موسكو – رويترز
قال إدوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية الذي لا يزال مقيماً في مطار في موسكو بعيدًا عن أيدي السلطات الأمريكية يوم الجمعة إنه سيطلب اللجوء السياسي المؤقت في روسيا وإنه ليس نادماً على إفشاء أسرار الوكالة.
وفي اجتماع مع نشطاء حقوقيين في مطار شريمتييفو في موسكو كسر سنودن صمته الذي استمر أسابيع وانتقد بشدة الدول الغربية التي قال إنها منعته من الوصول إلى أمريكا اللاتينية وقال إنه يأمل في البقاء في روسيا إلى أن يحصل على "مرور آمن" إلى أمريكا اللاتينية.
وكررت الولايات المتحدة دعوتها لروسيا لتسليم سنودن قائلة إن منحه حق اللجوء السياسي سيؤدي إلى "إثارة القلق" وانتقدت موسكو لمنحها إياه "منصة دعائية".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق يوم الجمعة.
ولم يظهر سنودن علناً منذ وصوله إلى مطار شريمتييفو في 23 يونيو حزيران قادماً من هونج كونج ويقول مسؤولون روس إنّه لم يدخل البلاد رسميًا بعد لأنه لا يزال في منطقة الترانزيت.
وقال سنودن الذي كان يعيش مع صديقته في هاواي ويعمل في منشأة تابعة لوكالة الأمن القومي قبل أن يفر من الولايات المتحدة إنّه ضحى بحياته المريحة عندما كشف عن تفاصيل برامج المراقبة السرية.
وقال سنودن في اجتماع مغلق عرضت لقطات له في التلفزيون الروسي وعلى موقع إخباري إلكتروني على صلة قوية بسلطات الأمن الروسية "قبل أكثر بقليل من شهر كانت لدي أسرة .. منزل في الجنة.
"كانت لدي القدرة أيضاً على تفتيش ومصادرة وقراءة اتصالاتكم دون أي إذن (قانوني). اتصالات أي شخص في أي وقت. هذه هي السلطة التي تغير مصائر الناس."
وقال متحدث باسم الكرملين إن على سنودن لا يضر المصالح الأمريكية إذا أراد الحصول على اللجوء في روسيا وهو شرط وضعه بوتين في البداية في أول يوليو تموز وقال الكرملين إنه دفع سنودن إلى سحب طلب اللجوء الذي كان قد قدمه حينها.
وقال فياتشيسلاف نيكونوف المشرع الموالي للكرملين والذي حضر الاجتماع الذي ساعدت السلطات في تنظيمه بمكان لم يكشف عنه في المطار "سنودن جاد بشأن الحصول على اللجوء السياسي في الاتحاد الروسي."
وعرضت فنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا على سنودن اللجوء إليها.
وطلب سنودن المساعدة في "طلب ضمانات للمرور الآمن من الدول المعنية لتأمين سفري إلى أمريكا اللاتينية".
لكن لم يتضح متى يمكن أن يحدث ذلك أو كيف.
وقالت تانيا لوكشينا نائبة رئيس مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في موسكو لرويترز "إنه يريد المضي قدما .. يريد الذهاب إلى أمريكا اللاتينية. قال ذلك بوضوح تام."
وأضافت "لكن من أجل ضمان سلامته هنا في روسيا فالطريقة الوحيدة أمامه هي تقديم طلب رسمي للجوء."
وأبدى بوتين عدم ارتياح لوجود سنودن وقال مرتين منذ وصوله إلى موسكو أن عليه أن يختار وجهته ويرحل. لكن اتضح أيضًا أنه ليس أمامه طريق سهل إلى ملاذ آمن من موسكو.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ما من شك- كما قلنا من قبل بوضوح لأيّ بلد يعتزم مساعدته سواء في العبور أو في استقباله بشكل نهائي- في أن ذلك سيشوب علاقاتنا وسيثير قلقاً."
وأضافت "لكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد. ما زالت لديهم الفرصة ليفعلوا الصواب ويعيدوا السيد سنودن إلى الولايات المتحدة وهذا ما نأمله."
واتهم بوتين الولايات المتحدة أكثر من مرة بانتهاج معايير مزدوجة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.