عواصم- الوكالات
مُنيت سوق دبي المالية بتراجعات حادة نهاية تعاملات أمس، في عملية تصحيح قوية شهدها المؤشر أفقدته نحو 2.58%، بعد أن كانت قد تجاوزت 3%، حتى منتصف التعاملات، ولم تكن سوق أبوظبي بعيدة عن ما حدث في دبي حيث تراجع مؤشر السوق بنسبة 1.87%.
وتشهد أسواق الإمارات عملية تصحيح بدأتها منتصف تعاملات الأسبوع وتواصلت اليوم، دون وجود مؤشرات سلبية تتعلق بأداء الاقتصاد الإماراتي أو أرباح الشركات المدرجة سواء في سوق دبي أو أبوظبي.
ورغم التراجعات القاسية إلا أنّ قيمة وأحجام التداول في سوق دبي تعد أمراً إيجابياً، حيث جاءت متدنية عند 385 مليون درهم، ما يعكس رغبة في عدم البيع وتمسك المستثمرين بما في أيديهم من أسهم.
وطالت الخسائر كافة الشركات التي شهدت تداولاً في سوق دبي تقريباً، حيث هوت أسعار أسهم 26 شركة، فيما اختفت الأسهم الرابحة من السوق.
وقاد تراجعات أمس سهم دبي للمرطبات بنسبة 9.66%، تلاه سهم تكافل الإمارات بـ8%، وانخفض سهم سوق دبي المالي بنحو 5.6%.
ولم يشفع لسهم أرابتك العقد الذي فازت به اليوم في واحة دبي للسيلكون وقيمته 49 مليون دولار، حيث انخفض سهم الشركة بنسبة 5.3%، إلى مستوى 1.79 درهم.
وفي الكويت ينوي عدد من "كبار المستثمرين" في بورصة الكويت، وهم من يطلق عليهم "هوامير السوق"، الترشح إلى عضوية مجلس الأمة وخوض غمار الانتخابات المقبلة.
ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، فقد أجمع خبراء اقتصاديون كويتيون على أن تكتيكات وضغوطات المضاربين المحترفين أثرت في مجريات تداولات سوق الكويت للأوراق المالية "البورصة" في بداية أسبوع جديد من حركات التصحيح التدريجي، الأمر الذي عكسته حالة التباين اللافت على عموم أسهم الشركات المتداولة.
وقال الخبراء إن منوال حركة السوق تركزت على أسهم قيادية منتقاة علاوة على امتداد جني الأرباح على الأسهم التي تضخمت سعريا خلال الشهر الجاري ما أثر في أحجام القيم النقدية المتداولة يوميا والتي باتت تشهد انخفاضا ملحوظا بنسب تتخطى الـ50% مقارنة بارتفاعات سابقة.
وأوضحوا أن بعض مدراء المحافظ والصناديق الاستثمارية يحاولون التريث والترقب خلال ما تبقى من تداولات شهر يونيو من كل عام وهو أمر اعتادت عليه السوق حيث إن بعض الشركات تحافظ على المستويات السعرية التي وصلت إليها قبل اقفالات الفصل وهذه الوتيرة ستسمر حتى نهاية هذا الشهر.
واعتبر مستشار مجلس الإدارة في شركة (أرزاق كابيتال) القابضة صلاح السلطان تباين الأداء في السوق خلال هذه الآونة أمرا منطقيا خاصة في ظل الأوضاع السياسية التي تؤثر في حركة التداولات سواء كانت محلية أو اقليمية علاوة على ان التذبذب يأتي بعد الارتفاعات التي شهدتها الكثير من الأسهم وتحديدا الصغيرة والمتوسطة منها.
وأضاف السوق مقبلة على "فترة ركود بسبب إجازة الصيف ودخول شهر رمضان إضافة إلى تركيز المستثمرين على تجميل حركة الأسهم من أجل حصد الأرباح مع إغلاقات بيانات نصف العام علاوة على تجدد استراتيجيات المحافظ والصناديق استعدادا لبداية شهر يوليو حيث تبدأ مرحلة تكتيكية جديدة".
أمّا مدير عام شركة (مينا) للاستشارات الاقتصادية عدنان الدليمي فقال إنّ ما تشهده السوق حاليا "أمر إيجابي" يصب في صالح المستثمرين على اعتبار أنّ العامل الأساسي الذي يؤثر في منوال أداء البورصة الخاص بصدور حكم المحكمة الدستورية في شأن انتخابات مجلس الأمة مازال حاضرًا وإن كان بصورة أقل مما كان عليه حال صدوره ما أثر في المتداولين في أوامرهم سواء كانت باتجاه الشراء أو البيع.
وأضاف أنّ كثيرًا من المتداولين من "ذوي الثقل في السوق" بدأت تشغلهم طموحات الترشيح لانتخابات مجلس الأمة في دورته الجديدة ما أثر على مستويات السيولة المتداولة لذا نجد السوق تمر بحالة من التحفظ من جانب صناع السوق حيث التخوف بات يسيطر على بعض منهم.
وأشار الدليمي قائلا على الرغم من التحسن الجيد في أداء الأسهم الجيدة بسبب توقعات لتحقيق أرباح جيدة خلال النصف الأول ألا أنّ قسطًا كبيرًا منها مازال على ثباته "قناعة من ملاك هذه الشركات بأنّ السوق يصحح نفسه بنفسه ولا عجلة للولوج في هذا المنحنى التصحيحي".
وبدوره، قال المحلل المالي محمد الهاجري إنّ الانخفاض الملحوظ في قيمة التداول اليومي يعطي مبررًا بأنّ افتقاد الرؤية في بعض شركات القطاعات المدرجة ساهم في عدم الاشتراك في ديناميكية حركة السوق حيث إنّ بعضا منها يفضل الترقب والانتظار لنتيجة أفضل مما هي عليه السوق الآن لتحديد التوجهات المستقبلية للتداول.
وأضاف أن المهيمنين على السوق يراقبون التأثيرات الناجمة عن أسواق المال العالمية وتطويعها على قراراتهم الاستثمارية علاوة على تحديد المسار بعد التصريحات البنك الفيدرالي الأميركي حول رؤيته بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
وفي السعودية ارتفع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 0.2 بالمئة لتصل مكاسبه منذ بداية العام إلى 10.5 بالمئة.
وصعد سهم مصرف الراجحي 0.4 بالمئة وسهم دار الأركان للتطوير العقاري 1.9 بالمئة.
وهبطت قيم التداول مع قيام بعض المستثمرين بعطلات صيفية بينما ينتظر آخرون محفزات لتبرير ضخ أموال جديدة في السوق.