عواصم- الوكالات
قالت وسائل إعلام رسمية أمس إنّ السلطات المصرية صعدت حملتها على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي بالقبض على المرشد العام للجماعة محمد بديع.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إنّ بديع (70 عامًا) ألقي القبض عليه في شقة سكنية في مدينة نصر بشمال شرق القاهرة "بناء على معلومات وردت لأجهزة الأمن بتحديد مكان اختبائه". ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع فيسبوك صورة لبديع يجلس في سيارة بين شرطيين مع تعليق على الصورة يؤكد إلقاء القبض عليه. وجاء في التعليق "تنفيذًا لقرارات النيابة العامة بضبط وإحضار محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان ومن خلال جمع المعلومات ورصد التحركات تمكنت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة من ضبطه". وبديع مطلوب للمحاكمة هذا الشهر بتهم تتصل بقتل متظاهرين حول المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين يوم 30 من يونيو والأول من يوليو. ومن المقرر أن يمثل للمحاكمة مع نائبيه في 25 من أغسطس. وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم لصحيفة المصري اليوم أن بديع اعتقل في ساعة مبكرة أمس. وكانت جماعة الإخوان المسلمين نظمت اعتصامها الأكبر أمام مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر بشمال شرق القاهرة للمطالبة بإعادة الرئيس محمد مرسي إلى منصبه بعد عزله بقرار من قيادة الجيش صدر في الثالث من يوليو. وتنظم الجماعة مظاهرات في القاهرة ومدن أخرى منذ فض الاعتصام ضد ما تسميه النظام الانقلابي في مصر.
وقال موقع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان إنّ محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة سيكون مرشدًا عامًا مؤقتًا.
في الأثناء، قالت الولايات المتحدة إنها قد تخفض المساعدات الاقتصادية أو العسكرية لمصر، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد في أعقاب حملة عنيفة نفذها الجيش المصري على محتجين ولقي فيها قرابة 900 شخص مصرعهم الأسبوع الماضي. وحكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منزعجة من الأحداث في مصر التي تشهد أسوأ عنف سياسي في تاريخها منذ استخدم الجيش والشرطة القوة لفض اعتصامين لأنصار مرسي. وأطاح الجيش في الثالث من يوليو بمرسي الذي برز من جماعة الإخوان المسلمين ليصبح أول رئيس منتخب بشكل حر العام الماضي بعد سقوط الرئيس حسني مبارك الذي حكم البلاد فترة طويلة. ورفضت الولايات المتحدة وصف الإطاحة بمرسي بأنها انقلاب عسكري ولم تطالب قط بإعادته إلى السلطة. ولم توقف أيضًا المساعدات العسكرية والاقتصادية الكبيرة التي تحصل عليها القاهرة من واشنطن. وقرر أوباما في 24 يوليو تعطيل تسليم أربع مقاتلات من طراز اف-16 لمصر وألغى في 15 من أغسطس مناورة عسكرية دورية مع الجيش المصري لكنه ترك إلى حد كبير المساعدات كما هي. ووصلت المساعدات العسكرية خلال السنوات الأخيرة إلى قرابة 1.3 مليار دولار بينما بلغت المساعدات الاقتصادية حوالي 241 مليون دولار سنويًا. ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي تقريرًا لصحيفة نيويورك تايمز وقالت إنّ الوزارة أوقفت تمويلها لمشروعات اقتصادية تشارك فيها الحكومة المصرية بشكل مباشر.
من جهة أخرى، قالت مصادر قضائية إن محكمة مصرية ستنظر اليوم الأربعاء التماساً قدمه فريد الديب محامي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك للإفراج عنه. وأضافت المصادر أن المحكمة ستنعقد في السجن الذي يحتجز فيه مبارك.