صلالة - إيمان الحريبي - العمانية
تشهد محافظة ظفار اليوم الجمعة بداية موسم الخريف الذي يستمر حتى أواخر شهر سبتمبر المقبل حيث تتميزالمحافظة خلال هذه الفترة بجمال الطبيعة والطقس الاستثنائي وتساقط الأمطار والرذاذ وهبوب نسمات الهواء الباردة وتلبد السماء بالغيوم وانتشار البساط الأخضر في السهول والجبال . ويتجلى جمال محافظة ظفار في موسم الخريف في تراكم السحب الممطرة التي تحجب الشمس معظم أيام الموسم على الجزء الجنوبي من السلطنة وكثرة المياه في مناطق العيون وتحول المياه المنحدرة من الجبال إلى شلالات تشكل طبيعة تستقطب السياح والمقيمين . وتشهد المحافظة في موسم الخريف توافد أعداد كبيرة من السياح من داخل السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتمتع بالطبيعة الأخاذة والطقس الجميل حيث استعدت كافة الجهات الرسمية والأهلية خلال فترة الخريف للعمل على توفير المناخ الملائم للسياح والزوار وتسخير كافة الجهود لتمكينهم من قضاء أوقات ممتعة.
وتضم محافظة ظفار بيئات ومقومات طبيعية وسياحية متعددة تتمثل في الشواطئ ذات الرمال البيضاء الناعمة التي تنتشر فيها الخيران الجميلة والسهول المنبسطة والمحميات الطبيعية وسلسلة من الجبال والأودية وصحراء ممتدة حتى الربع الخالي والعيون المائية والنافورات الطبيعية والكهوف الطبيعية إلى جانب توفر المنتجات الزراعية الاستوائية التي من أشهرها النارجيل ( جوز الهند) والفافاي .
وتشتهر محافظة ظفار بإنتاج أجود أنواع اللبان الذي يشهد رواجاً واسعاً وإقبالا كبيراً من قبل السياح حيث جعلت هذه العوامل من محافظة ظفار مقصداً للسياح ليس خلال موسم الخريف وإنما طوال العام .وتمتلك المحافظة موروثاً تاريخياً يتمثل في تعدد مواقعها الأثرية لتضيف بذلك بعداً سياحياً آخر تجتذب من خلاله محبي السياحة التاريخية وسياحة الآثار لتتكامل مع جمال الطبيعة والطقس الجميل .
ومن أهم المعالم السياحية الجميلة التي يحرص السياح على زيارتها في محافظة ظفار السهول والمرتفعات الجبلية خاصة مرتفعات سهل أتين القريبة من مركز البلدية الترفيهي الذي يحتضن معظم فعاليات مهرجان صلالة السياحي الذي سينطلق هذا العام في ثاني أيام عيد الفطر المبارك تحت شعار(عمان عطاء ووفاء)حاملاً عددًا من المضامين الهادفة في جو أسري يتماشى ويخدم كافة الفئات العمرية .وتعتبر عين جرزيز التي تقع تحت سفح جبل إتين من أشهر العيون المائية التي يرتادها السياح إضافة إلى العيون المائية الرئيسية المنتشرة في كافة ربوع المحافظة ومن أهمها رزات وحمران وصحلنوت وأثوم ودربات .ويضم شاطئ المغسيل الكثير من المشاهد كالنافورات الطبيعية والجبال الشاهقة التي تكتسي موسم الخريف باللون الأخضر إضافة إلى الشواطئ الفضية.
ويمتاز وادي دربات وهو من أجمل الأودية بالمحافظة بطبيعة وغطاء نباتي كثيف ووجود عين مائية تتدفق مياهها في بعض المواسم أثناء هطول الأمطار الغزيرة .. وتتدفق الشلالات لتشكل بحيرة مائية جميلة تجذب عشاق الطبيعة والتصوير .وتشهد مراكز التسوق في مدينة صلالة إقبالاً كبيرًا إلى جانب ما تزخر به المحافظة من منتجات وصناعات تقليدية في هذا الموسم خاصة البخور والصناعات الفضية والفخاريات والحلوى العمانية واللبان والمنتجات الزراعية المحلية الطازجة.
الجدير بالذكر أن عدد زوار محافظة ظفار خلال موسم الخريف الماضي بلغ/ 195 ر351 زائراً مقارنة بـ / 579ر339 زائراً في العام 2011م .
إلى ذلك يختتم معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة زيارته لعدد من المواقع والولايات في محافظة ظفار تستمر حتى 21 يونيو الجاري . وتضمن جدول الزيارة كل من ولاية ثمريت وعدد من المواقع وكذلك منطقة شصر والحشمان لمعاينة المواقع المقترحة لطلبات المواطنين لإقامة مخيمات سياحية ومن ثم منطقة المزيونة لمعاينة موقع صخرة شروت بناء على مطالبات من أهالي المنطقة إضافة إلى زيارة إلى ولاية شربثات وشليم والشويمية ومعاينة المواقع السياحية ومشروع جنوب الشويمية بالإضافة إلى زيارة ولاية مرباط وحصن مرباط ومحمية جبل سمحان وموقع وادي شعبون وعين حشير وشاطئ الدمر بالولاية كما زار معاليه ولاية سدح وحاسك ومعاينة مشروع وادي ناطف.
