منذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة قبل 43 عاماً والسلطنة تحقق نجاحًا ملموسًا ومتناميًا في مشروعها الطموح للوصول إلى مرحلة الدولة الحديثة، بالتكاتف بين القائد وشعبه، وبالاتكاء على مفهوم التطوير المستدام الذي لا يغفل عن حاجة للشعب إلا وعمل على تلبيتها، ولا يتجاهل مطلبًا من مطالب التنمية إلا وعمل على تحقيقه بثقة واقتدار؛ ووفق منهجية تراعي استدامة التنمية، واتساع دائرتها لتشمل الجميع، وهذا أحد أهم عوامل تحقيق التنمية الخلاقة التي تستجيب للتطلعات الآنيّة، وتستشرف الاحتياجات المستقبليّة.. وتتسم بطابع كلّي وشمولي بعيدًا عن الاستثناءات.. وتتناغم مع إيقاع العصر، وتسير في توازٍ مع معطياته.
ويأتي بناء هذه التنمية الخلاقة ضمن البنية الفكرية والثقافية والنفسية للإنسان وعلى مدى عقود وأجيال، لضمان قناعة بمفاهيم هذا التطوّر، وتشرّب ثقافته الجديدة، بما يكفل تحقيق النجاح، وإدارة المجتمع على جميع المستويات، وتنظيم شؤون الناس في كافة أوجه الحياة؛ ضمن دولة القانون والمؤسسات، وفي إطار ديمقراطي ومؤسسي، وفي ذلك يكمن صمام الأمان الكفيل بتجاوز التحديات والمطبّات التي قد تعترض المسيرة.
إنّ ذات النهج المتدرج لصاحب الجلالة حفظه الله من شأنه أن يعبر ببلادنا نحو آفاق مستقبليّة، ترتكز على إضافة المزيد من اللبنات واحدة تلو الأخرى ضمن رؤية استشرافيّة طموحة لتقدم الوطن، والوصول به إلى أرقى الدرجات دون تخطي درجة أو القفز فوق مرحلة؛ وفي إطار منظومة تنموية خلاقة، تمهد لنا الطريق لنأخذ مكاننا في سباق الأمم نحو الرقي والتقدم.
وفي هذا اليوم المجيد من تاريخنا نؤكد بكل فخر واعتزاز أن بلادنا سائرة في الاتجاه الصحيح، وماضية نحو مرافئ التقدم والازدهار، متسلحة باحترامها لآدمية الإنسان، ومتكئة على عقول وسواعد أبنائها، وقيادة حكيمة تحرص على أن تكون السلطنة في ركب الأمم المتقدمة في شتى المجالات.