الرؤية - نجلاء عبدالعال
أعلن مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك)، أن الشركة تعتزم تنفيذ مشروع لتحسين أداء مصفاة صحار بتكلفة إجمالية تصل إلى نحو 1.5 مليار دولار، كما سيتم تنفيذ مشروع لإنشاء خط أنابيب لنقل المنتجات النفطية من مينائي صحار والفحل إلى محطة تخزين في الجفنين، بتكلفة تبلغ 250 مليون دولار.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقب تدشين الشركة لأول تقرير سنوي للاستدامة عن عام 2012، باستخدام منهج مؤشر مبادرة الإبلاغ العالمية "GRI"، وذلك بهدف عرض الإنجازات التي حققتها الشركة في المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وتهدف أوربك إلى تعزيز أدائها في مجال الاستدامة عبر أربع وسائل تتمثل في توسعة خطة الشركة للتحسين البيئي وتطوير مساهمات وإنجازات الشركة في الجانب الاقتصادي والاستمرار في تنفيذ سياسة الشركة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي في المجتمعات التي تعمل بها الشركة، ودعم المشاريع التنموية التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وقال المحروقي إنه ومع ارتفاع الاستهلاك في السلطنة خلال السنوات الستة الأخيرة، تزايدت الحاجة لاستثمار كبير في البنية الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالمخازن وطرق نقل المنتجات البترولية من منطقة لأخرى. وأضاف بأن مشروع الأنابيب سيعمل على نقل المنتجات البترولية من مصفتي صحار والفحل إلى مخزن جديد في منطقة الجفنين بمحافظة مسقط.. مشيرا إلى أن هذا المركز الجديد للتوزيع يربط المصفاتين بخط أنابيب، وبالتالي تحقيق عملية أكثر في توزيع المنتجات، خاصة وأن 50% من استهلاك السلطنة من الوقود يتمركز في شمال الباطنة ومسقط وجنوب الباطنة، لذلك تسعى الشركة لأن يكون التركيز أكبر في التوزيع على هذه المناطق.
وتابع المحروقي بأن المشروع استعان بخبرات عالمية وسيتم تنفيذه على مرحلتين؛ الأولى ستكون خط أنابيب بين مصفاة ميناء الفحل والمطار، وسيتم توقيع العقود الخاصة بهذه المرحلة قريبا، ومن ثم البدء في المرحلة الثانية التي ستربط بين محطة التخزين الجديدة في منطقة الجفنين ومصفاة صحار، بجانب بناء محطة التخزين في الجفنين، ومن المقرر أن يتم طرح المرحلة الأولى خلال عام 2014، والمرحلة الثانية في عام 2016، وتتراوح الكلفة الاجمالية للمشروع بين 200 مليون و250 مليون دولار.
وفيما يتعلق بمشروع تحسين مصفاة صحار، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة أن التحسين بات ضروريا بعد ملاحظة التغير في خصائص النفط الخام العماني خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بدوره على أداء مصفاة صحار بشكل أكبر، نظرا لأن تصميم وتنفيذ المصفاة تم وفقا لخصائص معينة، غير أنه ظهرت تحديات فنية وبيئية تؤثر على معدل الانتاج والانبعاثات البيئية. وأوضح أنه مع دراسة هذا التحدي، تم وضع عدة حلول لمواجهة هذا التغير في الخصائص؛ أبرزها أن يتم إضافة 5 وحدات جديدة لمصفاة صحار بتقنيات غير موجودة حاليا، والتي ستساعد على تحسين عمليات تصفية النفط، مشيرا إلى أن هذه الوحدات سيكون بامكانها التعامل مع التغير في خصائص النفط العماني الخام، وفي نفس الوقت الاستفادة من زيادة انتاج أنواع محددة من المنتجات؛ مثل وقود السيارات والديزل، بجانب المساهمة في تحسين الأداء البيئي بشكل أكبر. وبين المحروقي أن الشركة تسلمت بالفعل مظاريف عقود الانشاء لمشروع تحسين مصفاة صحار، قائلا: "نأمل في الاسابيع القليلة المقبلة أن نقدم توصية لمجلس المناقصات الموقر بخصوص ارساء المناقصة؛ بحيث يبدأ العمل في المشروع على الأرض خلال العام الحالي، ويبدأ التشغيل الفعلي في عام 2016". ولفت إلى أنه حتى الآن لم يتم فتح المظاريف، لكن من المتوقع أن تترواح الكلفة بين مليار دولار و1.5 مليار دولار.
وحول الانخفاض الملحوظ في انتاج السلطنة من المنتجات النفطية في بداية العام الحالي، أوضح المحروقي أن استهلاك السلطنة من المواد البترولية، خاصة وقود السيارات والديزل، ينمو سنويا، وبلغ متوسط النمو 10% بين عامي 2006 و2012، وهو ما تسبب في مضاعفة استهلاك السلطنة من الوقود بنحو 100%. وأضاف أنه في عام 2011، استطاعت اوربك تغطية جميع احتياجات السلطنة من الوقود عن طريق مصفتي ميناء الفحل وصحار، وفي عام 2012 وحتى شهر سبتمبر استمرت الشركة في امداد السلطنة بكامل احتياجاتها من المنتجات البترولية، لكن في نهاية 2012 كان هناك بعض التحديات الفنية في مصفاة صحار، أدت إلى خفض الانتاج. وأوضح أنه في العام الجاري، انخفض الانتاج أكثر نتيجة عمليات الصيانة الدورية لمصفاة صحار؛ وهي صيانة دورية ومهمة للحفاظ على كفاءة المصفاة واستمرار عملها على مدى 3 سنوات. وأكد المحروقي أن الشركة قامت بتوفير الاحتياجات من وقود السيارات والديزل خلال فترة الصيانة عن طريق الاستيراد.. مشيرا إلى أن كلتا المصفاتين تعمل حاليا بأعلى قدر من الكفاءة. وشدد على أن 30% من انتاج المصافي حاليا يتم تصديره للخارج، ويشمل وقود طائرات وغاز طبخ وبنزين عادي وغيرها من المنتجات، ويتم استهلاك 70% داخل السلطنة.
وأشار الرئيس التنفيذي لأوربك إلى أن الشركة لديها خطة لتدريب وتوظيف 100 مهندس وفني من المواطنين والأولوية في منح هذه الفرص لأبناء المنطقة، وسيتم إتاحة أكبر فرصة ممكنة لاختيار العناصر الأكفأ للحفاظ على معايير ومستوى العمل بالشركة، مشيرا إلى أنه إذا تساوت المعايير فإن الأولوية تكون لابناء المنطقة، موضحا أن فترة التدريب تتراوح بين 12 شهرا و18 شهرا.
وفي سياق متصل، تحدث المحروقي عن التزام الشركة بخطة سنوية لدعم مشروعات مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أنه حتى الآن جميع المشروعات التي نجد فيها فائدة للمجتمع بشكل فعال يتاح لها التمويل فورا، كما أوضح أن الشركة تعمل على تنفيذ خطط الحكومة والمشاركة في رفع القيمة المضافة المحلية، عبر تمكين الشركات المحلية من المساهمة في العمليات التي تنفذها.