الرؤية- ثريا الحضرمية
تصوير/ نواف المحاربي
نظمت وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الريبو" أمس ندوة وطنية حول حق المؤلف والحقوق المجاورة بمبنى الوزارة بروي، وذلك تحت رعاية سعادة أحمد بن سليمان الميمني وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الإدارية والمالية وشؤون المناطق.
من جهتها، وأكدت أمينة الجيلانية مديرة دائرة الملكية الفكرية بالوزارة أن الهدف من هذه الندوة هو توعية الحضور وكافة العاملين في القطاع العام والقطاع الخاص بأهمية حق المؤلف والحقوق المجاورة والتعريف بماهيتها والقوانين التابعة لها ومدى أحقية الفرد المبدع والمنتج في حفظ حقوقه سواء أكان حق المؤلف أو الحق المترتب على الحق الأصلي الذي يسمى حسب القانون الحقوق المجاورة، من خلال هذه الندوات تسعى الوزارة إلى إيصال مفهوم الملكية الفكرية إلى المهتمين وكافة أفراد المجتمع. وقالت الحضرمية إنّ الندوة تسلط الضوء على حماية حقوق المؤلف في البيئة الرقمية ومكافحة القرصنة الإلكترونية التي يقصد فيها انتهاك الحقوق بالطرق الإلكترونية من قبل الهاكرز، لافتة الى حداثة هذا المصطلح، وذلك نظرًا للتطورات التي يشهدها عالم التكنولوجيا. وأوضحت الجيلانية أن قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة يختلف اختلافاً كلياً عن قانون الملكية الفكرية؛ حيث إنّ حق المؤلف لا يستلزم التسجيل وإنما يُحفظ بمجرد إنتاج الفرد وإبداعه في المجالات الفنية والأدبية حتى لو لم يتم تسجيله يظل مكفولاً حسب القانون.
وأكدت علا زهران مستشارة شعبة تطوير حق المؤلف بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بجنيف أن السلطنة من الدول النشيطة في مجال الملكية الفكرية ولديها منظومة خاصة لحماية حق المؤلف من خلال تشريعها الوطني، كما أنها عضو في عدة اتفاقيات تديرها منظمة الويبو. وقالت إنّ هذه الندوة تقام بناءً على طلب من وزارة التجارة والصناعة وذلك في ظل سعيها إلى النهوض بالوعي ونشر المعرفة الخاصة بحق المؤلف والحقوق المجاورة. وأضافت أن الندوة تطرقت إلى التعريف بماهية حق المؤلف والحقوق المجاورة، والالتزامات الدولية المنبثقة عن الاتفاقيات الدولية التي تكون السلطنة عضوًا فيها. وبينت أنّ الهدف منها هو الانتقال إلى معرفة كيفية معالجة التطبيقات العملية لحق المؤلف وكيفية إدارتها والتعامل سواءً من قبل المستهلكين أو المستفيدين من التراخيص لاستخدام هذه الحقوق مما سيسهم في خلق جو إبداعي يساعد المؤلف على التنمية في المجالات الثقافية والاجتماعية. وقدمت زهران ورقة عمل بعنوان "حق المؤلف والحقوق المجاورة"، ناقشت فيها المفاهيم الخاصة بحق المؤلف والحقوق المجاورة. وأوضحت في الورقة أن الملكية الفكرية تنقسم إلى قسمين الأول حق المؤلف الذي يعطي الحماية للمصنفات الأدبية والفنية التي تكون في شكل مادي ملموس كلوحة فنية أو صورة أو قطعة موسيقية وغيرها من الإبداعات الفنية، والقسم الثاني الملكية الصناعية التي تغطي الاختراعات وتمنح على أنها براءة اختراع، إضافة إلى أنها قدمت نبذة عن الاتفاقيات التي تديرها المنظمة الفكرية والقوانين التابعة لها.
أعقب ذلك، تقديم سهيل حدادين أستاذ القانون بالجامعة الأردنية ورقة بعنوان "حماية حق المؤلف في البيئة الرقمية"، أوضح فيها تأثير البيئة الرقمية على مفهوم المؤلف والمصنف والجمهور، مستعرضًا مشكلة الاستنساخ المؤقت ومشكلة تقنيات التصفح على الشبكة ومشكلة تبادل المصنفات عن طريق الشبكات ومشكلة الهايبرلينك. كما قدم ورقة أخرى بعنوان "المسؤولية لدى موردي خدمات الإنترنت في مجال حق المؤلف"، استعرض فيها المبادئ والمفاهيم الخاصة بها والنظريات المتعلقة بمسؤولية مزودي الخدمة والتي هي: المسؤولية المباشرة، والمسؤولية غير المباشرة مستعيناً فيها بقضية نتكوم وقضية نابستر، والمسؤولية بالاشتراك. فيما ناقش الدكتور محمد لطفي أستاذ ورئيس قسم القانون المدني بكلية الحقوق بجامعة بني سويف بمصر ورقة عمل بعنوان "التواصل الاجتماعي المعلوماتي وحق المؤلف" طرح فيها أهم التجارب التي مر بها اليوتيوب عندما أتاح الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والنتائج التي ترتبت عليها وكيف تعاملت الدول الإسلامية مع الوضع، إضافة إلى طرحه تجربة الفيسبوك الذي يعد واحدًا من أهم مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، تناقش الندوة اليوم الأربعاء عددًا من المحاور، منها نصائح عملية للكتاب، وتحديات النشر الرقمي، وإدارة هيئات البث وكيفية اكتسابها. وتتواصل أعمال الندوة حتى غد الخميس.