مسقط - الرؤية
قامت الشركة العمانية العالمية للمتاجرة، إحدى شركات شركة النفط العمانية، بتسجيل مشروع يطلق عليه أمميا "آلية التنمية النظيفة" في موقع حقل الصفاء النفطي بمنطقة الامتياز رقم (9) في معاهدة الأمم المتحدة التي يطلق عليها " برتوكول كيوتو" ، وذلك في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز جهود حماية البيئة في السلطنة وبالتعاون مع وزارة النفط والغاز . ويهدف المشروع الذي يعد الأول من نوعه في السلطنة إلى استعادة الغاز الناتج من آبار النفط واستغلاله عوضا عن إهداره في الهواء أو حرقه. وفضلاً عن خفض نسبة التلوث وتحقيق وفورات مكافئة من غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات تقدر بحوالي 775,250 طن متري في السنة، سوف يتم ضخ الغاز المستعاد في أنابيب شركة الغاز الوطنية للمساعدة في تلبية احتياجات الطاقة للمستخدمين النهائيين.
وتبنى القائمين على المشروع المنهج المتبع في آلية التنمية النظيفة رقم "أي أم 0009" لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وبالنظر إلى حجمه، فهو يصنف تحت مسمى الأنشطة الضخمة. ويعد هذا المشروع الأول في السلطنة الذي يسجل تحت معاهدة كيوتو وبالتالي فهو يؤرخ لحقبة جديدة في مجال هذه الصناعة.
الجدير بالذكر، أن وزارة البيئة والشؤون المناخية أصدرت قرارًا وزاريًا رقم 30/2010 في أغسطس 2010م يعنى بإنشاء لجنة وطنية متخصصة لتنظيم واعتماد مشاريع آلية التنمية النظيفة تحت مظلة معاهدة كيوتو.
واحتفاء بهذه المناسبة، صرح معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي، وزير النفط والغاز، قائلاً:" أولت حكومة صاحب الجلالة، حفظه الله ورعاه، عنايتها الفائقة بالبيئة. وانطلاقاً من هذا المبدأ، باشرت الوزارة هذا المشروع طويل الأمد إيمانا منها بأهمية خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في كافة قطاعات الطاقة. وبمساعدة الشركة العمانية العالمية للمتاجرة كمطور للمشروع وشركة أوكسيدنتال عمان كمشغل، مر هذا المشروع في رحلة طويلة حتى تم الانتهاء من تسجيله في الأمم المتحدة. وإننا في الوقت ذاته نشعر بالفخر لدخول عمان في معاهدة آلية التنمية النظيفة لمشروع بهذه الحجم".
كما علق معالي محمد بن سالم التوبي، وزير البيئة والشؤون المناخية على هذا الحدث موضحًا أن هذا المشروع يساهم بصورة فاعلة نحو تحقيق أهداف السلطنة الرامية لتطوير جودة الهواء في البيئة وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الجو. وأردف قائلا إن الوزارة ملتزمة بدعم
كافة مشاريع القطاع العام والخاص التي ترغب في تسجيل مشاريع آلية التنمية النظيفة في معاهدة كيوتو.
من جانبه صرح سعيد بن طالب المعولي، نائب الرئيس التفيذي للبتروكيماويات وتطوير الأعمال في الشركة العمانية العالمية للمتاجرة قائلا إن مشروع آلية التنمية النظيفة يساهم في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال استعادة الغاز المنبعث من الشعلة في خمسة مواقع لحقول النفط. ومن المقرر أن يتم ضغط الغاز المستعاد من أجل استخدامه في توليد الطاقة وكذلك تغذية الشبكة الرئيسية ببعض منه. كما سيمكننا المشروع من استغلال شهادات خفض الانبعاثات المصدقة من قبل اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي ماديا اعتمادا على حالة السوق. وبصورة عامة، تعمل مشاريع آلية التنمية النظيفة تحت معاهدة كيوتو على تحسين البيئة وظروف العمل والكفاءة لتحقيق تنمية مستدامة. كما تؤهل هذه المشاريع للحصول على اعتمادات لشهادات خفض الانبعاثات قابلة للبيع والمتاجرة بحيث تسمح للدول الصناعية باستخدامها في مقابل تحقيق جزء من أهداف خفض الانبعاثات المنصوص عليها في معاهدة كيوتو. وأضاف حمد بن ناصر المشايخي، مدير مكتب الشركة العمانية للمتاجرة في السلطنة، أن أحد الأهداف الرئيسية لمشروع "آلية التنمية النظيفة" هو نشر ثقافة الوعي بأهمية التوسع في استخدام الطاقة النظيفة في عمليات التصنيع المختلفة. ونظراً لأهميته الإستراتيجية، كانت لابد من استثمار الوقت والجهد الكافيين لإنجازه، حيث بذلت الكثير من الجهود المضنية لأربع سنوات متواصلة وذلك من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للغاز الناتج من آبار النفط. كما كان هناك الكثير من التنسيق مع مختلف الجهات ذات الصلة والتي كان لها الأثر الإيجابي في إنجاز هذا المشروع بالصورة المطلوبة.