التوسّع الاستيطاني الإسرائيلي يهدد بنسف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية؛ ولا يمكن الوثوق في جدية أيّة محاولة للولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف العمليّة السلميّة؛ ما لم تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ من خلال التمدد الاستيطاني السرطاني، الذي يزحف في كل يوم على مساحة جديدة من الأرض الفلسطينية؛ لينشئ فيها مستوطنات غير شرعية على انقاض أملاك أصحاب الحق الحقيقيين من الفلسطينيين.
وعلى ذات الصعيد، لن يتكهن أحد في المنطقة بإمكانية نجاح المحاولة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي لإقناع الدبلوماسيين، وحشد تأييدهم للعملية السلمية من خلال اطلاعهم على أحدث تطورات محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل وعلى الملأ بالمضي قدمًا في أنشطتها الاستيطانية غير عابئة بأحد، ولا مكترثة بالأصوات الأممية المطالبة بالكف عن هذا النشاط المخالف لكافة المواثيق والأعراف الدولية.
ورغم أنّ وزير الخارجية الأمريكي يسعى لإعطاء دفعة للمحادثات التي لم تحقق تقدما رغم إطلاقها منذ أكثر من شهر بسبب التعنت الإسرائيلي، والسياسة الاستيطانية الخرقاء؛ إلا أنّ المواقف العربية الثابتة ترى أنّه وفي ظل هذا التمدد الاستيطاني الإسرائيلي، لا يمكن الحديث عن تقدم في المفاوضات أو حتى عقد آمال عليها في أن تسفر عن شيء يمكن أن يدفع العملية السلمية إلى الأمام.
ويظل الاستيطان هو العقبة الكأداء في وجه العملية السلميّة، وإن أرادت الولايات المتحدة بالفعل إثبات جديتها في رعاية المفاوضات ودفعها في اتجاه تحقيق نتائج إيجابيّة تنعكس على السلام بالمنطقة؛ أن تذلل ابتداءً هذه العقبة، خاصة أنّ النشاط الاستيطاني ينشط مع كل بادرة أو جولة مفاوضات؛ الأمر الذي يلحق خللا جوهريًا بالأساس الذي تقوم عليه العملية السلمية.
ويبقى القول إنّ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لن تحرز أي تقدم، ولن يكتب لها النجاح بسبب الممارسات الإسرائيلية غير المسؤولة، وفي ظل اتخاذها من المفاوضات ستارًا لتمرير المزيد من خططها الاستيطانية، ومواصلة مشاريع التهويد وفرض سياسة الأمر الواقع.