القاهرة/ الإسكندرية – رويترز
بعد مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طالب أمريكي في أعمال عنف شهدتها مصر أمس الأول يسود الهدوء المدن مع استعداد المحتجين لمظاهرات حاشدة اليوم يأملون أن تدفع الرئيس الإسلامي محمد مرسي إلى التنحي.
وعزز الجيش انتشاره في شتى أنحاء البلاد محذرا من أنه سيتدخل إذا لم يتمكن الساسة المتنازعون من السيطرة على الشارع.
وهوجم عدد من مكاتب جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي يوم الجمعة بما في ذلك مكتب الجماعة في الإسكندرية حيث قتل رجلان بينهما أمريكي يبلغ من العمر 21 عاما.
وفي بورسعيد قالت الشرطة إن انفجارا وقع خلال احتجاج مناهض لمرسي وقتل رجل آخر.
وتجلي الولايات المتحدة التي دعت إلى التوافق الدبلوماسيين الذين ليست هناك حاجة ملحة لوجودهم وحذرت مواطنيها من السفر إلى مصر. وقال مصدر في مطار القاهرة إنّ عشرات من الأمريكيين وعائلاتهم غادروا البلاد إلى ألمانيا يوم السبت.
وحثّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي في جنوب إفريقيا أمس مرسي وأحزاب المعارضة على نبذ العنف وبدء حوار بناء.
وقال "بالطبع كلنا نتابع الوضع بقلق."
وفي القاهرة يعتصم مئات النشطاء من فصائل مختلفة في أماكن منفصلة إذ ما زال الإسلاميون معتصمين أمام مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة حيث تجمعوا بالآلاف أمس الجمعة تحت شعار "الشرعية خط أحمر" وحث بعض من تحدثوا خلال التجمع الحاشد على المصالحة بين مختلف الأطراف.
وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة اعتصم معارضون لمرسي ويأملون أن ينزل الملايين إلى الشوارع اليوم متهمين مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بالقفز على الانتفاضة الشعبية المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
ويعتزم المعارضون تنظيم تجمع حاشد أمام قصر الاتحادية الرئاسي.
وفي ظل أزمة الوقود والمصاعب الاقتصادية قال كثيرون إنّهم سيشاركون في مظاهرات غد الأحد التي تتزامن مع مرور عام على تولي مرسي السلطة في أول انتخابات حرة تجري في البلاد. ويطالب معارضو مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ورفض زعماء معارضون ليبراليون دعوة مرسي للمصالحة التي تقدم بها خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء الماضي وقالوا إنّ العرض جاء متأخرا. وتتهم جماعة الاخوان المسلمين التي تقول إن خمسة من أعضائها قتلوا في الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الماضية الليبراليين بالتحالف مع فلول نظام مبارك للانقلاب على مرسي.
وتقول المعارضة إن جماعة الإخوان المسلمين تحاول احتكار السلطة وأسلمة مجتمع متعدد الأطياف وقمع المعارضة. وتستشهد بانتقاد مرسي لوسائل الإعلام والإجراءات القانونية التي اتخذت ضد صحفيين.
ودعا الأزهر في بيان نشر يوم الجمعة في وسائل الإعلام إلى الهدوء بعد سقوط قتلى ومصابين محذرا من اندلاع "حرب أهلية" إذا استمر الاستقطاب السياسي الحاد في البلاد. وأيّد الأزهر دعوة مرسي إلى الحوار مع جماعات المعارضة قبل احتجاجات يوم الأحد.
وناشد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة طرفي الصراع التراجع عن المواجهة التي تهدد التجربة الديمقراطية التي جاءت ثمرة ثورة عام 2011 .
وقال مسعفون ومسؤولو أمن في الاسكندرية إنّ الأمريكي قتل طعنا أثناء تصويره الهجوم على مكتب الإخوان المسلمين في المدينة الساحلية من محتجين مناهضين لمرسي نهبوا المكتب وأشعلوا فيه النيران.
وقالت كلية كينيون في ولاية أوهايو الأمريكية إن الأمريكي القتيل أحد طلابها ويدعى اندرو بوشتر من ماريلاند وكان يعمل كمتدرب في الإسكندرية بمنظمة امديست الأمريكية التي تنظم دورات تعليمية وتقدم خدمات أخرى في الشرق الأوسط.
وقالت عائلة بوشتر على الأرجح في صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إنه كان يدرس الإنجليزية لأطفال في السابعة والثامنة من عمرهم وكان يسعى لتحسين لغته العربية.
