مسقط –الرؤية
افتتحت صباح أمس تحت رعاية سعادة الشيخ إبراهيم بن يحيى الرواحي والي بوشر أعمال الندوة الكشفية العربية للمسؤولين الأوائل عن تنفيذ السياسة العالمية لتنمية القيادات الكشفية بالجمعيات العربية التي تنظمها السلطنة ممثلة في المديرية العامة للكشافة والمرشدات والمنظمة الكشفية العربية والتي تستمر حتى 7 من شهر يوليو الجاري، بمشاركة 12 دولة عربية، وذلك بقاعة التدريب بمبنى ديوان عام المديرية بالغبرة، بحضور نائب والي بوشر وعدد من أعضاء المجلس البلدي والمسؤولين الأوائل عن تنفيذ السياسة العالمية لتنمية القيادات الكشفية في الجمعيات الكشفية العربية ومديري الدوائر ونوابهم ورؤساء الأقسام والمعنيين بالندوة.
بدأ الحفل بكلمة ألقاها خميس بن سالم الراسبي مدير عام المديرية العامة للكشافة والمرشدات رحب في مستهلها بالحضور فقال فيها يَطِيبُ لي بِاسمِ كشافةُ ومرشداتُ عمان، أن أرحب براعي الحفل وبالمشاركين في الندوة الكشفية العربية للمسؤولين الأوائل عن تنفيذ السياسة العالمية لتنمية القيادات الكشفية بالجمعيات العربية خلال الفترة من 2 إلى 8 يوليو 2013 والتي تنظمها المنظمة الكشفية العربية للارتقاء بالقيادات الكشفية بالجمعيات الكشفية العربية، حيث تهدف هذه الندوة إلى تقويم مدى تطبيق عناصر السياسة العالمية لتنمية القيادات والمتمثلة في الجذب والتعيين والدعم، والمساندة والتأهيل، ومتابعة تقويم الأداء لشاغلي جميع المهام الكشفية على المستوى الوطني.
وأكد خميس الراسبي على أهمية الندوة ودورها في الارتقاء بعناصر تنمية القيادات فقال تعد تنمية القيادات الكشفية من أهم عناصر المنظومة الكشفية التي توليها المنظمة الكشفية العربية جل اهتمامها لما لها من دور فاعل في الارتقاء بالعمل الكشفي على مستوى الوحدات الكشفية ونحن في السلطنة ولله الحمد لدينا مشروع متكامل لتنمية القيادات الكشفية والإرشادية، ونَعتَبِر هذا المشروع كَمدخلٍ طبيعيٍ للنهوضِ بالحركةِ الكشفية والإرشادية، وهو مَبنِيٌّ على أسس علمية يتخذ من الخطوط الكشفية والإرشادية العالمية والعربية والتوجهات العامة لكشافة ومرشدات عمان، منهجًا لما يسعى إلى تحقيقه، وفي الإطار ذاته عنيت كشافة ومرشدات عمان بتطوير منظومة المخيمات الكشفية والإرشادية الدائمة ومراكز التدريب في كافة أنحاء السلطنة والعناية بصيانتها وتحديث خدماتها لتكون بشكل أفضل وميدانًا لإعداد القيادات الكشفية والإرشادية، ومن جانب آخر تسعى الكشافة والمرشدات العمانية حالياً إلى تعزيز كوادرها الفنية والتنظيمية في كافة المجالات هذا فضلاً عن خطتها الطموحة لتنمية العلاقة مع المنظمات الكشفية والإرشادية والجمعيات الكشفية والإرشادية العربية والعالمية بما يخدم تبادل الخبرات والتجارب ويساعد على تنمية الحركة وتطورها في السلطنة.
وثمن جهود المنظمة الكشفية العربية للارتقاء بالعمل الكشفي العربي فقال إنّ كشافة ومرشدات عمان تثمن الجهود التي تبذلها المنظمة الكشفية العربية وعلى رأسها الدكتور عاطف عبدالمجيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية على جهوده الكبيرة والمقدرة في الارتقاء بالحركة الكشفية العربية وإلى جميع العاملين لديه في المنظمة الكشفية العربية، وإن إقامة هذه الندوة في السلطنة لخير دليل على ثمار التعاون والتنسيق مع هذه المنظمة والجمعيات الكشفية العربية متمنياً لهذه العلاقة مزيداً من الاستمرار والعطاء خدمة لعملنا الكشفي العربي، وتـوجه بالشكر الجزيل لجميع المشاركين من الجمعيات الكشفية العربية واللجنة المنظمة لهذه الندوة وجميع فرق العمل على جهودهم المتميزة والمقدرة في التخطيط والإعداد والتنظيم لهذه الندوة متمنياً لهم كل التوفيق والنجاح.
تنمية القيادات
بعدها ألقى رفعت محمد السباعي مدير إدارة تنمية القيادات بالمنظمة الكشفية العربية كلمة المنظمة أشاد فيها بجهود السلطنة الكبيرة لاستضافة الندوة وقال أتوجه في بداية كلمتي للسلطنة ممثلة في المديرية العامة للكشافة والمرشدات على جهودها الكبيرة لاستضافة الندوة والإعداد الجيد للندوة وتفضل المديرية العامة الكشافة والمرشدات بإعفاء المشاركين من رسوم الاشتراك كتشجيع ودعم من السلطنة للقيادات الكشفية العربية.
