ستيتشن (بولندا)- الرائد/ هلال المحذوري، النقيب/ إبراهيم المسروري
تصوير- الرقيب/ وليد المجرفي
أحرزت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) جائزة كأس الصداقة الدولية في سباق السفن الشراعية الطويلة، وذلك للمرة العاشرة في تاريخ مشاركاتها في سباقات السفن الشراعية الطويلة.
وجاء إعلان ذلك في الاحتفال الذي أقيم في مدينة ستيتشن بجمهورية بولندا بمناسبة ختام فعاليات السباق، وبحضور رئيس المدينة وأعضاء اللجنة المنظمة للسباق وحشد من المواطنين البولنديين وأطقم السفن المشاركة والزوار من مختلف الجنسيات.
وتعد هذه الكأس الجائزة الأكبر التي تسعى إلى تحقيقها كافة السفن المشاركة في السباق والبالغ عددها حوالي التسعين سفينة التي تمثل ستة عشر دولة، وتمنح لأفضل سفينة تقوم بتوطيد علاقات الصداقة والتفاهم بين أطقم السفن المشاركة، وقد حصلت السفينة كذلك على جائزة أكثر السفن التي قطعت مسافة حتى وصولها إلى نهاية السباق، حيث قطعت السفينة (شباب عمان) منذ إبحارها من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية في إبريل الماضي مسافة 9000 ميلاً بحرياً، وزارها أكثر من 7000 زائر يومياً خلال توقفها في الموانئ على طول خط رحلتها، والذي يأتي في إطار رحلتها الدولية الثانية عشرة إلى أوروبا هذا العام.
مراحل السباق
واشتمل السباق على مرحلتين بدأت الأولى من مدينة أرهوس وحتى مدينة هلسنكي بالدنمارك، فيما استمرت بعد ذلك المرحلة الثانية وصولاً إلى مدينة ستيتشن البولندية آخر محطات السباق، واستطاعت السفينة خلال السباق التغلب على ظروف الطقس السيئة والرياح المعاكسة التي دفعت بالسفن إلى التوقف لمدة ثلاثة أيام بعدها استطاعت السفينة إكمال السباق حتى مراحله الأخيرة.
واستطاعت سفينة شباب عمان خلال السباق الحصول على جائزة الاتصالات والتي تمنح للسفينة التي تقوم بتجميع مواقع السفن وإرسالها للجنة المنظمة، وقد تأتى ذلك بفضل أجهزة الاتصالات الحديثة التي زودت بها السفينة، كما تمكنت السفينة كذلك من إحراز جائزة أفضل عرض لأطقم السفن وهي جائزة تأتي عن طريق استفتاء الجمهور حيث تحولت السفينة عند رسوها في الموانئ المختلفة إلى معرض ثابت للصور والمقتنيات التراثية العمانية.
تفاعل جماهيري كبير
وشارك طاقم السفينة شباب عمان مع أطقم السفن المشاركة في السباق في مسير طوابير المشاة الاستعراضي في شوارع وأزقة مدينة ستيتشن، حيث ردد طاقم السفينة الهتافات والأغاني والأناشيد الوطنية والتراثية والحماسية بمصاحبة الموسيقى التقليدية والتي حظيت بإعجاب الجمهور البولندي الذي تفاعل مع طاقم السفينة معبراً عن فرحته بالاطلاع على الموروث العماني التقليدي خاصة وأن سفينة شباب عمان هي السفينة العربية الوحيدة التي تشارك في هذه المهرجانات.
وفور وصول سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان إلى ميناء ستيتشن بجمهورية بولندا فتحت السفينة أبوابها للزوار حيث ضمت السفينة معرضاً للصور تمثل النهضة العمانية الحديثة وأوجه التطور في مختلف المجالات، ومقتنيات تراثية تعبر عن التاريخ البحري العماني العريق، بالإضافة إلى التعريف بتاريخ السفينة وإنجازاتها خلال رحلاتها الدولية.
جائزة السلطان قابوس
واستضافت سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان خلال مشاركتها في مهرجان ختام سباق السفن الشراعية الطويلة بعضًا من المستفيدين من جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي المشاركين في هذا السباق، حيث قام المتدربون بزيارة السفينة والاطلاع على مرافقها والمعرض المصغر بها كما قدمت لهم بعض الهدايا التذكارية للجائزة.
وبهذه المناسبة، قال بالانت فيير من جمهورية المجر عن سعادته بالجائزة "لقد استفدت جدًا من الفرصة المقدمة لي من جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي والتي أكسبتني خبرة التدرب في مجال الملاحة والقيادة، وأحب أن أشكر سلطنة عمان على تقديمها مثل هذه الفرصة". وقالت جوستيانا جيس من جمهورية بولندا "لقد سمحت لي هذه التجربة بالتعرف على ثقافات متعددة، وجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي فرصة لمحبي وهواة الإبحار في التدريب عليه". أما ليوجان هنج من جمهورية الصين الشعبية فقد قال" هذه أول تجربة لي في مجال الإبحار الشراعي وقد أكسبتني خبرة كبيرة، وأحب أن أوجه كلمة شكر لجلالة السلطان قابوس على تبنيه هذه الجائزة". وأعربت مانون بيكرت من الجمهورية الفرنسية عن شكرها للسلطنة على دعم الإبحار الشراعي والتدريب عليه وقالت إنّ العمل الجماعي في مجموعات العمل في السفن هو أهم ما اكتسبته من هذه الفرصة التي وفرتها الجائزة".