وأضافت "ذهب إلى مصر لأنّه كان يهتم بشدة بالشرق الأوسط وخطط للإقامة والعمل هناك من أجل نشر السلام والتفاهم.
"كان يتابع الاحتجاج كأحد المارة وطعنه محتج."
وقتل مصري بالرصاص في نفس المنطقة وقال مسؤولون إنّ العشرات أصيب كثير منهم بطلقات خرطوش.
ويصعب تقدير عدد من سيشاركون في مظاهرات يوم الأحد.
ولم تكتسب احتجاجات سابقة منذ تخلي مبارك عن السلطة زخمًا بين مواطنين حريصين على الاستقرار ويخشون تعرض البلاد للمزيد من المصاعب الاقتصادية.
وقال الجيش إنّه سيتدخل إذا أريقت دماء وسيدافع عن إرادة الشعب. ويعتقد كل من طرفي الصراع أنّ هذا يعني أنّ الجيش يؤيد موقفه.
ونصحت الولايات المتحدة الأطراف بالتوافق واحترام نتيجة الانتخابات.
ومن جانبه قال ياسر محرز المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمون، إن الجماعة تحترم حق الجميع فى التعبير عن رأية والتظاهر السلمى والاعتصام والإضراب، وذلك ردا على بيان حركة تمرد الذى أعلنت خلاله جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من الدكتور محمد مرسى والشروع في موجة من الاحتجاجات.
وأوضح محرز أنّ الأرقام التى أعلنتها حركة تمرد تتحفظ الجماعة عليها بشكل كبير، مشيرا إلى أن هناك من وقع ثلاثة مرات ومن وقع 16 مرة وهؤلاء كثيرون جدا.
ولفت محرز إلى أن التوقيعات من هذه العينة يتم التحقق منها بآليات معينة وهذا لم يتم، مضيفا أنّ هذه الأرقام غير دقيقة بالمرة.
وأشار المتحدث باسم جماعة الإخوان إنّ عدد المشاركين في الانتخابات لا يزيد عن 30 مليون في أعلى التقديرات وأنّ من لديه القدرة على جمع 22 مليونا فهو يستطيع أن يفوز فى الانتخابات البرلمانية باكتساح بنسبة تتجاوز 70% من عدد المقاعد.
وأضاف إذن علينا أن نذهب للانتخابات البرلمانية وإذا حققوا أغلبية يشكلون حكومة ويسحبون الثقة من الرئيس ويحاكمونه وفي نفس الوقت نكون تجنبنا إراقة دماء المصريين.
وشدد محرز على أنّ جماعة الإخوان موقفها ثابت في هذه القضية ليس لكون مرسى قادم من جماعة الإخوان ولكن لأنه أول رئيس شرعي منتخب بإرادة حرة ونزيهة، مؤكدا أنه في حال إسقاط الدكتور محمد مرسى فلن يعيش لمصر رئيس أكثر من أسبوع.
واختتم محرز تصريحاته بتأكيد على أن الدكتور مرسى منتخب لمدة أربعة أعوام ومن الظلم ألا يمنح الفرصة لاستكمال فترته الرئاسية وأن يحاسب على برنامج وعد بتحقيقه في الفترة الرئاسية بأكملها وليس في عام واحد، مشددا على أنّ مرسى ورث تركة ثقيلة تنوء بحملها الجبال.
وفي سياق متصل قال مصدر قضائي مطلع بالمكتب الفني النائب العام المصري، إنّ النيابة العامة بدأت تحقيقات موسعة في جميع البلاغات التي تلقاها المستشار طلعت عبد الله النائب العام، وتتهم شخصيات عامة وسياسية بالتحريض على قلب نظام الحكم وإتلاف منشآت الدولة وإحداث حالة من الفوضى يوم 30 يونيو.
وقال المصدر إنّ النيابة تقوم حاليًا بفحص جميع البلاغات ضد رؤساء الأحزاب والقيادات السياسية التي دعت للخروج في مظاهرات يوم 30 يونيو للانقلاب علي رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بدعوى عدم قدرته على إدارة البلاد.
وأضاف المصدر أنّ البلاغات تتهم حركة تمرد أيضًا بالدعوة لقلب نظام الحكم والانقلاب على رئيس الجمهورية لعدم شرعيته لمجرد انتمائه لجماعة الإخوان المسلمون.
كان النائب العام تلقى العديد من البلاغات ضد عدد من رؤساء الأحزاب والقوى السياسية على رأسهم محمد البرادعي وعمرو موسي والسيد البدوى وحمدين صباحي وممدوح حمزة ومحمود بدر مؤسس "تمرد" وآخرون.