صلالة - أمل الجهورية
تصوير / عاصم باحجاج
شهد اللقاء التربوي لأعضاء لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى مع معلمي ومعلمات تعليمية محافظة ظفار، طرحا لعدد من القضايا التربوية التي تلامس واقع المعلم والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى استعراض جملة من المطالب والمقترحات التي يرى المعلمون أهمية تحققها ليقوم المعلم بواجبه على أكمل وجه.
وافتتحت فعاليات اللقاء بكلمة لحمد بن الراشدي مدير عام تعليمية المحافظة، أكد فيها أن اللقاء الذي يقوم به رئيس وأعضاء لجنة التربية والتعليم بمجلس الشورى، بادرة فريدة من نوعها في محافظة ظفار حيث تأتي استكمالا لمشوار من اللقاءات بالمعلمين في مختلف المحافظات التعليمية من أجل تحقيق أهدافهم في الدراسة الخاصة بواقع المعلم في سلطنة عمان.
بعدها تحدث سعادة محمد بن راشد القنوبي رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس شاكرا الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم ممثلة في شخص معالي الدكتورة مديحة الشيبانية وزير التربية، التي ساهمت في تذليل مختلف الجوانب التي من شأنها خدمة هذه الدراسة وتسهيل عملية الالتقاء بالمعلمين في مختلف المحافظات، وذلك إيمانًا من معاليها بأهميّة وجود دراسة تعنى بواقع المعلم وتتطلع للارتقاء به، وأوضح سعادة رئيس اللجنة قائلا: إنّ ماتقوم به لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس من دراسات وجهود وزيارات ميدانية ولقاءات تربوية يأتي استجابة للتوجيهات السامية حول مراجعة خطط وسياسات التعليم بالسلطنة، وأوضح أنّ جميع ما يطرحه المعلمون من مقترحات وأفكار ورؤى يتم رصدها وتدوينها بعناية وذلك لمناقشتها مستقبلا مع المختصين على مستوى اللجنة وكذلك على مستوى الوزارة، مشيرًا سعادته أنّ اللقاءات بالمعلمين جعلتنا نقترب كثيرًا من همومهم اليومية وكذلك مطالبهم وحرصهم على الارتقاء بمستوى التعليم بالسلطنة، ونحن سنحرص جاهدين كأعضاء لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في وضع هذه المقترحات والأفكار موضع التنفيذ بما يتسنى لنا من صلاحيّات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة بالتعليم في السلطنة، ونتطلع أن يحمل الأسبوع القادم مقترحات وأفكار جديدة من قبل المعلمين في محافظات الظاهرة والداخلية والوسطى.
فيما أجمل معلمو ومعلمات مدارس محافظة ظفار مطالبهم خلال اللقاء مطالبهم في أهميّة تأهيل أبناء المحافظة من خريجي كليّات التربية للعمل بمهنة التدريس وذلك لسد النقص الذي تعاني منه مدارس المحافظة الأمر الذي يضطرها سنويًا لاستقبال معلمين ومعلمات من محافظات تعليمية أخرى وهذا الأمر يسبب عدم استقرار في عملية التعليم في المحافظة نتيجة التغيير الفصلي في المعلمين، وكذلك يعطل الكثير من المشاريع التربوية المنفذة في المدارس، كما ركّز المعلمون على أهميّة منح معلمات الحلقة الأولى الصلاحيّة في التعامل مع المنهج بحيث يتم التركيز على تعليم القراءة والكتابة كأساسيات يجب أن يتقنها الطالب في مراحله التعليميّة الأولى، أمّا في ما يتعلق بتأهيل المعلمين وتدريبهم، اقترح المعلمون أن يتم تنفيذ البرامج التدريبية قبل بدء العام الدراسي بوقت كاف حتى لا يؤثر ذلك على الطلاب أثناء خروج المعلمين والمعلمات، وطالبوا كذلك بتخفيض زمن اليوم المدرسي لطلاب الحلقة الأولى والثانية، وإنشاء مكتب للإشراف التربوي للمناطق الشرقية من المحافظة، وأكّد المعلمون في حديثهم أنّ تطوير التعليم وقياس عطاء المعلم يجب أن يقاس بالكيف وليس بالكم، وأن توفر للمعلم الوسائل التي تعينه على مواكبة التطور التقني في التعليم، وأن يكون هناك توازنا بين مستوى حقوق المعلم وواجباته بحيث يمنح من الحقوق ما يتناسب مع حج الواجبات والمسؤوليات التي يقوم بها، وطالبوا أيضًا بمنح صلاحيات لإدارات المدارس فيما يعنى بتهيئة البيئات المدرسية وصيانتها وتوفير متطلبات التعلم الأساسية في المدارس.
وأكد معلمو محافظة ظفار على جملة من النقاط التي اقترحها وطالب بها زملاؤهم في المحافظات التعليمية الأخرى، والتي تتمثل في أهمية زيادة الرواتب؛ هذا بالإضافة إلى التأكيد على أهميّة وضع قانون خارج الخدمة المدنية للمحاسبية، والعناية بالجانب الترفيهي للمعلم وتعزيز مكانته اجتماعيًا ووظيفيًا، وتطرق المعلمون أيضًا إلى جوانب متعددة متعلقة بالمناهج الدراسيّة وأهمية تحديثها ومناسبتها لواقع العصر، وأهمية توفير متطلبات التعليم في البيئات المدرسية من أجل تسهيل الدور على المعلم لأداء مهامه التدريسية، وتحدث بعضهم عن عدد من الجوانب المرتبطة بترقيات المعلمين وتأخرها، وأثر ذلك على مستوى الأداء لدى المعلم كونه مرتبطا بجانب التحفيز في العمل، وطرقت بعض المعلمات لجوانب متعلقة بالمبنى المدرسي ومدى مناسبته واحتوائه على كل المرافق الضرورية للتعليم وكذلك لممارسة النشاط ، وتوفير الكوادر التدريسية والإدارية وفقًا لحجم المدرسة وعدد الطلاب فيها، كما ركز اللقاء على مجموعة من المحاور الهامة التي تلامس واقع المعلم منها إعداد المعلم قبل العمل من خلال المناهج التي يتلقاها في الجامعات والكليات، وموضوع الرضا الوظيفي الذي يعد عاملا مهما في نجاح العمل، ولابد من الحرص على تحقيقه لدى المعلمين لتحقيق عطاء أفضل، كما تناولت المناقشات جانب تأهيل المعلم أثناء العمل من خلال كم ونوع البرامج التدريبية المقدمة من قبل الوزارة ومدى فاعليتها في إثراء معارف المعلم والارتقاء بأدائه المهني، كما تمّ الحديث عن جانب الموازنة بين الحقوق والواجبات بحيث يكون المعلم مطلعًا بحقوقه حاصلا عليها مما يدفعه لأداء واجباته على أكمل وجه.
وتواصل اللجنة مطلع الأسبوع المقبل مشوار زياراتها حيث ستلتقي معلمي ومعلمات محافظات الظاهرة والداخلية والوسطى.