بات في حكم المرجح أن تدخل المساعي الدولية لعقد مؤتمر "جنيف 2 " بشأن الأزمة السورية، في حالة من السبات، إثر ما رشح من أخبار عن فشل المباحثات الأمريكية الروسية التي أجريت في جنيف أمس برعاية الأمم المتحدة بغرض التمهيد لتنظيم المؤتمر الذي يعول عليه في إنهاء الحرب في سوريا التي طال أمدها وتعاظمت خسائرها البشرية إلى حد يفوق الوصف..
فالمباحثات الأمريكية الروسية التي تعد الأهم في سلسلة التحضير لهذا المؤتمر انتهت دون اتفاق على كثير من المسائل الجوهرية لنجاح المؤتمر وفي مقدمتها موعد إقامة المؤتمر وقائمة المشاركين فيه والموضوعات التي ستطرح على أجندته.
ولا شك أن هذا سيضفي ضبابية على مصير المؤتمر، أو على الأقل سيؤخر عقده شهورًا مما يزيد معاناة الشعب السوري الذي هو في أمس الحاجة إلى تسريع المبادرات، وتسابق الخطى لوضع حد لمأساته من خلال حلول سلمية تتوافق عليها جميع الأطراف.
إنّ الوضع المتأجج على الأرض في سوريا لا يحتمل التسويف أو المطاولات الدبلوماسية، بل يستلزم التعجيل بالاتفاق على إقامة مؤتمر "جنيف 2" وتهيئة كافة السبل لإنجاحه سواء من قبل القوى الكبرى أو الأطراف الإقليمية المتورطة في الأزمة السورية، باعتبار أن هذا المؤتمر أصبح بمثابة الأمل الذي يتمسك به الحادبون على الحل السلمي للأزمة، ولا يعلم أحد كيف ستكون مآلات الوضع، في حال لم يعقد هذا المؤتمر، أو باء بالفشل في الخروج بنتائج ملموسة وعملية لإنهاء المشكلة..
إنّ عامل الزمن، أمر حاسم في الأزمة السورية، باعتبار أن كل ساعة تمر لها ثمن فادح من أرواح ومقدرات الشعب السوري .. لذا يأمل الجميع أن يلتئم شمل الفرقاء السوريين على طاولة التفاوض في جنيف قريباً للتوافق على صيغة سلمية تجنبهم المزيد من إراقة الدماء والخسران.