مسقط - الرؤية
حصد بحث "تكيف أصناف محصول الكانولا تحت الظروف البيئية لمحافظات السلطنة المختلفة"، على جائزة أفضل مشروع بحثي في مجال حفظ البيئة، والذي تقدمت به وزارة الزراعة والثروة السمكية -ممثلة في المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية- في مسابقة جوائز عمان لحماية البيئة 2013، والتي نظمتها مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة في حفل يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من شهر يونيو للعام 2013.
ويُعتبر محصول الكانولا من أهم المحاصيل الزيتية في العالم، ومصدرا مهمًّا من مصادر استخلاص الزيوت النباتية بعد زيت فول الصويا وزيت النخيل، كما أن زيت الكانولا من أحسن الزيوت النباتية عند استخدامه في تغذية الإنسان حيث يحتوي على 6% فقط من الأحماض الدهنية المشبعة و94% أحماض دهنية غير مشبعة. ويستخدم زيت الكانولا في تغذية الإنسان في كثير من دول العالم مثل كندا وأوروبا وأمريكا واليابان واستراليا. وعلى سبيل المثال، فإن زيت الكانولا يمثل 63% من جملة الزيوت النباتية المستهلكة في كندا، بينما يمثل فول الصويا 24% وزيت زهرة الشمس 4% فقط. ويحتل هذا المحصول المركز الخامس من حيث التجارة العالمية بعد الأرز والقمح والذرة الشامية والقطن. ويعتبر ثالث محصول تصديري في كندا بعد القمح والشعير. وتنجح زراعة هذا المحصول في فصل الشتاء ومن الممكن أن ينمو في جميع الأراضي الرملية إذا أضيف إليها السماد البلدي، كما تنجح زراعته في الأراضي المستصلحة حديثا وتتحمل الملوحة بنسب معتدلة.
وتم إدخال هذا المحصول إلى السلطنة في العام 2001 من استراليا، وتمت زراعة هذا المحصول لأول مرة في محطة البحوث الزراعية بجماح بمحافظة الداخلية، وكانت النتائج مشجعة جدا؛ حيث وصل الإنتاج إلى 2.2 طن/ هكتار بذور. وتراوحت نسبة الزيت في البذور بين 39-43%. كما أنه ذو نمو خضري كثيف وأزهار متفتحة وتشكل نسبة عالية جدا من الغطاء النباتي وخاصة في فصل الشتاء؛ مما جعل هذا المحصول مصدرا مهما للرحيق وخاصة في فصل الشتاء للاستفادة منه في انتاج العسل.
وبعد هذه النتائج المشجعة، تم استيراد أصناف أخرى هي (هايولا 43 وهايولا 60)، إضافة إلى الصنف الأصلي الكانولا حيث تم زراعتها في محطات البحوث الزراعية في ولاية (الكامل والوافي، صحار، صلالة)، وكذلك في محطة البحوث الزراعية بالرميس؛ وذلك خلال الفترة من نوفمبر2004م ولغاية أبريل 2007م.
وأشارت النتائج بعد تحليلها إحصائيا إلى أن حاصل البذور قد وصل إلى أكثر من 2 طن/هكتار وتفوق الصنف هايولا 43؛ حيث كان المتوسط للأصناف الثلاثة قد تراوح من 1.77 إلى 2.5 طن/هكتار، وهو مقارب جدا للمعدلات العالمية بل تفوق على المعدل العالمي للإنتاج في بعض محافظات السلطنة وتراوحت نسبة الزيت في هذه الأصناف بين 37% إلى 45%. وأثبتت الدراسات التي أجريت نجاح هذا المحصول تحت ظروف سلطنة عمان المناخية، كما أثبتت أهمية محصول الكانولا كمصدر جديد للمصادر الوراثية النباتية في السلطنة، إضافة إلى ما يوفره من غطاء نباتي وزيوت نباتية عالية الجودة. ونقترح البدء باستثمار هذا المحصول الهام في الزراعة الواسعة للاستفادة من الزيت والأوراق والسيقان والأزهار والكسبة لتغذية الحيوان نظرا لما تحويه من مواد بروتينية وزيتية، وكذلك للمحافظة على البيئة واستدامة الزراعة.
وقد ضم فريق البحث كلًّا من الباحثين الدكتور حميد جلوب علي الخفاجي خبير بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور سيف علي الخميسي رئيس مختبر بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور سليم قاسم نداف إخصائي بذور ومصادر وراثية، والدكتور أحمد ناصر البكري مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية.
وتعتبر جائزة عمان لحفظ البيئة من الجوائز البيئية الأولى في السلطنة، يتم من خلالها نشر الوعي البيئي للمواطن العماني والمقيم لتغيير السلوك وزيادة الوعي فيما يتعلق بحماية وحفظ البيئة العمانية. تمنح هذه الجائزة لمساعي وإنجازات المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات والأفراد الذين يساهمون في القضايا البيئية.. وتضم الجائزة سبع فئات؛ هي: جائزة الابتكار، وجائزة الموائل الطبيعية لمكان العمل الصديقة للبيئة الصحية، وجائزة الأفراد لأي شخص ساهم في البيئة الخضراء وجائزة البحوث، أفضل بحث في مجال المحافظة على البيئة، وجائزة المناظر الطبيعية -أهم المناظر الطبيعية الصديقة للبيئة من حيث المرافق العامة- وجائزة البصمة الخضراء للشركات التي بادرت التدابير واتخاذ خطوات للحد من انبعاثات الكربون، وجائزة الحدائق الخضراء لتبنى قيم حماية البيئة والمحافظة عليها وصيانتها من خلال الممارسات الصديقة للبيئة في مكان العمل والمجتمع ككل، وأخيرا جائزة التعليم البيئي للحصول على أفضل ممارسات التعليم البيئي.
وتكمن أهداف الجائزة في إعطاء المجموعات الخضراء منهاجًا للعمل المتضافر في مجال المحافظة على البيئة ورفع مستوى الوعي وعمل المزيد من أجل المحافظة على البيئة وإعطاء دفعة للجهود والإنجازات البيئية الوطنية.