تويت
الجهود المخلصة التي تبذلها الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون خلال الشهر الكريم تستحق تحية إعزاز وتقدير، فهذا الكم الهائل من البرامج الهادفة والمسلسلات وبرامج المنوعات والترفيه يدل على أنّ التخطيط السليم واستشراف حاجات المشاهدين وتنوع الأمزجة يؤدي إلى نتائج طيبة، يرضى عنها المشاهدون والمستمعون الذين التفوا حول تليفزيونهم الوطني في الشهر الفضيل يتابعون ويرصدون ويحللون ويتفاعلون مع هذه المائدة العامرة من المواد الإعلاميّة.
ويتبدى المجهود الكبير والاستعداد الجيد في كثير من البرامج منها على سبيل المثال -لا الحصر- "من السواحل" الذي سافر طاقم عمله وتحمّل العناء والتعب من أجل رصد ملامح الحضارة العمانيّة في الشرق الإفريقي، وتحديدًا في زنجبار، وتقصي الواقع لوضع أيدي جيل الشباب على جزء من حضارتهم وإزاحة الغبار عمّا علق به خلال سنوات انشغلنا فيها بالبناء والنهضة والتحديث لبلادنا.
أيضًا برنامج "ريحة بلادي" الذي شكل همزة وصل بين أبنائنا المغتربين في الخارج من أجل التعليم أو العمل وربطهم مع بلدهم ومعايشة الأجواء الرمضانيّة الممتعة التي لا يشعر بقيمتها إلا من افتقدها بقضاء رمضان خارج السلطنة.
وفي كل مساء يمتعنا الإعلامي القدير خالد الزدجالي في "رمسة" عبر بث مباشر من صلالة بضيوفه من الفنانين والمثقفين وأصحاب الإسهامات البارزة في البناء والتنمية، مما يضفي جوًا من الحميمية والتواصل بين المشاهدين والبرنامج.
هذه البرامج وغيرها بالتأكيد استغرقت وقتًا وجهدًا من مسؤولي الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، في التخطيط والإعداد وانتقاء الأفكار، في منظومة تتسق في أهدافها العامة وتدعم بشكل مباشر بناء الإنسان العماني والعودة إلى القيم الراقية، فضلا عن دعم خطط التنمية والتوسّع الاقتصادي التي تنتهجها السلطنة وتنفذها الحكومة بخطوات ومراحل مدروسة ومحسوبة. هذا التناغم في الأداء بين البرامج التليفزيونية والإذاعية وبين جهود الحكومة وتطلعات المواطنين يؤكد سمو الغاية ونبل الوسيلة ودقة أدوات الإنجاز والإبداع.. فتحيّة صادقة للجهود المقدرة.