أجمع شباب ومختصون على أن العمل في القطاع الخاص يعد بوابة للعمل وفق مميزات جذابة وفرص للتدريب الحقيقي على العمل، مقارنة بالوظيفة الحكومية التي لا تساعد على الإبداع بقدر ما هي عمل روتيني متكرر يوميًا.
وقالوا إنّ الإغراءات التي يوفرها القطاع الخاص لاسيما في الآونة الأخيرة أصبحت مصدر جذب للعديد من الشباب والتفكير الجدي للعمل بهذا القطاع الآخذ في النمو، وأضافوا أنّ الرواتب الشهرية التي يقدمها القطاع الخاص توفر لهم في الوقت الحالي جزءًا من طموحاتهم وأهدافهم، هذا إلى جانب المنح الأخرى من سيارة وهاتف جوال وسكن وغيره، كما أن العمل بالقطاع الخاص بات متساويًا مع العمل بالقطاع العام من حيث عدد ساعات العمل والإجازات.
وقال خالد بن يوسف بن محمد البلوشي مستشار اقتصادي إنّ الرغبة في العمل بالقطاع الخاص تنطلق من عدة أسباب ودوافع؛ منها أن الموظف بالقطاع الخاص يتمتع بضمان طول حياته إلى جانب أن الجهد الذي يبذله الموظف قليل جدا وبدون ضغط أو أي مشاكل أخرى وعليه أن يؤدي ثمانية ساعات عمل في اليوم. وأضاف أن الإنتاج اليومي في القطاع الخاص لا يزيد عن 10% لذا نجد أن الموظف دائما يبحث عن القطاع الخاص، لهذه الأسباب. وأشار إلى أن القطاع الحكومي يضم بالفعل كفاءات وخبرات كثيرة وفى مجالات عديدة لأشخاص عملوا لسنين طويلة في مؤسسات حكومية، لكنهم إذا تم تخييرهم ما بين القطاعين لفضلوا القطاع الخاص، لأن الإنسان دوما يسعى إلى تحسين وضعه المادي بحيث يوجد بالقطاع الخاص رواتب أعلى إلى جانب حوافز وامتيازات أخرى بالقطاع الخاص للعاملين به. وأوضح أن فرص التوظيف خلال الآونة الأخيرة أصبحت متوفرة للشباب في مختلف المجالات، إلا أنه ينبغي على الشاب أن يصقل نفسه بالتدريب والتأهيل في مهنته ومن ثم يبحث عن الأوضاع التي يمكن أن تحقق له أهدافه، وتابع أن التدريب والتأهيل أصبح عاملا مهما وأن الشهادات وحدها لا تكفي ولابد من ممارسة المهنة حتى يتثنى للشباب اكتساب الخبرات التي تساعده كثيراً في أداء واجبه المهني على أكمل وجه.
وذهب عبد الحكيم الصالحي أخصائي نشاط ثقافي بجامعة السلطان قابوس إلى أن اتجاه العمل واختياره دائماً يكون على حسب الشهادة الدراسية، وفي الغالب فإنّ خريجي الثانوية العامة لا يتجهون إلى القطاع الخاص وهم في الغالب فرصتهم أكبر في القطاع الحكومي، خاصة في الوقت الحالي، حيث إنّ الرواتب الشهرية صارت أفضل من السابق. وأضاف أن الشباب الحاصلين على البكالوريوس ولديهم مؤهلات وخبرات، غالباً ما يتجهون نحو القطاع الخاص؛ حيث الرواتب المرتفعة وفرص تحقيق الطموحات. وأوضح عبد الحكيم أنّ مميزات القطاع العام والقطاع الخاص، باتت أكثر مساواة من ناحية الإجازات والرواتب، ففي السابق كان هناك تخوف من إجازة اليوم الواحد والآن أصبحت موحدة مع القطاع الحكومي، كما حدثت مرونة واضحة في القطاع الخاص فيما يتعلق بعدد ساعات الدوام. ويواصل عبد الحكيم حديثه: "الآن القطاع الخاص أصبح يحافظ على حقوق العاملين به، بحيث يوفر لهم معاشات جيدة والتأمين، والتقاعد وهو بذلك الخطوة جذب كثيراً من الكفاءات الشبابية في مجالات متعددة". واستدرك قائلاً إنّ هذه الكفاءات معظمها تأهلت عن طريق القطاع الحكومي ومن ثم وجدت عروضاً من قبل القطاع الخاص الذي يحتاج لمثل هذه الخبرات للنهوض باستثماراته وتنميتها في مجالات عديدة، موضحاً أن الموظف العادي في القطاع الخاص توفر له العديد من المميزات ببعض المؤسسات؛ سواء بدل السيارة أو الهاتف النقال، مما يعد أمرًا مشجعًا للشباب في أن يتجه نحوه.
