مسقط - سعيد الغداني
جاءت احتفالية عيدية اليتيم في دورتها الخامسة التى نظمها مؤخرًا فريق "الرحمة" الخيري، التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالسيب، على استاد السيب الرياضي، والتي جمعت مئات الأطفال والشباب اليتامى من مختلف محافظات السلطنة، إضافة إلى مئات الأطفال من نظرائهم من غير اليتامى -جاءت- كلفتة إنسانية متميزة تجاه هذه الفئة التي تستحق الوقوف معها وتعويضها بحنان أبوي متدفق بدلا من الحنان الذي فقدته بعد وفاة معيلها كما أن هذه الاحتفالية الموسمية التي تقام خلال أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي ظاهرة صحية تجسد مبدأ التكافل الاجتماعي في مجتمعنا العماني وتفعل دور ومهام فريق الرحمة الخيري التطوعي الذي أنشئ الفريق من أجله.
... وتقول أم محمد (من محافظة شمال الباطنة): لدي 8 أولاد ذكور وإناث توفى والدهم منذ بضع سنوات وهذه المرة الثانية على التوالي أحضر فيها حفل فريق الرحمة الخيري وأصطحب معي 4 أولاد، وهذه مبادرة طيبة وأكثر من رائعة لفريق الرحمة إلى جانب كونه يقوم بالتنسيق مع بعض المحسنين من الناس لكفالة الأيتام بدفع رواتب شهرية للأطفال اليتامى.. وتضيف: الأولاد الذين أحضرتهم مسرورون جدا وقد تعرفوا على أولاد من محافظات مختلفة ومارسوا معهم بعض الألعاب المسلية فكل الشكر للمسؤولين بفريق الرحمة الخيري وأخص منهم رحمة المسافر رئيسة الفريق، وبدر الجابري رئيس قسم كفالة الأيتام بالفريق.
أما الطفل محمد بن طناف القرني، فقد تحدث قائلا: أتيت أنا وإخواني من ولاية الخابورة، وهذا هو الحضور الثاني لنا والحمد الله نحن سعداء بأن شاركنا إخواننا من شتى ربوع السلطنة هذه الفرحة في مكان واحد وتبادلنا التعارف والتهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك كما التقينا ببعض الأشخاص ممن تولى كفالتنا جزأهم الله خيرا وقدم لنا فريق الرحمة هدايا وجوائز تشجيعية فكل التحية والتقدير لهذا الفريق.
وتلتقط خيط الحديث أخته صفية قائلة ما إن أتصل بنا المسؤولون بفريق الرحمة ودعونا للحضور إلا وعمت الفرحة كل الآسرة وسارعنا إلى الحضور فبصراحة الحفل أكثر من ممتاز والمكان هذا العام واسع جدا والتنظيم أيضا ممتاز ونحن ندين بالشكر للفريق وربنا يمنحهم ألف عافية.
وتقول سمية القرني: هذه أول مرة احضر فيها هذا الحفل بعد ما شجعني من حضور الأخوة قبلي فوجدت الحفل متميز وكل شي فيه على ما يرام وكل ما نطلبه أن يداوم فريق الرحمة على إقامة هذا الحفل عاما بعد عام ويتطور من الحسن إلى الأحسن ولهم منا كل التقدير والاحترام.
