الأمم المتحدة: 30 ألف لاجئ سوري نزحوا إلى العراق في 5 أيام-
عواصم- الوكالات-
قال مسؤولون ونشطاء أمس إن قوات الجيش السوري والميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد صدت هجومًا لقوات المعارضة ودفعتها للتقهقر في المعاقل الجبلية لطائفته العلوية، وذلك بعد قتال ضار وقصف جوي على مدى أيام.
وكان الهجوم الذي شنّه مقاتلون إسلاميون على الأطراف الشمالية لجبال العلويين المطلة على البحر المتوسط دفع مئات من أبناء القرى العلوية إلى الفرار إلى الساحل ومثل تحديًا كبيرًا لمسعى الأسد لإعادة بسط سيطرته على وسط سوريا. لكن الرئيس السوري أرسل تعزيزات إلى المنطقة الوعرة بشمال اللاذقية لصد الهجوم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأسد استعادت جميع مواقع المراقبة العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة عندما بدأت هجومها قبل أسبوعين واستعادت السيطرة على تسع قرى علوية. وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إنّ الجيش لا يزال يحاول استعادة قريتين مضيفًا أنّ القتال الضاري استمر أمس. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الجيش تعامل مع آخر "المجموعات الإرهابية" في المنطقة واستولى على أسلحتها. وقال نشطاء إنّ قوات المعارضة قتلت 200 شخص أغلبهم مدنيون وطردت المئات من قراهم في الأيام الثلاثة الأولى للهجوم. كما أسقطت طائرة عسكرية وفقا لتسجيل مصور. وفي إحدى المراحل قال قائد ميداني للمعارضة إنّ المقاتلين وصلوا لمسافة 20 كيلومترا من قرداحة وهي بلدة الاسد وفيها مدفن والده الرئيس السابق حافظ الأسد. وفي بادرة دعم لمقاتلي المعارضة وعلامة على الاهمية الرمزية لتقدمهم ظهر قائد الجيش السوري الحر في تسجيل مصور وهو يزور محافظة اللاذقية الأسبوع الماضي. لكن الجيش وميليشيا قوة الدفاع الوطني الموالية للاسد دفعا مقاتلي المعارضة للتقهقر وقتلا كثيرا منهم ومن بينهم جهاديون عرب كانوا ضمن الكتائب المرتبطة بالقاعدة على خط القتال. كما قصفت الطائرات بلدة سلمى السنية التي انطلق منها الهجوم على القرى العلوية.
وبدأ الصراع السوري الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص كاحتجاجات سلمية تطالب برحيل الأسد ويشوبه الآن العنف الطائفي المتزايد بين السنة والعلويين.
إلى ذلك، كشفت الأمم المتحدة أمس عن أن 29 ألف لاجيء سوري دخلوا شمال العراق منذ يوم الخميس الماضي في واحدة من أكبر عمليات النزوح خلال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين.
وذكرت الأمم المتحدة إنّ اللاجئين السوريين بدأوا في التدفق على المنطقة الكردية في شمال العراق منذ يوم الخميس الماضي مستفيدين من جسر عائم جديد أنشيء على طول الحدود المغلقة إلى حد بعيد. وقال دان مكنورتون المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "إنّه تحرك كبير للناس". وأضاف أنّ الرقم الجديد يشمل نحو 20 ألفًا يعتقد الآن أنّهم عبروا يومي الخميس والسبت الماضيين بالإضافة إلى ستة ألاف الأحد الماضي ونحو ثلاثة آلاف صباح أمس. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الرقم القياسي السابق لفرار السوريين من بلادهم في 24 ساعة كان نحو تسعة آلاف يعتقد أنهم فروا في يوم واحد في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إلى تركيا بصفة أساسية. وسئل مكنورتون عما إذا كان أغلب اللاجئين الذين فروا في الآونة الأخيرة من الأكراد السوريين فقال "ليس لدينا تحليل كامل بخصوص من عبروا. ليس لدينا إحصاء دقيق كامل لكل من عبروا". وجسر بيشخابور العائم الذي أقيم حديثا فوق نهر دجلة مغلق منذ ذلك الحين امام اللاجئين لكنه مفتوح أمام حركة التجارة وقال مكنورتون إن السوريين الفارين يستخدمون الآن معبر السهيلة وهو "طريق أكثر انعزالا".
ويقترب العدد الإجمالي للاجئين الذين فروا من سوريا الآن من مليوني شخص وزاد العدد إلى ما يقرب من مثليه في خمسة شهور فقط مما دفع بعضا من جيران سوريا إلى تشديد الرقابة على الحدود لوقف تدفق اللاجئين في الأسابيع الأخيرة.