واتفق محمد السالمي مع ما ذهب إليه محمد عبد الحكيم في تفضيل الشباب للعمل في القطاع الخاص بدلاً عن القطاع الحكومي للامتيازات التي يقدمها القطاع الخاص للموظفين العاملين به. وأشار إلى أن هذه الامتيازات أغرت العديد من الشباب الذين كانوا يعملون في القطاع الحكومي أن يذهبوا أو يبحثوا عن وظائف لتأمين مستقبلهم، خاصة وأنهم يواجهون متطلبات من زواج وتأسيس منزل تحتاج إلى معاشات أكبر، معتبرا هذا الاتجاه شيء طبيعي لأي شاب يسعى إلى تحسين وضعه إلى الأفضل.
وقال أمجد الهدابي إن معظم الشباب أصبحوا يبحثون عن العمل في القطاع الخاص لما يوفره من خدمات تُغري الشباب للتدافع نحوه، خاصة أنهُ يوفر رواتب يمكن أن ترضى طموح الشباب نوعًا ما إلى جانب مزايا أُخرى قد لا تتوفر بالقطاع الحكومي الذي يعمل وفق إستراِتيجيات مُعينة، وعلاوات مُحدودة. وأضاف أن القطاع الخاص تكون فيه الترقيات الوظيفية بصورة سنوية، مشيرًا إلى أن هجرة الشباب التي نشهدها الآن من القطاع الحكومي نحو القطاع الخاص تُعتبر هذه المميزات هي الدافع الرئيسي لهؤلاء الشباب، ومنهم من عمل بالقطاع الحكومي وتم تأهيله هناك، ومن ثم انتقل إلى للقطاع الخاص بسبب تلك المحفزات التي يوفرها للشباب.
وأشار عبد العزيز الِرقيبي إلى أن من الأسباب التي شجعت الشباب للاتجاه للعمل في القطاع الخاص بدلا عن القطاع العام تعود إلى أن القطاع الخاص به إمكانيات غير متوفرة بالقطاع العام، إلا أنه استدرك بالقول إن القطاع الخاص يفتقر إلى الخبرات لذا نجده يبحث عنها ويقدم لها الحوافز من اجل تشجيع اصحاب المهارات المهنية للاقبال عليه. وتابع الرقيبي أن الشباب خلال الآونة الأخيرة اتجه إلى القطاع الخاص نظرا لما يقدمه من رواتب ترضى طموحات الشاب الذي يسعى لتأسيس نفسه وتامين مستقبله إلى جانب أن القطاع الخاص يوفر حوافز سنوية اكثر بكثير من تلك التي تقدمها المؤسسات الحكومية، من معاشات وسكن وخلافهُ من هذه الأشياء التي لا تتوفر في القطاع الحكومي، إلا أن عبد العزيز قال إن هؤلاء الشباب دائماً تكون بداية حياتهم العملية في القطاع الحكومي الذي يقوم بتدريبهم وتأهيلهم، ويصبحون موظفين مؤهلين ومن ثم يذهبون إلى القطاع الخاص وهم مؤهلون، وأضاف أن الشاب الآن أصبح محاطاً بجملة من المتطلبات الحياتية اليومية لذا يكون في حالة بحث دائم عن الوضع الأفضل خاصة الشباب الذين تكون تخصصاتهم نادرة فهم لهم سوق رائجة في سوق العمل الشيء الذي يخلق لهم وضعا متميزا من النواحي المادية.