قلة من المدربين يملكون سيرة ذاتية غنية ومميزة كما هي الحال بالنسبة لمدرب سنغافورة الجديد الألماني بيرند ستانج، فبعد مسيرة طويلة في الملاعب قضاها لاعبا ثم مدربا في ألمانيا الشرقية، مارس ستانج، بعد سقوط جدار برلين، مهنته في دول مختلفة متنقلاً بين أوكرانيا وأستراليا وعمان والعراق وقبرص وبيلاروسيا.
وشهدت سنغافورة فترة نمو كبير بإشراف المدرب رادويكو أفراموفيتش الذي مكث طويلاً على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني وحوَله من منتخب متواضع إلى قوة لا يستهان بها أقله على صعيد منطقته، حيث قاد الصربي، المنتخب الذي يطلق عليه لقب "الأسود" لإحراز بطولة جنوب شرق آسيا ثلاث مرات على مدى عقد من الزمن. أما ستانج الرحالة، فمصمم على قيادة هذه الدولة التي تقع جنوب ماليزيا إلى قمم جديدة. وعلى الرغم من بلوغه الخامسة والستين من عمره، فان ستانج لا يزال يتمتع بالحماسة مشيراً إلى أنه سعيد للغاية بمهمته الجديدة وقال في هذا الصدد "سنغافورة مدينة مثيرة" في إشارة إلى المكان وإلى طموحاته الكروية." وأضاف "الناس لطفاء جدا هنا وسنغافورة هي من أفضل الأماكن التي زرتها في حياتي. استمتع بكل يوم أذهب فيه إلى العمل. لا تستطيع أن تحقق أموراً كثيرة في حياتك إذا لم تستمتع بما تقوم به."
وتعلم ستانج أصول المهنة في مسقط رأسه ألمانيا الشرقية حيث لم تكن "كرة القدم من الأولويات" بحسب قوله، وقاد المنتخب الوطني لفترة ستة أعوام حيث نجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى دورة الألعاب الأوليمبية في لوس أنجليس عام 1984. بيد أن الدولة الشيوعية سابقاً قاطعت الألعاب، قبل أن يهدر ستانج فرصة أخرى بعد مرور عشرين عاماً عندما أجبره الوضع السياسي في العراق إلى الإستقالة من منصبه مع أسود الرفدين. بيد أن ستانج عاش موسمين جيدين مع المنتخب العراقي لأن معظم اللاعبين الذين برزوا في دورة الألعاب الأولميبية عام 2004، ساهموا في إحراز فريقهم كأس آسيا بعد ثلاث سنوات في بلد مزقته الحرب.
وفي الفترة الأخيرة، حقق ستانج النجاح خلال اشرافه على منتخب بيلاروسيا حيث قاد الفريق الأوروبي الشرقي إلى احتلال أفضل مرتبة له في تصنيف الفيفا ملحقاً الهزيمة بمنتخبات عريقة لعل أبرزها فوزه على فرنسا في عقر دار الأخيرة في باريس.
ويعتقد ستانج بأن سجله وخبراته السابقة تؤهله لمنصبه مع منتخب سنغافورة الطموح وكشف قائلاً "التحدي ليس مختلفاً عن التحديات التي واجهتها في حياتي. إنه اتحاد شاب وهو مشابه لبيلاروسيا الدولة التي نجحت في تحقيق نتائج مدهشة والتأهل إلى الألعاب الأولميبية."