الرؤية - عادل البلوشي - وليد الخفيف
تصوير/ نواف المحاربي
بعد 139 يومًا، ستكون السلطنة على موعد مهم مع استضافة أهم حدث رياضي على المستوى القاري، والمتمثل ببطولة كأس آسيا تحت 22 عاما، والتي تنطلق في نسختها الأولى، وتحديدا خلال الفترة من 11-24 يناير من العام المقبل، وقد شهدت قاعة قنتب بفندق قصر البستان، مساء أمس الأول، مراسم سحب القرعة الرسمية للبطولة، بحضور داتو أليكس الأمين العام للاتحاد الآسيوي، ونائبه وينلسون جون، والسيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، وممثلي المنتخبات المشاركة.
وكانت فكرة إقامة هذه البطولة تراود الاتحاد الآسيوي منذ العام 2007 حتى تم إقرارها في العام الماضي بعد دراسة مستفيضة، وتشكل البطولة خطوة مهمة من الاتحاد الآسيوي لإعطاء فرص أكبر لهذه الفئة العمرية؛ لكي تكون تحت أنظار مدربي المنتخبات الأولى والأندية.
وأوضح السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة، أن الاتحاد العماني لكرة القدم والأسرة الرياضية في السلطنة يشكرون الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على ثقته الكبيرة لاستضافة السلطنة لبطولة آسيوية وهي نهائيات كأس آسيا تحت 22 سنة، والتي تشارك فيها 16 فريقًا من القارة الآسيوية يمثلون صفوة المنتخبات الآسيوية، وفي بطولة مستحدثة وفي نسختها الأولى.
وأكد السيد خالد أن الأمور التنظيمية تسير حسب ما خطط لها؛ حيث تم تشكيل لجنة تنظيمية وتضم في عضويتها مختلف الجهات المعنية الحكومية وهناك تعاون كبير من وزارة الشؤون الرياضية ومن بقية المؤسسات المعنية بهذا الجانب، وعلى سياق أيضا متوازٍ نحن نعمل على تهيئة منتخبنا الوطني بشكل مناسب، بما يُمكنه من أن يُحقق نتائج إيجابية إن شاء الله، لاسيما بعد انتهاء البطولة الخليجية الأولمبية مؤخرًا تحت سن 20 سنة.
وحول ما اسفرت عنه القرعة، قال: "مجموعتنا صعبة لأن جميع المنتخبات في القارة الآسيوية تطورت مستوياتها بشكل كبير خصوصا في المرحلة العمرية لفئة تحت 22 سنة وجميع اللاعبين يريدون أن يثبتوا أنفسهم ليكونوا في صفوف المنتخبات الأولى لبلدانهم، وبالتالي ستكون محط أنظار للكثير من السماسرة والمدربين؛ لذا فإن الجميع سيبذل قصارى الجهد، وأعتقد أن مجموعتنا لا تبدو سهلة على الإطلاق؛ فمنتخب كوريا الجنوبية هو الذي تأهل في تلك التصفيات التي كانت إلى لندن من قبل سنتين، ومنتخب الأردن يبدو أنه يُلازمنا في الكثير من التصفيات مؤخرًا، وهو منتخب عنيد جدًّا وصعب المراس. أما منتخب ميانمار، فلا نعرف عنه الكثير، ولكنه متطور إلى حد كبير، إذًا علينا أن نفكر كيف نتجاوز هذه المجموعة، وأن نقدم أفضل ما لدينا، وعلينا أيضا أن نستفيد من عنصر أرض الجمهور، ونناشد جماهيرنا الوفية من الآن لتكون حاضرة في مجمع السلطان قابوس الرياضي في بوشر لمؤازرة المنتخب الوطني، ونحن متفائلون لأن منتخبنا قادر على أن يتجاوز هذه المجموعة، والتأهل للأدوار المتقدمة".
ومن جانبه، أكد الفرنسي بول لوجوين مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، أهمية بطولة كأس آسيا تحت 22 عاما، والتي ستستضيفها السلطنة مطلع العام المقبل للمنتخب الأول، موضحا أن الفريق الأول سيكون بحاجة إلى لاعبين بارزين وجيدين، خصوصا أولئك الذين يتألقون في البطولة لكي يتم إلحاقهم بصفوف الفريق الأول. وأوضح لوجوين بأنه سيكون قريبا جدا، وسيشاهد جميع مباريات المنتخب بالبطولة، وسيرصد كافة التفاصيل الفنية للاعبين ويتابعهم عن قرب. وحول رأيه بحظوظ المنتخب الأولمبي في مجموعته، قال لوجوين: "أعتقد أن حظوظ الأولمبي جيدة في مجموعته والفريق قادر على التأهل للأدوار المتقدمة، كما أن الجهاز الفني للفريق سيكون أمامه فرصة جيدة من الآن وحتى انطلاق البطولة، والتي تمتد لقرابة أربعة أشهر؛ لإعداد الفريق الإعداد الأمثل، ودراسة الفرق الأخرى ومتابعتها عن قرب، حتى يتسنى لهم معرفة مختلف المستويات للفرق التي ستشارك بالبطولة"، وتابع لوجوين: "المنتخب الأولمبي يضم عناصر جيدة، ولكن لا يزال الفريق بحاجة إلى اهتمام أكبر حتى يقارع المنتخبات الآسيوية التي يُشار لها بالبنان في القارة كالمنتخب السعودي والاسترالي..وغيرها من المنتخبات".