وكان معالي أحمد بن ناصر المحرزي قد التقى في الشهر الماضي مع أصحاب وصاحبات الأعمال بمحافظة ظفار وأكد في حواره معهم أن المقومات السياحية التي تمتلكها السلطنة بشكل عام ومحافظة ظفار على وجه الخصوص تحتاج إلى إستراتيجية واسعة وشاملة بحيث تكون هذه المقومات قيمة إضافية يستفاد منها في إيجاد صناعة حقيقة للسياحة. ووقف اللقاء على بعض الصعوبات التي تعترض أصحاب وصاحبات الأعمال بمحافظة ظفار والعمل على تذليلها بالإضافة إلى الاستماع الى بعض الآراء والمقترحات التي قد تساهم فيها المشاريع المقدمة من أصحاب وصاحبات الأعمال بالمحافظة في تطوير القطاع السياحي .وتحدث معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة خلال اللقاء عن بعض المحاور التي تتعلق بالقطاع السياحي في محافظة ظفار وتشجيع المستثمرين المحليين على إقامة المشروعات السياحية في المحافظة .
تحسين المواقع السياحية
وقد خصص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله و رعاه – 15 مليون ريال عماني لتحسين ورفع كفاءة المواقع الخدمية والسياحية بالمحافظة وذلك ضمن الاهتمام بتطوير السياحة واستدامتها في محافظة ظفارعلى وجه الخصوص لما تحظى به من مقومات سياحية عديدة ومتميزة كموقعها الوسيط بين شرق العالم وغربه، ودورها في إثراء التواصل الحضاري بين الأمم من خلال تجارة اللبان في العصور القديمة ووجود العديد من المواقع الأثرية وإدراج بعض هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي، فضلاً عن التنوع البيئي ما بين السهل والجبل والنجد والساحل والعيون والكهوف التي يستطيع السائح الوصول إليها بكل سهولة من خلال شبكة الطرق القائمة في البلاد، إضافة إلى ما تكتنز به البوادي والمناطق الساحلية من مقومات الجذب السياحي لتنظيم رحلات السفاري الصحراوية، وممارسة الرياضات المائية بالشواطئ الممتدة النظيفة، ويضاف إلى ذلك كله تنوع الموروث الشعبي في الفنون والصناعات اليدوية التقليدية. ومن أبرز وأهم هذه المقومات أيضاً الاستقرار الأمني, ناهيك عن الأجواء الاستثنائية خلال فصل الصيف المعروف محليا بموسم الخريف الذي يعتبر من أهم المواسم في محافظة ظفار والذي يجذب السياح خاصة مواطني دول مجلس التعاون لما يتمتع به هذا الفصل من أجواء رائعة وتساقط الرذاذ وتناقص درجات الحرارة في هذا الفصل. وقد تم تشكيل لجنة بهذا الخصوص وقد عقدت عدداً من الاجتماعات بغرض وضع تصورات لخطة متكاملة ورؤية واضحة للمشاريع الخدمية والسياحية بعد الأوامر السامية للمشاريع المؤقتة والدائمة التي تحتاجها المحافظة في هذا الوقت. وقد وقفت اللجنة كذلك على المشاريع الممكن تنفيذها بشكل دائم أو مؤقت بما ينقل هذا القطاع نقلة نوعية تحقق الأهداف المطلوبة منه وذلك وفق الرؤية السامية الحكمية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله و رعاه - . بالإضافة إلى تم تحديد المشاريع التي يمكن إنجازها لموسم الخريف المقبل في أسرع وقت ممكن حسب الوقت المتبقي والنظرة فيما يتعلق بتسيير وتشغيل هذه المشاريع، وإيجاد مواقع للإيواء بصفة مؤقتة وأخرى دائمة وبحث تخصيص بعض المواقع الأخرى للترفيه وغيرها من المواضيع الأخرى.
زيادة الرحلات الجوية الدولية المباشرة
وقد دشنت بصلالة مؤخرًا ثلاثة خطوط جوية تقدم رحلات مباشرة إلى صلالة عبر طيران فلاي دبي والخطوط القطرية وأخيرًا الخطوط الجوية السعودية وذلك تدعيمًا للحركة السياحية. كما تم الافتتاح التدريجي لبعض من المحلات بموقع صلالة جاردينز مول وهو عبارة عن أول مول تجاري في مدينة صلالة يحتوي على سينما وألعاب ترفيهية ومحلات وأسواق ومطاعم كما يتضمن أيضاً "هايبرماركت" وهي شركة كارفور. كما يتضمن المشروع عنصرًا فندقيًا يحتوي على كافة عناصر الفنادق عالية الجودة مثل المطاعم وحمام السباحة وصالة الرياضة وقاعات اجتماعات متنوعة. وسيكون الافتتاح الرسمي للمول والفندق خلال موسم احتفالات الخريف لهذا العام.