هيماء - أمل الجهورية
التقى فريق لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، أمس، معلمي ومعلمات محافظة الوسطى، في محطته الأخيرة من الزيارات الميدانية، والتي استمرت زهاء الثلاثة أسابيع.. والتقى خلالها 1000 معلم في إحدى عشرة محافظة تعليمية.
وقال سعادة توفيق بن عبدالحسين اللواتي رئيس الفريق: إن هذا اللقاء هو اللقاء الأخير من سلسلة اللقاءات التي قامت بها اللجنة في جميع محافظات السلطنة، وتعاني تلك المحافظة من تباعد المسافات بين مدارسها، وكذلك قلة عدد المعلمين بها، إضافة إلى كونها بعيدة عن مركز المحافظات الرئيسية؛ لذا فإن المعلم في محافظة الوسطى يحتاج لمزيد من التعزيز والتحفيز ليكون ذلك دافعًا لعطاء أفضل يقدمه المعلم وإعداد جيل ناجح من أبناء هذه المحافظة، كما أوضح سعادة رئيس الفريق بأن المقترحات والأفكار التي يطرحها المعلمون تأخذ من العناية والاهتمام الشيء الكبير، وستخضع للمناقشات وسترفع للمختصين من أجل بلورتها والأخذ بما يعزز واقع المعلم الذي هو أحد أهداف هذه الدراسة. وقد لمسنا خلال الأيام الماضية القرار الذي صدر بخصوص ترقية دفعة 1991م، والذي كان أحد المطالب الملحة لمعظم المعلمين، ونأمل أن تجد المطالب الأخرى النور قريبا-بإذن الله.
وبدأ اللقاء التربوي -الذي أقيمت فعالياته بقاعة التدريب بولاية هيماء- بكلمة للدكتور سالم بن سعيد المعشني مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة الوسطى.. رحَّب فيها بأعضاء اللجنة، وشكرهم على جهودهم الواضحة للارتقاء بأهمية وقيمة المعلم في المجتمع، وما له من دور فاعل في بناء الأجيال. وأثنى خلال كلمته على الجهود البارزة التي تقوم بها تربوية الشورى في العناية بالمعلم خصوصا.. مشيرا إلى جهود وزارة التربية والتعليم أيضًا في هذا الجانب، وكذلك أهمية وجود دراسة علمية من قبل مجلس الشورى تُعنى بواقع المعلم وتتطلع للارتقاء به.
ومن جهته، قال الشيخ سعود بن سالم العزري مستشار معالي وزيرة التربية والتعليم: نقف اليوم على آخر محطة من محطات زياراتنا للمحافظات التعليمية؛ وإننا لنستشعر مدى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تعد استكمالا لجهود المسؤولين في وزارة التربية والتعليم؛ وعلى رأسهم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، التي تولي المعلم اهتمامًا واضحًا، وتسعى جاهدة لتسخير مختلف الظروف لجعله يتبوَّأ المكانة التي تليق به علميا ومعرفيا واجتماعيا، ويسرنا أن نزجي الشكر البالغ لجهود لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى على اهتمامها الواضح، وتبنيها لدراسة حول واقع المعلم بالسلطنة.. وهذا يعكس مدى التعاون البنَّاء من أجل توحيد الجهود والارتقاء بالأهداف والغايات بين مختلف مؤسسات الدولة بما يُحقق لأبناء هذا الوطن الرفعة والمكانة المناسبة؛ حيث تنصب كل هذه الجهود في تلبية الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطابه الأخير بمجلس عمان، حول أهمية مراجعة سياسات التعليم بالسلطنة، وأضاف: إننا في وزارة التربية والتعليم نعد بأن نولي المقترحات والمطالب التي طرحها المعلمون الاهتمام الكافي والمتابعة بتنفيذ الممكن منها؛ لأننا ندرك أهمية المعلم ودوره، وسمو رسالته التي يستشعر عظمتها هو ذاته أولا ليوازن من خلالها بين حقوقه وواجباته من أجل إعداد جيل قادر على المساهمة في بناء هذا الوطن الغالي.. وأشار مستشار وزارة التربية إلى أن هذه الدراسة ستحظى بالمتابعة من قبل الوزارة من أجل الأخذ بنتائجها وتوصياتها، ورفد الحقل التربوي بها، وكذلك جعل تلك التوصيات إضاءات مهمة يُشرق من خلالها المعلم بالسلطنة على واقع أجمل-بعون الله.
