تتسم المباحثات التي عقدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وفخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأهمية استثنائية لتطوير وتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط السلطنة وإيران، وترسيخ مبادئ حسن الجوار القائمة بين البلدين انطلاقاً من اهتمام وحرص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أيده الله -، على دعم التعاون الثنائي بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يخدم مصالح الشعبين العماني والإيراني.
فالمباحثات تطرقت إلى أوجه التعاون بين البلدين، والعمل على توطيدها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية والاستثمارية.
وفيما يتعلّق بالاقتصاد، تعمل قيادتا البلدين على الارتقاء بسقف التبادل التجاري ليواكب المستوى المتميز من العلاقات السياسية بين البلدين، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة تدعم التعاون الاقتصادي.
كما أنه وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تبادل جلالة السلطان المفدى والرئيس الإيراني وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.. وينتظر أن يكون لهذه المباحثات نتائج إيجابية لجهة ضبط التوازنات في المنطقة وإعادة روح التقارب لها، والنأي بها عن أية توترات قد تُعكّر صفو دولها، وذلك في ظل ما يربط البلدين من وشائج ضاربة في أعماق التاريخ، تؤهلهما لأن يلعبا دورًا محوريًا في المحافظة على استقرار هذه المنطقة الإستراتيجية من العالم والتي تمر عبرها معظم إمدادات الطاقة لدول العالم.
وقد تمكنت العلاقات العمانية ــ الإيرانية خلال الفترة الماضية من التوصل إلى حلول للكثير من الملفات بين إيران ودول الغرب خاصة على صعيد المساعي الحميدة وتوسط السلطنة لإطلاق سراح بعض الإيرانيين الذين كانوا محتجزين لدى دول غربية، إضافة للعمل على تهدئة المواقف بين الأطراف واحتوائها تلافيًا لوصولها إلى مرحلة التوتر والمواجهة.
والشاهد أن الموضوعات التي تمّ بحثها في القمة العمانية الإيرانية، تنبئ بأن البلدين مقبلان على مرحلة جديدة من التعاون البناء في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويعود بالأمن والاستقرار على المنطقة ككل.