الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية
أكّد مسؤلون بقطاع الفندقة أنّ نسبة الإشغال بالفنادق تتراجع خلال شهر رمضان نتيجة لركود الأنشطة والفعاليات بالسلطنة، غير أنّهم أشاروا إلى أنّ النسب ترتفع في محافظة ظفار مع تزايد أعداد زوار الخريف.
وتوقع المسؤولون أن يشهد قطاع الفندقة حركة نشطة مع بدء إجازة عيد الفطر، مشيرين إلى تنوع الجنسيّات التي ترتاد الفنادق بين الأوربية والعربية بنسبة أكبر. وقالوا إنّ حجوزات الإفطار التي تشهدها الفنادق من قبل المؤسسات الخاصة والحكوميّة خلال الشهر الفضيل تمثل إحدى آليات التعويض للخسائر.
وأوضح سامي بن سلام المنذري مدير المبيعات بفندق إنتركونتننتال مسقط أنّ نسبة الأشغال بالفنادق تتراجع خلال شهر رمضان والصيف بشكل عام، وذلك بدءًا من شهر مايو وحتى أغسطس، مقارنة بأشهر السنة الأخرى، مشيرا إلى أن لحركة السياحة تأثيرا إيجابيا على السلطنة بشكل عام وتنشيط الاقتصاد الوطني. وقال إنّ قطاع الفنادق بالسلطنة يفتقر بشكل كبير إلى فنادق من فئة الخمس نجوم بخدماتها الجاذبة. وفيما يخص آلية تعويض الفنادق للتراجع في الدخل نتيجة لهبوط نسب الإشغال الفندقي، قال المنذري إنّ الفندق يحرص على تقديم عروض خاصة في الصيف، كتخفيض الأسعار، بجانب تقديم وجبة إفطار مجانية مع سعر الغرفة، كذلك فإنّ فندق انتركونتننتال يشهد إقبال لحجوزات القاعات خلال شهر رمضان من قبل الشركات والمؤسسات الحكومية لتنظيم وجبات إفطار لموظفيها.
الفنادق في ظفار
وأشار المنذري إلى أنّ فصل الخريف يشهد ارتفاعًا في الإقبال على الحجوزات وخاصة في مدينة صلالة، بينما يتراجع الحجز في مسقط نتيجة لوجود حركة طيران متواصلة من مسقط إلى صلالة مباشرة، مما يقلل أعداد السائحين المرتادين للفنادق بالعاصمة مسقط خلال هذه الفترة من العام. وأوضح أنّ الانتعاش يكون أكبر في محافظة ظفار، متوقعًا أن يعاود النشاط في قطاع الفندقة بعد فترة عيد الفطر، لافتا إلى أنّ النسبة الأكبر من إشغال الفنادق بالسلطنة تتركز على الجنسيات الأوروبية أكثر من غيرها. وأشار المنذري إلى أنّ بعض المعالم السياحية البارزة في السلطنة، وكذلك التراثية والثقافية تشكل عوامل جذب للسياح بحكم التفاعل مع هذه الأنشطة كعروض الأوبرا وغيرها.
فيما قال جورج ديمتري المدير العام بفندق سيتي سيزنز مسقط أنّ إشغال الفنادق خلال الشهر الفضيل يتجاوز أكثر من 61% في أيام الأسبوع، حيث إنّ نسب الاشغال تهبط في شهور الصيف رمضان، ولكن المؤشرات بهذا السنة مشجعة للغاية وتدل على استمرار في الطلب نتيجة تزايد النشاط التجاري والفعاليات والمؤسسات والمشاريع التنموية.