تقارير عن السفينة
وقدم التليفزيون البولندي عدداً من التقارير التليفزيونية من على ظهر سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان من خلال أطقمه الإعلامية التي زارت السفينة، أظهر فيه مشاركات السفينة وإنجازاتها في هذا الحدث، كما أنّ العديد من الصحف البولندية أفردت تقارير صحفية عن سفينة شباب عمان مبدية إعجابها بالسفينة وطاقمها وبالهوية البحرية العمانية.
وبهذه المناسبة، قال أرنست ساج مذيع في القناة الأولى بالتلفزيون البولندي "أتيت إلى سفينة شباب عمان لأني أبحث عن أفضل السفن لعمل تقارير عنها وسفينة شباب عمان واحدة من أفضل السفن المشاركة في مهرجان ستيتشن، وطاقمها كذلك وقد أحببت هذه السفينة جدًا".
وأعرب طاقم سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان ومتدربوها عن مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز التاريخي؛ حيث قال المقدم الركن بحري سيف بن ناصر الرحبي قائد سفينة شباب عمان "إنه لفخر واعتزاز بما تحققه سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان من إنجازات متواصلة خلال رحلتها الطويلة، وما تتويج السفينة هنا في الحفل الختامي لسباق السفن الشراعية الطويلة 2013م بمدينة ستيتشن بكأس الصداقة الدولية إلا إضافة وبرهان ساطع على تلك الإنجازات والجهود الكبيرة التي يبذلها طاقم السفينة والتي شهد لها جميع أطقم السفن المشاركة والمنظمون، وأرفع هذا الإنجاز إلى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه والشعب العماني، وسيبقى الإنجاز ذكرى خالدة للسفينة في سجل السباقات الدولية".
وقال الرائد بحري طلال بن طالب الزعابي نائب قائد سفينة شباب عمان: "السفينة شباب عمان سطرت اسمها بأحرف من ذهب بفوزها بكأس الصداقة الدولية للمرة العاشرة حيث لم تحقق أي سفينة أخرى هذا الإنجاز خلال تاريخ سباقات السفن الشراعية الدولية، ويأتي هذا الإنجاز نتيجة الاهتمام الخاص الذي توليه قيادة البحرية السلطانية العمانية بالسفينة شباب عمان، وثمرة للجهود المخلصة والمتفانية التي بذلت من قبل طاقم ومتدربي السفينة للتغلب على كافة الصعاب والتحديات في عرض البحر، خاصة أنّ السفينة (شباب عمان) مصنوعة من الخشب ولكن بعزيمة الرجال حققنا الأهم والتتويج بجائزة كأس الصداقة الدولية".
من جانبه، أعرب النقيب خليفة بن محمد السعدي ضابط التدريب بالسفينة عن سعادته بما حققته السفينة شباب عمان في مشاركتها الحالية من تتويج بجائزة كأس الصداقة الدولية، وقال: "إن سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان تحظى بالاحترام والتقدير حيثما رست وهي تعد بحق سفيرا متنقلا للثقافة العمانية الأصيلة والتاريخ البحري العريق للسلطنة". وأضاف "إن السفينة تقوم بتدريب الملتحقين بدورة الإبحار والمغامرة من قوات السلطان المسلحة، والمتدربين من السفن الأخرى عند تبادل الأطقم بينها، ويركز هذا التدريب على الإبحار الشراعي وفنون القيادة والعمل الجماعي".
وأشار الملازم أول بحري عمر بن سالم الإسماعيلي ضابط الملاحة بالسفينة إلى تفاعل زوار السفينة وحرصهم على معرفة كافة التفاصيل عن السلطنة وتاريخها ومقوماتها السياحية من خلال المعروضات والكتب والنشرات التعريفية التي تحملها على متنها مشيداً كذلك بمستوى التعاون بين أطقم السفن الشراعية الأخرى وطاقم شباب عمان والذي يؤكد ذلك الدور الذي تلعبه سباقات السفن الشراعية والمهرجانات البحرية في تعزيز أواصر التعاون والصداقة بين الشعوب، مضيفاً أن السفينة بتكاتف جميع أفراد طاقمها استطاعت التغلب على ظروف الطقس وطول المسافة مما مكنها من إكمال السباق محققة بذلك هذا الإنجاز.
وقال الرقيب بحري ماجد بن حميد الجديدي "جاء هذا الفوز نتيجة التعاون المثمر بين جميع طاقم السفينة وتآزرهم، وكذلك تعاونهم مع أطقم السفن الأخرى وحرصهم على مد يد الصداقة والتفاهم والسلام للجميع". وقال العريف بحري حسين بن علي العلوي "فخور جدًا بأن أكون أحد طاقم السفينة شباب عمان، وسعيد جداً بهذا الفوز التاريخي الذي يعتبر إنجازًا للسلطنة".