مسقط - الرؤية
تشارك الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في مهرجان جرش الفني الثقافي بالمملكة الأردنية الهاشمية، الذي بدأت فعالياته يوم الأربعاء الماضي، على المسرح الجنوبي بمدينة جرش الأثرية؛ من خلال مشاركتين شعريتين عبر الشاعرين حسن المطروشي ومسعود الحمداني، إضافة إلى ورقة نقدية للدكتورة سعيدة خاطر، وهو استمرارٌ للنهج الذي تعمل به الجمعية منذُ البداية في حضور المثقف والكاتب العماني في المحافل الثقافية الدولية الكبرى، ونقل التجربة الأدبية العمانية بخصوصيتها وهويتها، وسعياً إلى تعميق الإستفادة من تجارب الآخرين وتفعيل التواصل المثمر.
وتعتبر المشاركة العمانية هي الأبرز في هذا المحفل الدولي الكبير، الذي يشارك به كوكبة كبيرة من النخب الثقافية والفنية في الوطن العربي؛ حيث يترشح "مثقف" واحد من كل بلدٍ عربي، في حين أن السلطنة يتمثل حضورها عبر ثلاثة شعراء، جاء ذلك في تصريح الدكتور موفق محادين رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الذي قال: بناءً على اتفاقية التعاون التي عقدت بين الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ورابطة الكتاب الأردنيين بالتزامن مع الأيام الثقافية العمانية التي أقيمت مؤخراً بالأردن فإن مشاركة الوفد العماني في مهرجان جرش الفني الثقافي هي الأعلى من بين جميع البلدان العربية الأخرى، وهو واحدٌ من أوجه التعاون المنصوص عليه في الاتفاقية التي ستعمل دوماً على تنمية التبادل الثقافي الخلاّق بين الرابطة والجمعية وتغذيته بكل ما يكتب له البقاء طويلاً وفق البرامج والخطط التي نسعى ونجتهد معاً في تنفيذها.
وأضاف: ليس غريباً أن يشيد اتحاد الكتاب العرب الذي أقيم بأبوظبي في انعقاده الأخير بالجهود الثقافية المتميزة التي بذلتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء من خلال الفعاليات والتظاهرات الثقافية الكبرى عبر أسابيعها الثقافية خارج السلطنة خلال الشهور المنصرمة في عواصم عربية (القاهرة، تونس، عمّان)، وهو جهدٌ راقٍ لفت الأنظار إليه في فترةٍ وجيزة، وغدت تجربة الجمعية من أنجح التجارب العربية الثقافية الجمعية في هذا العام، فشعاعها الفكري امتد إلى عواصم وبلدانٍ عربيةٍ كثيرة، مما يلزمنا أن نبعث برياحين المحبة وعبارات الامتنان للدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية ورفاقه العاملين معه بودٍ وإخلاصٍ وحبٍ كبير.
وينهي محادين حديثه بالقول: لا تزال أصداء الأيام الثقافية العمانية بالمملكة الأردنية الهاشمية حتى اللحظة متوهجة، فزخم الفعاليات وتنوعها وحضور المثقف العماني بسمته الجميل وشخصيته الهادئة المثيرة وثقافته الممتلئة، قد ترك انطباعاً ساحراً في القلوب، ومما لا أنساه ذلكم التنوع المبهر بين الشعر والنثر والنقد والبحث والتقصي والشرح والتنظير عبر الأمسيات والندوات وتوقيع كتب الأصدقاء، كل ذلك يجعل السلطنة بثقلها الحضاري والتاريخي وعمقها الأدبي والإنساني تنتقل إلينا في محفلٍ وعرسٍ بهيج، يملأ شغاف القلب ويحرك المارد الساكن في الأعماق المنتشي بالشوق والمحبة لهذا البلد الرائع الذي يحظى بمكانةٍ خاصةٍ في القلب؛ هنيئاً للمثقف العماني وهجه وحركته الدائمة وحضوره المؤتلق الذي بدأ يزداد في الأيام الأخيرة، وما آمله حقاً هو أن تظل شمعة الأدب والحب والكتابة والتوثيق والتدوين حاضرة، وأن نقرأ كثيراً عن عُمان وكتابها ومبدعيها، وأن يكتبوا بحريةٍ عن كل ما يحيط بهم ويؤثر في بناء حضارتهم الأدبية والثقافية العظمى في شتى الرسالات الأدبية والمجتمعية والإنسانية والفكرية.
ويذكر أن مهرجان جرش يحول المدينة الأثرية إلى واحدة من أكثر المدن حيوية وثقافة. ويمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية، ورقصات البالية والأمسيات الموسيقية والمسرحيات وعروض الأوبرا وأمسيات غنائية لمغنيين محبوبين علاوة على مبيعات المصنوعات اليدوية التقليدية. وكل هذا يتم في أطلال جرش الأثرية المضاءة بطريقة دراماتيكية رائعة.
ويعتبر المهرجان أحد المهرجانات العربية الفنية والثقافية المهمة على الساحة العربية، ويحظى بمكانة مهمة في نفوس الأردنيين والعرب. ويولي المهرجان أهمية كبرى لنشر الثقافات المختلفة واحتضان الفنانين المحليين والعرب، حيث سيشارك في الامسيات الثقافية هذا العام 40 شاعرا، وعشرة مفكرين، وعدد من المفكرين. كما سيشهد ايضا ندوات وحوارات فكرية متنوعة ومشاركة 120 فرقة أردنية وعربية.