وتقول شيماء البلوشية إحدى المتطوعات من فريق الرحمة المشرفات على الحفل: من منطلق العمل التطوعي الذي يعمل على تعزيز الانتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم، سعينا نحن متطوعات ومطوعي فريق الرحمة التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالسيب بتطوير برنامج حفل عيدية اليتيم هذا العام وهو أحد أبرز وأقوى البرامج الرمضانية التابعة للفريق والذي يقام بعنوان "كهاتين" واخترنا هذا العنوان من منطلق قول رسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم فالجنة كهاتين" وتضيف قائلة: تهدف الفعالية إلى هدفين أساسيين؛ الأول: رسم الابتسامة على شفاه الأطفال الأيتام وزرع روح الأمل والفرحة في قلوبهم. أما الهدف الثاني فهو استقطاب اكبر عدد من المتبرعين والداعمين لجمع التبراعات سواء للأيتام او لاي نشاط خيري تابع للفريق، وبتالي يتطلب هذا العمل مدَّ يد العون والتكاتف الجهات الخاصة لدعم مثل هذه الأنشطة الخيرية لتحقيق الشراكة الاجتماعية بين القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق التوازن الاجتماعي. وتستطرد: لقد قمنا بدارسة دقيقة لحصر عدد الأيتام وفئاتهم العمرية حيث بلغ عددهم حوالي 850 يتيمًا مسجلين فالفريق تحت دراسة تابعة للجنة الاجتماعية وعليه خصصنا خيمة خاصة للفعالية والتي تأخذ الطابع الترفيهي والتثقيفي وسهولة تنظيم الفعالية وادارتها بشكل منظم قسمنا الأيتام إلى فئتين أساسيتين الفئة الأولى تشمل الأعمار من 3 سنوات الى 5 سنوات ويبلغ عدد هم حوالي 250 طفلًا، وهؤلاء لهم قسم خاص بالخيمة متخصص برياض الأطفال يشمل جميع البرامج الترفيهية ولتثقيفه المناسبة لهم مثل الرسم على الوجوه بالعروض المرئية والمسابقات الحركية وعرض لمسرح العرائس رسم وتلوين وغيرها من الأنشطة. أما الفئة الثانية فتشمل الأعمار من 6 سنوات وحتى 15 سنة ويبلغ عددهم 550 طفلًا موزعين على عدة فرق لكل فريق عدد من المشرفين سوف يمر كل فريق إلى 8 أركان ترفيهية منها 4 أركان داخل الخيمة كل ركن يأخذ طابعًا مهنيًّا من خلال الديكور والمسابقات فهناك ركن الطبيب، ركن الفن والتشكيل، ركن المطبخ والمخابز، وركن المدرسة، إضافة الى ركنين خارج الخيمة يشملان الألعاب الحركية والرياضية. وقد تخلل هذا البرنامج أيضا فعاليات مصاحبة فالمسرح مثل عرض لبعض الشخصيات الكرتونية، الساحر الفكاهي، مسرحيات وغيرها من الأنشطة، إضافة الى توزيع المأكولات والحلويات والهدايا للأطفال . ومما يميز الفعالية أننا خصصنا خيمة خاصة للأمهات الايتام والتي تشمل وجبة الإفطار، إضافة إلى البرنامج التثقيفي في مجال التربية الاجتماعية والمسؤولية الذاتية وهناك أيضا فعاليات اخرى مدفوعة الأجر لعامة الناس والتي سيذهب ريعها للأيتام، ولسهولة الادارة والحركة أيضا خصصنا أماكن خاصة للإدارة الفريق داخل الخيمة للعمل على جمع التبرعات من المتبرعين. ولتكون هناك بصمة وأثر للفعالية قمنا بعمل فكرة صرح اليتيم والتي ستكون عبارة عن مشروع التشجير البيئي، ويعزز هذا المشروع قيمة الحفاظ على البيئة، إضافة الى تذكير الناس بهولاء الأيتام فهناك ركن خاص داخل الخيمة يشمل عدد من الأجهزة الزراعية، إضافة إلى مجموعة من النبتات والأدوات الزراعية فكل يتيم يغرس نبتة باسمه لتكون ذكرى وصدقة جارية له ومجموع هذه النبتات قامت بتشجيرها أمام مبنى الفريق بالتعاون مع بلدية مسقط قسم التشجير. والأجمل من ذلك ان عدد المتطوعين المشاركين في تنظيم هذه الفعالية بلغ 130 متطوعا مقسمين الى عدة لجان لجنة الإعلام, لجنة التسويق، لجنة الديكور، لجنة العمليات، ولجنة التنظيم وهذا التنظيم ساعد على تحقيق النجاح في التخطيط للفعالية ولرفع مستوى الجودة الذي يليق بمستوى الفريق وقوته وأيضا لتحيق التنظيم الذي نطمح إليه.