وتحدث حمد السهلي ممثل المنتخب السعودي، حول رأيه بحظوظ المنتخب السعودي في المجموعة التي ضمت بجواره منتخبات أوزبكستان والعراق والصين، حيث قال: "أرى أن الفرص لجميع المنتخبات في هذه المجموعة هي متساوية لحد بعيد في التأهل إلى الأدوار المتقدمة، على اعتبار أن منتخبات أوزبكستان والصين والعراق -إضافة إلى الأخضر السعودي- لديها عناصر شابة متميزة؛ لذا فإنني أتوقع إثارة كبيرة في هذه المجموعة". وأضاف السهلي: "المستويات الفنية لمنتخبات هذه المجموعة متقاربة بشكل كبير، فإنني أتوقع أن تكون المنافسة حتى آخر جولة بدور المجوعات بين هذه المنتخبات، وأتمنى أن يُوفق الأخضر السعودي ويتأهل بصحبة المنتخب العراقي الشقيق كونهما المنتخبين العربيين في هذه المجموعة مع تمنياتنا لجميع الفرق الخليجية والعربية بالتوفيق في هذه البطولة".
وقال جمال أبوهنده مدير المنتخب الإماراتي الإولمبي وممثل المنتخب الإماراتي في القرعة: "في البداية أشكر السلطنة على التنظيم الرائع لحفل تدشين شعار البطولة وسحب مراسيم القرعة، واستبعد أبو هنيده أن تكون مجموعته بسيطة.. مؤكدا أن المنتخبات الأولمبية جميعها حديثة العهد، ولا يجب أن تغتر بالأسماء الموجودة والإنجازات التي حققتها المنتخبات السابقة، كما أنه لابد عدم المقارنة بإنجازات المنتخبات الأولى مع المنتخبات الأولمبية".
صراع محتدم
ومن المتوقع أن تشهد البطولة صراعا محتدما بين المنتخبات الـ16 المشاركة، والتي اجتازت التصفيات المؤهلة للنهائيات بنجاح. وتم تقسيم المنتخبات الست عشرة المشاركة إلى أربعة مجموعات كل مجموعة تضم أربعة منتخبات، وقد أوقعت القرعة منتخبنا الوطني على رأس المجموعة الأولى التي ضمت معه منتخب الأردن وكوريا الجنوبية وميانمار.
وبتحليل المستوى الفني لمنتخبات المجموعة من خلال مسيرتهم في التصفيات المؤهلة للنهائيات، نجد أن المجموعة متوازنة فنيًّا وإن كان عُمان والأردن وكوريا الجنوبية هي المنتخبات الأقرب لنيل بطاقتي التأهل، وسوف يتحدد أول وثاني المجموعة من خلال لقاءاتهما المشتركة. أما منتخب ميانمار فسيكون الأضعف حظا وسوف تسعى المنتخبات الثلاثة الأخرى لتحقيق الفوز عليه قبل تعقد الأمور، وفي حالة خسارة أي من النقاط مع ميانمار فسوف يصعب تعويضها لاحقا، ومن حسن الطالع أن يلتقي منتخبنا الوطني مع ميانمار في أولى مبارياته، والتي سيكون للفوز فيها عامل مهم لنيل نقاط المباراتين المتبقيتين أمام الاردن وكوريا الجنوبية. وكان منتخبنا الوطني قد حل ثالثا في التصفيات المؤهلة للنهائيات التي تصدرها العراق فيما حل الإمارات وصيفا، أما المجموعة الثانية التي تضم كوريا الشمالية والإمارات وسوريا واليمن، فنجد أن الامارات هو المرشح الأول لنيل بطاقة التأهل فيما سيكون الصراع ضاريا على البطاقة الثانية بين باقي فريق المجموعة، وإن كان المنتخب السوري هو صاحب الأسهم الأكبر، ولكن ذلك يتوقف على مدى استعداده للبطولة، خاصة وأن المناخ السياسي في سوريا ليس مواتيا لذلك.
أما المجموعة الثالثة التي يمكن أن نطلق عليها مجموعة الموت فإنها الأقوى وسيكون فيها الصراع على أشده بين استراليا واليابان وإيران والكويت، وتعتبر المنتخبات الأربعة من أقوى منتخبات القارة على الإطلاق، خاصة المنتخب الياباني والاسترالي الذي يشارك عدد كبير من هذه الفئة العمرية بصفوف المنتخب الأول. ومن الصعب التنبؤ بالمنتخبين المؤهلين للدور الثاني؛ نظرا لتقارب المستوى الفني، وإن كان المنتخب الياباني هو الأقوى، وسيجد المنتخب الكويتي صعوبة بالغة في نيل بطاقة التأهل؛ الأمر الذي يحتاج من الأزرق الكويتي مضاعفة الجهد والإعداد الجيد للبطولة بوقت كاف، وتحقيق الفوز على الكنغر الاسترالي في افتتاح مباريات المجموعة، ثم انتزاع التعادل على أقل تقدير أمام اليابان في المواجهة الثانية لتكون الرؤية واضحة قبل اللقاء الأخير مع إيران.
بينما تضم المجموعة الرابعة: العراق والسعودية والصين وأوزبكستان، وسيكون الطريق ممهدا أمام اسود الرافدين لنيل بطاقة التأهل كأول مجموعته، خاصة بعد تصدره للتصفيات المؤهلة للنهائيات؛ علما بأن المنتخب العراقي (الأول) يعتمد بشكل أساسي على العديد من لاعبي هذه المرحلة العمرية وعلى رأسهم نجم خط الوسط العراقي همام طارق ذو المجهود الوفير، فيما سيكون الصراع محتدما على البطاقة الثانية وإن كان المنتخب السعودي هو الأقرب لنيلها بشرط التعادل مبدئيا مع العراق في افتتاح المجموعة، ثم الفوز على الصين في المواجهة الثانية وأوزبكستان في الجولة الأخيرة.