لندن- الوكالات
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت أمس إن بلاده غير قادرة على وقف عملية نقل السلاح من إيران إلى سوريا عبر مجالها الجوي.
وأضاف "نحن نرفض وندين نقل السلاح عبر أجوائنا وسنبلغ الجانب الإيراني بشكل رسمي ولكن ليست لدينا القدرة على إيقافه."
وإيران هي الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد الذي يحارب مقاتلي المعارضة ومعظمهم من السنة في صراع تقول المعارضة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص.
وحذرت الولايات المتحدة التي تريد أن يتنحي الأسد العراق مطالبة إياه ألا يسمح بعبور طائرات تحمل أسلحة إيرانية في مجاله الجوي الى سوريا. لكن زيباري قال إنه أبلغ الدول الغربية بأنها إذا أرادت منع مثل هذه الرحلات فإنّه يتعين عليها أن تفعل ذلك بنفسها.
وقال "إذا كنتم تتصورون أن هذه الرحلات تتناقض مع قرارات مجلس الأمن التي ترفض حظر السلاح وتمنع خروج السلاح من إيران تحت قرارات الفصل السابع.. أنا أدعوكم باسم الحكومة أن تساعدونا على وقف هذه الرحلات فوق الأجواء العراقية."
وتابع "بدأنا عمليات تفتيش اعتباطية للطائرات الإيرانية والسورية والمواد التي اكتشفناها ليست (فتاكة) لأنها كناية عن معدات وأدوية وأغذية."
وتهيمن على العراق أحزاب شيعية لها علاقات وثيقة مع طهران لكن زيباري قال إن بلاده ملتزمة بالحياد في سوريا. ويهدد القتال المندلع في سوريا منذ عامين بزعزعة الاستقرار الهش بالفعل في العراق فيما يعبر مقاتلون شيعة وسنة الحدود الطويلة بين البلدين.
وقال زيباري إن العراق لا يقدم أي أسلحة أو أموال لسوريا ورغم طلبات دمشق فإنه لا يبيع لها نفطًا خاماً بأسعار تفضيلية.
كشف هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي عن اقتراح أطراف أوروبية عقد مؤتمر "جنيف 2" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
غير أن زيباري قال في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة أمس إن خيارا كهذا سيفرغ المؤتمر من محتواه وسيحوله إلى لقاء من غير تأثير أو أهمية.
وفيما استبعد زيباري التدخل العسكري الأجنبي في سوريا رجح وجود تفاهم أمريكي - روسي على بقاء الأسد في السلطة حتى نهاية ولايته العام المقبل.
وكشف الوزير العراقي عن رفض طلب من نظيره السوري وليد المعلم خلال زيارته بغداد الشهر الماضي بودائع مالية ونفط خام بأسعار تفضيلية.
وقال زيباري في لقاء مطول مع الصحيفة بمناسبة زيارته لباريس، إن مهمته الأولى تتركز على توضيح موقف العراق من الأزمة السورية وتبيان أنه واقع بين نارين: إيران والولايات المتحدة ولكنه يلتزم موقفا حياديا مختلفا عن النأي بالنفس.
وأشار زيباري إلى أنه أبلغ الغربيين أن بلاده غير قادرة على وقف عملية نقل السلاح من طهران إلى دمشق إذا كانت موجودة ودعاهم إلى إيقافها إذا كانت تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي الذي يمنع دخول وخروج السلاح من إيران.
واستبعد زيباري حصول اختلاف في الرؤى أو المصالح بين النظام السوري وإيران لكنه دعا إلى انتظار تسلم حسن روحاني مسؤوليات منصبه وتشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة والوفد المفاوض في الملف النووي لاستجلاء آفاق السياسة الإيرانية الجديدة وانعكاساتها الإقليمية والسورية.
وعن الوضع العراقي الداخلي وتزايد التفجيرات الأمنية وارتفاع أعداد القتلى والضحايا، اعتبر زيباري أن ثمة تقصيراً من الحكومة ومن أجهزتها، لكنه استبعد انزلاق العراق إلى حرب أهلية أو طائفية.
يشار إلى أن العراق تحفظ على قراري جامعة الدول العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة ومنح مقعدها للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.