وأكد مدير إدارة تنمية القيادات بالمنظمة الكشفية العربية على أهمية الندوة وقال إنّها جاءت بعد ختام المؤتمر الكشفي العربي 27 بالجزائر الذي خرج بمجموعة من التوصيات التي أكدت على أهمية إيجاد إطار عربي لتطبيق عناصر تنمية القيادات الكشفية العالمية وبالتالي فإنّ انعقاد الندوة سيعزز هذا الجانب، كما ستكشف الندوة التي تعقد كل ثلاث سنوات إنجازات الجمعيات الكشفية العربية في مجال تطبيق سياسة تنمية القيادات التي تهتم بالبحث عن آليات لتطبيق العناصر الثلاثة التي حددتها المنظمة الكشفية العالمية حيث يختص العنصر الأول بالتوفير والاختيار والتعيين ويقوم على توفير القادة والمسؤولين لجميع المهام بالجمعية؛ ويتضمن هذا العنصر تقدير الاحتياجات: وهو تحديد دقيق للمهام الشاغرة والتنقلات والنمو المحتمل؛ لتقدير المتطلبات القيادية، وتوفير واختيار القادة: ويتم من خلال توصيف المهام وتحديد الصفات المثالية، أما العنصر الثاني فيختص بالاندماج والدعم والتدريب ويقوم على استكمال أنظمة التأهيل والدعم المستمر والتنمية الشخصية للقادة والمسؤولين؛ وفق مبدأ المرونة ويشمل هذا العنصر عمليات الاندماج في المهمة عن طريق التقديم الجيد للمهمة وتوفير المناخ المناسب للاندماج، وممارسة المهمة من خلال التقدير والشعور بالأمان ونظام الفريق الذي يعزز الشعور بالمسؤولية والقدرة على مواجهة التحديات والتدريب: من خلال الإمداد بالأساليب التدريبية الفعالة والمرنة التي تراعي احتياجات التنمية الشخصية للقادة والمسؤولين ومطالب الجمعية، والدعم: عن طريق توفير المساعدة اللازمة لضمان العمل الناجح والاندماج الجيد، وستبحث الندوة عن الطرق المناسبة لتطبيق العنصر الثالث لسياسة تنمية القيادات العالمية والذي يختص بالمتابعة وتقييم الأداء ويقوم على تقويم المهمة ومدى تحقيق الأهداف والحاجة إلى تعديلها ويتضمن متابعة مرحلية ستساعد على تحديد الاحتياجات الجديدة سواء من التدريب أو الدعم ومتابعة في نهاية فترة العمل ويمكن أن تقود إلى ثلاث نتائج: تجديد المهمة باتّفاق متبادل، وتغيير المهمة والتكليف بمهمة أخرى لفترة أخرى من الوقت، أو إنهاء المهمة.
تطور كمّي ونوعي
بعدها تمّ عرض فيلم وثائقي تسجيلي تناول تطور الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة حيث جسد البدايات الأولى للحركة بالسلطنة والتطور الكمي والنوعي الذي تحقق لها في ظل الدعم السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الكشاف الأعظم للسلطنة، كما استعرض الفيلم جانباً من أنشطة وبرامج الكشافة والمرشدات المختلفة في مجالات تدريب الفتية والفتيات وتأهيل القادة والقائدات.
بعدها قدّم خالد بن علي العادي مدير دائرة الكشافة عرضًا لأهداف وبرنامج الدورة قال فيه تعتبر الندوة حجر الأساس لتطوير برامج تنمية القيادات في الوطن العربي وبيئة جيدة لإيجاد الآليات التي تساعد على تطبيق عناصر سياسة تنمية القيادات مؤكدًا أنّ السياسة العالمية لتنمية القيادات تعد منظومة متكاملة وتوجهاً إستراتيجياً عاماً لإدارة شؤون القادة بما يضمن التوفير والاستخدام الأمثل لكل القادة وتسعى هذه السياسة إلى: تأسيس التزام لانضمام القادة لتولي مسؤولية المهمة، ومراعاة البعد النفسي للقادة والمسؤولين؛ من خلال توفير الظروف المناسبة لاندماجهم والتأكيد على دعمهم معنويًا وفنيًا وشخصيًا، وجعل تنمية القيادات عملية ديناميكية للعناصر الثلاثة بما فيها التدريب باعتباره مكوناً حيويًا وفعالاً ضمن هذه الديناميكية، وتوفير التدريب المرن والتأهيل المستمر للقادة والمسؤولين مع مراعاة خبراتهم السابقة، والتتبع والتقييم المستمر لدورة حياة القادة والمسؤولين؛ لتوجيههم ودعمهم وحفزهم, والاعتراف بمؤهلاتهم، ومراعاة اختلاف ظروف الجمعيات واحتياجاتها الوطنية والمحلية وتحقيق كشفية أفضل للشباب، ودور أكبر للقادة والمسؤولين للحصول على الرضى الوظيفي والنمو الشخصي من خلال خدمة الحركة. وأضاف أن تنمية القيادات تهدف إلى تمكين الجمعيات من الاستفادة من القادة وتوفير القيادات الشابة الناجحة ودعمهم وتأهيلهم وتنميتهم وتقويمهم وتحسين أدائهم؛ ليساهموا في تلبية احتياجات وتطلعات الفتية والشباب وتحقيق الأهداف التربوية ومهمة ورسالة الحركة الكشفية، حيث تستهدف سياسة التدريب قادة الفرق الكشفية ومساعديهم، وقادة المجموعات ومساعديهم، ومفوضي المراحل وتنمية المجتمع والتدريب والعلاقات والإعلام والتخطيط والعضوية وقادة التدريب ومساعديهم (المدربين) وأعضاء اللـجان ومجموعات العمل.