وحول تأثيرها على نشاط السياحة بالسلطنة، قال ديمتري: "أعتقد أن الصناعة الفندقية بشكل عام تشهد مرحله ازدهار، ويعود الفضل في ذلك لزيادة الطلب على الغرف والشقق الفندقية بفضل النشاط المتزايد للشركات والمؤسسات، فضلا عن المشاريع التنموية الضخمة والأنشطة الثقافية والرياضية والفعاليات التراثية والاجتماعية، وغيرها، وازدهار سياحة المؤتمرات والسياحة الثقافية والتراثية". وتابع أنّه على الرغم من أنّ قطاع السياحة الترفيهية يقتصر فقط على فنادق المنتجعات، إلا أنّه من الملاحظ في الفتره الأخيرة أنّ العديد من شركات السياحة العالمية تبرم عقود مع الفنادق خارج نطاق المنتجعات، وذلك تحسبًا لزيادة الطلب بما يفوق الطاقة الاستيعابيّة لهذا المنتجعات الترفيهية.
توقعات بالانتعاش
ومضى ديمتري يقول إنّ المطاعم ونشاط الاجتماعات والفعاليات تستحوذ على اهتمام كبير من قبل الفنادق، وتوضح المؤشرات انتعاش هذا القطاع مقارنة مع الأعوام السابقة، مما يجذب معضم الفنادق لتحسين وتطوير المطاعم والخدمات. وتوقع ديمتري أن تصل إيرادات الأغذية والمشروبات إلى ما يقارب 35%- 40% من إيرادات الفندق، ما يدل على الأداء الجيد للقطاع. وأشار إلى أنّ السوق المحلية لا تقل أهمية، حيث إنّ المنافسة التقليدية بين الفنادق تحتدم مع ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف، وكل فندق يبتكر في محاولات جذب حركة العملاء المحلية، وكذلك من دول مجلس التعاون الخليجي، ويتم التركيز بشدة على طرق الحجز الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الخدمات المتوفرة عبر الانترنت. وقال إنّ من المشجع أنّ الحجز الإلكتروني يشهد إقبالا على هذه النوعية من طرق الحجز، والتي قد تصل إلى 30%- 35% من إجمالي الغرف الفندقية.
متوسطات الأسعار
ومن جانبه، أوضح ربيع زين المدير التنفيذي في فندق "بارك إن- مسقط" أنّ نسبة الإشغال وصلت خلال فترة الصيف ورمضان إلى 50%، بمتوسط سعر تعدى 65 يورو، مشيرا إلى أنّه ومع استمرار فترة الصيف ورمضان، فإنّ بعض الأعمال تتغير بطبيعة الحال؛ حيث إنّ الصيام يؤثر على أسلوب الحياة المعتاد في السلطنة، وتقل خدمات المطاعم في الفنادق.
وأضاف: "لدينا عدد من الحجوزات خلال هذه الفترة، على الرغم من تراجع الأعمال في الفندق، لكننا نأمل أن توفر فترة العيد مجالا لانتعاش الأعمال والاستفادة في قطاع الفنادق". وأكد أنّ الفندق موجه في الأساس لفئة رجال الأعمال والشركات، ومعظمها تكون من أوروبا، ونظرًا لظروف الإجازات هناك الآن، فإنّ الأعمال في الفندق قد تأثرت وتأجلت حتى سبتمبر.
فيما أوضح مصدر مسؤول بفندق "توليب إنّ" إنّ نسبة الأشغال متباينة بين الفنادق، لاسيما وأنّ شهر رمضان جاء مبكرًا هذا العام في الصيف، لافتًا إلى أنّ حركة اشغال الفندق تشهد استقرارًا يتراوح بين 55-70%، متوقعًا تحسنًا كبيرًا في نسبة إشغال الفنادق بعد العيد. وأشار إلى أنّ تراجع الحجوزات بالفنادق أمر متوقع خلال فترة رمضان والصيف؛ حيث إنّ هذا الأمر يتكرر سنويًا لقلة الفعاليات وركود الأنشطة في مثل هذا الوقت من السنة، كما أنّ معظم العملاء في إجازات سنوية، والأغلبية يقضون هذه الفترة من السنة خارج السلطنة، لارتفاع درجة حرارة الجو. وتابع أنّ حجوزات الإفطار من قبل الشركات الخاصة تسهم في تعويض النقص بالإيرادات.