تبشر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات التي أظهرت انخفاض عدد الوفيّات الناتجة عن حوادث الطريق بنحو 77 وفاة، وذلك في الفترة من يناير إلى مايو من العام الجاري، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي؛ بأنّ جهود التوعية قد بدأت تؤتي ثمارها، وتؤشر على مدى الوعي لدى المواطنين بأهمية الحرص أثناء القيادة، ونجاح حملات التوعية في المجتمع تنفيذًا لتوجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد في خطابه بسيح المكارم بصحار، وتأكيده على استعمال السيّارات بالطريقة غير السليمة في هذه الطرقات السريعة وغير السريعة من مختلف شرائح المجتمع، وكونها مقلقة ومزعجة دون مبالاة من السائق للوصول بسرعة مما يؤدي إلى زهق روحه أو أرواح البشر.
لقد أثبتت التجارب والممارسات العملية للتوعية بالسلامة المرورية أنّ القانون وحده ليس كافياً للحد من وفيّات حوادث الطرق، بل من الضرورة وجود شراكة مجتمعية من جميع الجهات سواء حكومية أو خاصة أو أهلية بهدف تكثيف الجهود لرفع مستوى الوعي والثقافة المرورية بين مختلف فئات المجتمع.
وعلى مدار شهور وصلت حملات التوعية سواء التي تبناها أفراد أو مؤسسات أهليّة أو جهات حكومية إلى مختلف مناطق السلطنة، مستهدفة الشباب والموظفين والنساء، في المصالح الحكومية والخاصة والأندية والجامعات مستخدمة في ذلك وسائل شتى للتوعية؛ تبدأ بمطوية بسيطة وتصل إلى إنتاج أفلام تسجيلية أو قصيرة تبين خطورة السرعة الزائدة على الوطن والمواطن.
إنّ هذا النجاح المرحلي من شأنه أن يعزز تلك الجهود التي تبذلها شرطة عمان السلطانية بالتعاون مع مختلف الجهات من أجل الوصول إلى "قيادة آمنة" وطرق بلا حوادث تحفظ أرواح النّاس وممتلكاتهم، وتحمي للوطن قوته ومستقبله متمثلا في شبابه الواعد.
كما أنّ هذا التناقص الذي حدث في عدد الوفيات نتيجة الحوادث يضع الجميع أمام مسؤولية التوعية أكثر بخطورة الحوادث المرورية كي نصل لأدنى معدل ممكن.