
يمثل انتخاب السلطنة عضوًا عن المجموعة العربية في اللجنة الدائمة لاتفاقية 1970 والخاصة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة والتابعة لمنظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة "اليونسكو"، إنجازًا جديدًا للمسيرة الثقافية العمانية، والتي تحمل لواءها وزارة التراث والثقافة.
إن انتخاب السلطنة يأتي في إطار ما تحمله الشخصية العمانية من سمات قيادية تضع الثقة في قدرتها على إدارة الملفات ذات الصلة والمتعلقة بصون وحماية التراث العالمي من الاتجار غير المشروع بتاريخ الأمم والحضارات.
ويؤكد ذلك، ما لاقته السلطنة من تأييد واسع وبالإجماع من كافة الدول الأطراف بالاتفاقية، وذلك إدراكًا من الجميع لما سوف تبذله السلطنة في الحفاظ على التراث الإنساني بمختلق بقاع المعمورة، فضلاً عن رد الفعل الذي أعقب عملية الانتخاب، وهو ما تمثل في تثمين دور السلطنة وجهود وزارة التراث والثقافة، نظرًا للخبرات المتعددة والمتنوعة في هذا المضمار.
ولا شك أنّ السلطنة وطوال مسيرة النهضة المباركة، تدعم وبكل قوة كافة القرارات والاتفاقيات الدولية الرامية إلى حفظ التراث الإنساني لما يمثله من عبقرية وإبداع، سواء في المجالات الفنية أو الفكرية. ويتجلى هذا الدعم في الجهود الحثيثة للسلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة المبذولة للمشاركة في مختلف المحافل الدولية والفعاليات التي من شأنها حشد الجهود لصون الموروث البشري العظيم.
ومن الواضح للعيان، أيضًا، تلك الجهود التي تقوم بها الوزارة على المستوى الداخلي لحماية الممتلكات الثقافية؛ حيث تعمل الوزارة في مختلف الاتجاهات على إبراز جماليات التراث العماني على مر العصور، وإيلائه جل الاهتمام والعناية به.
ولا يمكن في هذا الإطار إغفال الدور المتميز لمندوبة السلطنة ودورها الريادي بالمنظمة الدولية المرموقة، عبر ما تقوم به من تعريف بالقيم الثقافية للسلطنة وعرضها بإجادة واقتدار فريد أمام المجتمع الدولي.
إن انتخاب السلطنة في اللجنة الدائمة للاتفاقية يأتي استكمالاً لما يمتاز به التراث الثقافي العُماني من وضوح في الهوية والتجارب الناجحة في التعايش مع الثقافات الأخرى، والاعتداد بما يمثله الاتّجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية من هدر وإزالة لتراث وثقافة الأمم، وهو الأمر الذي ترفضه السلطنة وتطالب بالقضاء عليه، حفاظاً على تاريخ الأجداد.
ولعل هذا الإنجاز الثقافي الجديد، الذي يضاف إلى سلسلة من الإنجازات والنجاحات، من شأنه أن يحقق ما تصبو إليه دول العالم والإنسانية في الحفاظ على ميراث الأجداد خلال تقلد السلطنة لهذا المنصب المهم.