شأنه أن ينفع مجتمعاتها وأمتها.
في الأخير وجه سيف الشكيلي نداء إلى أخوانه في السلطنة الذين لديهم القدرة على الـتبرع بالدم .. بأن يبادروا إلى هذه الخدمة الإنسانية الجليلة .
بعدها تم تقديم عرض مرئي عن التبرع بالدم أمام الحضور لمدة عشر دقائق، ليعقبها تقديم فقرة بعنوان رسالة شكر للجميع قدمها مجموعة من الأفراد المتبرعين بالدم بعد ذلك ألقى الشاعر مطر البريكي قصيدة شعرية نالت استحسان الحضور من خلال الأبيات التي أثنى فيها على المتبرعين بالدم والدور الإنساني الذي قاموا به.
بعد ذلك جاءت اللحظة التي انتظرها الجميع بفارغ الصبر وهي لحظة التكريم، حيث قام صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد راعي المناسبة بتكريم أولاً المتبرعين بالدم الذين وصل عدد مرات تبرعهم بالدم إلى 100 مرة، بعدها كرّم سموه الأفراد المتبرعين بالدم الذين وصل عدد مرات تبرعهم بالدم 50 مرة، كما قام صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد بتكريم الجهات والأفراد الذين ساهموا في إنجاح حملات التبرع بالدم، كما كرم في الأخير الأفراد المتبرعين بالدم الذين تجاوز عدد مرات تبرعهم أكثر من 15 مرة.
انطباع المكرمين
فائل بن خلفان السعدي أحد المتبرعين بالدم الذين وصل عدد مرات تبرعهم إلى 117 مرة أعرب عن سروره الكبير بحفل التكريم الذي قال عنه إنه يمثل بالنسبة له الشيء الكثير وأضاف أنه يتذكر أول مرة تبرع فيها بالدم كانت في 1988 ولكنها لم تسجل رسميًا بعدها توالت مرات قيامه بالتبرع بالدم والتي بدأ تسجيلها رسمياً في عام 1992م ، وتطرق إلى أن الهدف من ذلك هو إنقاذ أرواح الناس خاصة الذين يصابون في الحوادث المرورية وتمنى في الأخير أن يكون هناك دعم مستمر خاصة من قبل جهات القطاع الخاص للمتبرعين، كما ناشد إخوانه في المجتمع بضرورة قيامهم بعملية التبرع بالدم لأنّه يمثل خدمة إنسانية في المقام الأول، وتمنى التوفيق للجميع في تأديتهم لرسالة التبرع بالدم .
من جانبه قدّم أحمد بن حمد الخروصي أحد الأفراد المتبرعين بالدم والتي وصل عدد مرات تبرعهم إلى 102 مرة حيث قدم شكره إلى كل من أعد وساهم وقام بتنفيذ احتفالية تكريم المتبرعين اليوم الثلاثاء والتي جاءت تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، ويتذكر أحمد الخروصي المرة التي الأولى التي قام فيها بالتبرع بالدم وأنها كانت في عام 1986م وتحديدًا في مستشفى خولة، وأن آخر مرة تبرع فيها كانت في مايو الماضي في بنك الدم المركزي في بوشر، مضيفاً أنه سعيد جدًا بالوصول إلى هذا الرقم ويسأل الله أن يوفقه ويواصل في إنقاذ حياة مجموعة من الناس بحاجة ماسة إلى قطرات من الدم، وناشد الجميع ضرورة الاستمرارية في التبرع بالدم، كما ناشد جهات القطاع الخاص أن تساهم في تشجيع أفراد المجتمع على التبرع بالدم، وقدم في الأخير شكره إلى دائرة خدمات الدم بوزارة الصحة على وقفتها النبيلة معه في السنوات الماضية وعلى الدور الإيجابي الذي قاموا به معه وتمنى للجميع الصحة والسلامة وأن يشفي الله جميع المصابين في الحوداث.