السجن مدى الحياة لجندي أمريكي قتل 16 مدنيًا أفغانيا
عواصم- الوكالات
أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أنّ بلاده لا تتعجل توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة تحدد عدد الجنود الأمريكيين الذين سيبقون بعد انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي العام المقبل، وربما ترجئ قرارها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة.
ومن المقرر أن تغادر القوات القتالية الأجنبية أفغانستان بحلول نهاية 2014 موعد انتهاء المهمة التي يقودها حلف الأطلسي وتسليم مسؤولية قتال متمردي طالبان إلى القوات الأفغانية.
غير أنّ الحلف يعتزم الإبقاء على بعثة أقل حجمًا لمهام تدريبية واستشارية في أفغانستان بعد 2014 رغم تباطؤ الولايات المتحدة وغيرها من دول الحلف في الكشف عن عدد أفراد هذه القوة.
وتضغط واشنطن على أفغانستان لاستكمال اتفاقية أمنية ثنائية تحدد عدد الجنود الأمريكيين الذين سيبقون في البلاد بعد انتهاء مهمة حلف الأطسي ومكان عملهم.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إنهم يريدون توقيع الاتفاقية بحلول أكتوبر، كي لا تصبح قضية يمكن استغلالها في حملة انتخابات الرئاسة الأفغانية التي ستجري العام المقبل.
وقال كرزاي للصحفيين في قصره بالعاصمة كابول أمس السبت "رغم أنّ الأمريكيين طلبوا ذلك (توقيع الاتفاقية) بحلول أكتوبر فإننا لسنا في عجلة من أمرنا وإذا تمت الموافقة على الوثيقة في عهد هذه الحكومة فلا بأس". "وإذا لم يتم الموافقة عليها يمكن للرئيس القادم أن يناقش مسالة قبولها او عدم قبولها".
وكان انهيار اتفاقية مماثلة بين الولايات المتحدة والعراق في 2011 دفع واشنطن إلى سحب قواتها من العراق. وكان من بين أسباب انهيار تلك الاتفاقية رفض بغداد إعطاء حصانة للجنود الأمريكيين العاملين هناك.
وقال قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد في مقابلة مع رويترز مؤخرا إنه أجرى محادثات "على جميع الأصعدة من المناطق والأقاليم إلى أعضاء البرلمان... وصولا إلى الرئيس كرزاي"، مضيفا أن الرئيس الأفغاني كان عاقد العزم على توقيع الاتفاقية.
وذكر القائد السابق لقوات حلف الأطلسي جيمس ستافريديس مؤخرا أنه يرى أن نحو 15 ألف جندي أجنبي يجب أن يبقوا في أفغانستان من بينهم حوالي تسعة آلاف جندي أمريكي ونحو ستة آلاف من دول أخرى. غير أن هناك مسؤولين أمريكيين يؤيدون فكرة بقاء قوة أصغر حجما يتراوح قوامها من ثمانية آلاف الى 12 ألف فردا.
وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي إن الولايات المتحدة قد تسحب جميع قواتها من أفغانستان في حالة الفشل في الوصول إلى اتفاق مع كابول بشأن الضمانات القانونية للجنود.
من جهة أخرى، قضت محكمة أمريكية بسجن جندي أمريكي مدى الحياة دون احتمال الإفراج عنه مبكرًا لقتله 16 مدنيًا أفغانيًا معظمهم من النساء والأطفال. واعترف السارجنت روبرت بيلز بقتل هؤلاء القرويين في هجمات على مجمعات عائلاتهم في إقليم قندهار في مارس 2012. وأقر بأنه مذنب في هذه الجريمة في يونيو في صفقة انقذته من عقوبة الإعدام. ولم يظهر أي انفعال على بيلز لدى صدور الحكم، لكن أمه أجهشت بالبكاء خلال الجلسة التي عقدت في محكمة عسكرية بولاية واشنطن. وقال ممثلو الادعاء في الجيش إن بيلز قام بهذا العمل بمفرده وبشكل متعمد عندما ترك موقعه مرتين خلال الليل وهو مزود بمسدس وبندقية وقاذفة قنابل وأبلغ زملاءه لدى عودته "لقد أطلقت النار للتو على بعض الأشخاص". ومثلت هذه الجريمة أسوأ قضية قتل لمدنيين من قبل جندي أمريكي مارق منذ حرب فيتنام وأدت إلى مزيد من التدهور في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وأفغانستان بعد حرب استمرت أكثر من عشر سنوات في أفغانستان.