بعد ذلك عرض برنامج الدورة الذي سينطلق بورقة يقدمها رفعت السباعي مدير إدارة تنمية القيادات بالمنظمة الكشفية العربية تتناول السياسة العالمية للقيادات في الكشفية ، وفي الفترة المسائية ستقدم الجمعيات تجاربها وإنجازاتها في مجال تنمية القيادات وفي اليوم الثاني تقام حلقة جذب وتوفير ودمج شاغلي المهام المختلفة (التوصيف والصفات المثالية) يديرها رفعت السباعي، ويقدم خالد العادي مدير دائرة الكشافة ورقة عمل عن طرق التدريب الحديثة وفي اليوم الثالث يقدم الدكتور عاطف عبد المجيد أمين عام المنظمة الكشفية العربية ورقة بعنوان التطوع في الحركة الكشفية(المفهوم ، المبادئ، التحديات) وفي اليوم الرابع يدير رفعت السباعي جلسة دعم ومساعدة وتدريب القادة من شاغلي المهام الكشفية المختلفة (تصميم البرنامج التدريبي)، فيما سيقدم خميس الراسبي جلسة بعنوان تحفيز وتشجيع القادة، وتقام في اليوم الخامس حلقة عمل متابعة وتقويم أداء شاغلي المهام الكشفية المختلفة.(التجديد، النقل لمهمة أخرى، إنهاء المهمة)، كما يقدم الدكتور حمد الغافري رئيس اللجنة الوطنية للشباب جلسة تدريبية بعنوان التخطيط للتنمية الشخصية، فيما ستعقد في الختام جلسة عامة للتقييم وعرض التوصيات، مضيفاً أن برنامج الندوة سيتضمن إقامة زيارة إلى محافظة الداخلية للإطلاع على أهم المعالم التاريخية والحضارية ومنجزات النهضة المباركة في المحافظة والإطلاع على المقومات الطبيعية والسياحية للمحافظة حيث ستشمل الزيارة قلعة نزوى وسوقها الأثري وفلج دارس الى جانب زيارة الجبل الأخضر للاستمتاع بما يتميز به من طبيعة ساحرة، ومناخ ممتاز وبالتالي توفير فرص لمشاهدة أهم المحاصيل التي يشتهر بها الجبل من فواكه ونباتات أخرى مثل (الرمان والمشمش والخوخ والتين والعنب والتفاح والكمثرا والجوز والزعفران). بعد ذلك قدم رفعت السباعي مدير إدارة تنمية القيادات بالمنظمة الكشفية العربية ورقة عمل تناولت السياسة العالمية للقيادات الكشفية وآليات تفعيلها والعناصر التي تشتمل عليها .
توفير الفرص
وعقب ختام الحفل أكد سعادة الشيخ إبراهيم بن يحيى الرواحي والي بوشر على أهمية استضافة السلطنة لأعمال الندوة الكشفية العربية للمسؤولين الأوائل عن تنفيذ السياسة العالمية لتنمية القيادات الكشفية بالجمعيات العربية وقال إن مبادرة الكشافة والمرشدات العمانية لاستضافة هذه الندوة تأتي في إطار توفير الفرص لتعزيز العلاقات الأخوية بين الشباب العربي، والعمل معاً من أجل إيجاد آليات لتطبيق عناصر السياسة العالمية لتنمية القيادات الكشفية، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال التدريب الكشفي، والوصول إلى البيئة المناسبة لتطوير العمل الكشفي العربي بما يتواكب وتطلعات الشباب وبالتالي تلبي احتياجاتهم في المجالات التدريبية والتي ستنعكس إيجاباً على الفتية والفتيات في الحقل الكشفي والإرشادي في الوطن العربي.
وأضاف أن استضافة السلطنة للندوة تعد فرصة لتعرف الشباب العربي على المنجزات الحضارية والتاريخية للسلطنة وما تتمتع به من مقومات طبيعية حيث إن الندوة تتضمن عددا من الجولات السياحية في محافظة مسقط وكذلك محافظة الداخلية وبالتالي فهي فرصة لزيارة الجبل الأخضر وبعض المعالم التاريخية في الولاية كزيارة قلعة نزوى وسوقها التقليدي وبعض الأفلاج بالمحافظة.