تعكس العلاقات العُمانيَّة-الإيطاليَّة قدرًا كبيرًا من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك، والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائيَّة والإقليميَّة والدوليَّة، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها، وعدم اقتصارها علي جانب واحد.
وقد شهدت العلاقات الوطيدة بين السلطنة وإيطاليا تطوُّرات كبيرة على مستوى العلاقات الثنائيَّة عبر توقيع اتفاقيَّات تعاون اقتصادي وفني؛ لتعزيز وحماية الاستثمار وتجنُّب الازدواج الضريبي.
كما أن العلاقات السياسيَّة بين البلدين جيِّدة للغاية، والدليل على ذلك اللجنة العُمانيَّة-الإيطاليَّة المشتركة التي تعقد اجتماعاتها حاليًا في مسقط؛ فضلاً عن أن هناك تعاوناً على مستوى العلاقات الثقافيَّة والمُتمثل في بعثات الحفريِّات الأثريَّة من جامعتي بيزا وبولونيا، والتي تعمل في السلطنة، وكانت لها مساهمة كبرى لإعادة اكتشاف حضارات ما قبل التاريخ.
وكنتيجة لاعتماد السلطنة سياسة تنويع مصادر دخلها دون الاعتماد على النفط فقط؛ من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصاديَّة في قطاعات استراتيجيَّة مهمَّة؛ فإنَّ العديد من الشركات الإيطاليَّة قامت خلال الأعوام الماضية بتنفيذ بعض المشاريع المهمَّة من خطوط الأنابيب ومصانع المخصَّبات العضويَّة، ومحطات توليد الطاقة ومشاريع البنية الأساسيَّة والهندسة المدنيَّة.
... إنَّ اجتماعات اللجنة التي استعرضت العديد من أوجه التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التعليم والصحة والبنية الأساسيَّة، لتؤكِّد حرصَ السلطنة على تنمية العلاقات بين البلدين في كافة المجالات؛ بما يخدم البلدين وشعبيْهما الصديقين، مرتكزةً في ذلك على عمق العلاقات التاريخيَّة الطيبة بين البلدين، والمُمتدة لأربعة عقود والقائمة على الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
هذه الأجواء الطيبة والعلاقات المتميِّزة يجدرُ أن يتم استغلالها بشكل جيِّد عبر تعزيز العلاقات الاقتصاديَّة والاستثماريَّة بين القطاع الخاص العُماني والإيطالي، والحرص على تأكيد التعاون في القطاعات التي تهم مصالحهما.. ودعوة أصحاب الأعمال الإيطاليِّين إلى استغلال الفرص الاستثماريَّة والحوافز التي تقدمها السلطنة؛ من أجل جذب الاستثمارات الاجنبيَّة واستثمار الفرص الواعدة في قطاع السياحة والخدمات والصناعة والتجارة، خاصة وأن السلطنة تمتلك الكثير من المزايا والحوافز الاقتصاديَّة والبنية الأساسيَّة، من فنادق وشبكة نقل ومواصلات وخدمات لوجستيَّة، وموقع استراتيجي بالمنطقة، مما يُسهِّل حركة الأنشطة الصناعيَّة والتجاريَّة.