عواصم- الوكالات
رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنّ مقاتلي المعارضة السورية مسؤولون عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس، إلا أنّه أضاف في مقابلة أذيعت أمس الأحد إنّه يرحب بالدور الدبلوماسي لبوتين في هذه الأزمة.
ودافع في مقابلة مع قناة (إيه.بي.سي) الأمريكية التليفزيونية عن تعامله مع الأزمة السورية إلا أنّه رفض الانتقادات التي وجهت إلى أسلوبه الذي اتسم بالتذبذب في التعامل مع القضيّة. وأضاف أنّه والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني تبادلا الرسائل بخصوص الوضع في سوريا وأنّ الإيرانيين يتفهمّون القلق الأمريكي فيما يتعلق بأنّ وجود إيران تتمتع بقدرة نووية محتملة "قضية أكبر بكثير" بالنسبة للولايات المتحدة.
فيما طمأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إسرائيل علنا أمس الأحد بأنّ الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بخصوص الأسلحة الكيماوية السورية قادر على إزالة تلك الأسلحة. وقال كيري للصحفيين بعد أن أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق الإطار الذي تمّ التوصل إليه في جنيف أمس السبت إنّ الاتفاق "قادر تمامًا على.. نزع جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا". وأضاف كيري أنّ روسيا قالت إنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وافق على تقديم إحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع. وقال نتنياهو في كلمة قبل الاجتماع إنّ الحكم عليه سيستند إلى ما إذا كان سيؤدي إلى "التدمير الكامل" لمخزونات الأسلحة الكيماوية للحكومة السورية وأشار إلى البرنامج النووي الإيراني كاختبار آخر لعزيمة العالم. وكان المسؤولون الإسرائيليون قد عبّروا في أحاديث خاصة عن استيائهم من تناول الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأزمة السورية خشية أن يؤدي التقاعس المحتمل عن عدم تنفيذ التهديد بالعمل العسكري إلى تشجيع ايران.
وقال يوفال شتاينتز وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو أنّ الاتفاق بشأن الأسلحة السورية "له مزايا وعيوب". وتابع لراديو الجيش الإسرائيلي "من ناحية يفتقر للسرعة اللازمة (في إزالة الأسلحة الكيماوية من سوريا) ومن ناحية أخرى هو أكثر شمولا إذ يتضمن التزامًا سوريًا بتفكيك منشآت التصنيع وعدم الإنتاج مرة أخرى (للأسلحة الكيماوية)".
في الأثناء، قال علي حيدر وزير المصالحة الوطنية السوري أمس إنّ الاتفاق بشأن الأسلحة الكيماوية السورية بين روسيا والولايات المتحدة انتصار لدمشق حققته حليفتها روسيا وأبعد ذريعة شن حرب على سوريا. وقال حيدر لوكالة الإعلام الروسية للأنباء إن هذا الاتفاق إنجاز للدبلوماسيين الروس والقيادة الروسية وانتصار لسوريا حصلت عليه بفضل أصدقائها الروس. وتابع أنّه يرحب بهذا الاتفاق مشيرًا إلى أنّه من ناحية سيساعد السوريين على الخروج من الأزمة ومن ناحية أخرى يحول دون شن حرب على سوريا بعد أن أبعد حجة أحد الذين يريدون إطلاقها. ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات حيدر وهو ليس من دائرة صنع القرار المقربين من الرئيس السوري تعكس وجهة نظر الأسد.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنّ الاتفاق الروسي الأمريكي لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية خطوة أولى مهمة، ودعا إلى حل سياسي للتعامل مع القتل المتزايد في سوريا. وأدلى فابيوس بتصريحاته للصحفيين في بكين بعد لقائه بوزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وعلى صعيد عسكري، طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من مقاتلي المعارضة السورية الإسلاميين تجنب التحالف مع مقاتلين آخرين من المعارضة مدعومين من دول الخليج والغرب. وتعكس تصريحاته شقاقًا يزداد عمقًا بين مجموعات الجيش السوري الحر الذي يدعمه الغرب ودول عربية ومقاتلين متعاطفين مع تنظيم القاعدة الذي يسعى لشن حملة على الغرب. ونقلت مجموعة سايت المتخصصة في متابعة المواقع الإسلامية على الانترنت عن الظواهري قوله في رسالة صوتية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لهجمات 11 سبتمبر إنّ الولايات المتحدة ستحاول دفع مقاتلي المعارضة للتحالف مع العلمانيين المتحالفين مع الغرب. وقال الظواهري إنّه يحذر إخوانه وشعب سوريا من الاتحاد مع أي من هذه الجماعات والجهاد ضدها. ونشر موقع سايت ترجمة كاملة لتصريحات الظواهري التي تضمنت فقرة عن سوريا.