ومن جانبه، قال سعادة خالد بن هلال النبهاني عضو اللجنة: إن هذه الدراسة التي تعدها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس، تهدف في مضمونها إلى أهداف عديدة؛ لذا كان لابد من الالتقاء بمعلمي المحافظات التعليمية بالسلطنة وملامسة واقعهم ليكون ذلك جزءًا من مضمون هذه الدراسة التي تهدف إلى رصد مستوى كفاءة المعلمين في سلطنة عمان، ورفع جودة التعليم، عن طريق دراسة آليَّة إعداد وتأهيل المعلمين في مؤسسات التعليم العالي المختلفة، وتجويد أساليب انتقاء الخريجين تمهيداً للدخول إلى مؤسسات التعليم العالي ليصبحوا معلمي المستقبل، كما تهدف الدراسة إلى تحسين جودة أداء المعلمين في المدراس من خلال تحسين وضع المعلم، وإعطائه ما يستحق من التقدير الاجتماعي والمادي. هذا إضافة إلى مراجعة القوانين والسياسات المتعلقة بالمعلم في السلطنة وممارسته لمهنة التعليم من أجل تحقيق مستوى تعليمي جيّد على مستوى العالم خلال الخطط التعليميّة القادمة، ورفع كفاءة مخرجات التعليم من خلال تجويد أداء المعلمين، وكذلك الاهتمام بالمعلم من خلال التأهيل قبل الانخراط في العمل والتدريب المستمر أثناء الخدمة، وكذلك من خلال القوانين والتشريعات التي تقنن هذا التوجه كما هو معمول به في الدول الأخرى.
وأوضح النبهاني أن الدراسة التي تقوم بها تربوية الشورى تحمل مضامين وأهمية من خلال تطلعها لمعرفة وضع المعلم الراهن ومدى شعوره بالرضا الوظيفي، والذي ينعكس بالتالي على الأداء داخل المؤسسة، ومعرفة مدى كفاية برامج إعداد المعلمين في مؤسسات التعليم العالي في إخراج معلمين على مستوى عالٍ من الكفاءة المهنية، وضرورة ذلك لأجل تعليم أفضل. هذا إلى جانب حرصها على معرفة ما يحتاجه المعلمون أثناء الخدمة من التدريب والتأهيل؛ مما يُحسن جودة التعليم، وتحديد دور المعلم الذي يمكن أن يُساهم به في رفع مستوى التحصيل الدراسي؛ وذلك من خلال معرفة القصور الذي يعاني منه، وإبراز أهميّة الاهتمام بوضع المعلم الاجتماعي والمادي وإعداده بالصورة المثاليّة، وتأثير ذلك على جودة التعليم، وكذلك التعرف على وضع المعلم في السلطنة ومقارنته مع بعض الدول التي تحقق مخرجات تعليمية جيده؛ مما يُتيح فرصة الارتقاء بالمعلم في السلطنة.
مطالب المعلمين
وقد تلخصت أبرز وأهم المتطلبات والمقترحات من أعضاء التدريس بمحافظة الوسطى كمراعاة بُعد المسافات للمعلمين والموظفين الإداريين بتعليمية الوسطى، وزيادة الاهتمام بالجوانب التعليمية والإشرافية بالمحافظة؛ كونها محطات عبور للمعلمين الجدد، ويكون ضحيتها بالمقام الأول الطالب، وكذلك المطالبة بمكاتب للإشراف التربوي بجميع ولايات المحافظة الأربع. ومن ضمن المطالبات أيضًا الفصل بين الجنسين من الطلاب والطالبات بمدارس المحافظة، والتركيز على مشكلة عدم استقرار الهيئات التدريسية والإشرافية بمحافظة الوسطى، وأيضا زيادة مدة إجازات الأمومة والوضع لمعلمات المحافظة، وزيادة علاوة مشقة للمعلمين الذين يقطنون بمسافات بعيدة للوصول لمدارسهم، وكذلك توفير تأمين صحي للمعلم بالمستشفيات الخاصة، وتوفير غذاء صحي مجاني لطلاب المدارس.
هذا؛ وأكد معلمو ومعلمات الوسطى على مقترحات زملائهم المعلمين بالمحافظات الأخرى مثل زياردة الرواتب، ووجود نقابة للمعلمين، والعناية بتعزيز وتحفيز المعلم، وتعزيز مكانته الاجتماعية.
وحول أهمية اللقاءات التي تمت بجميع محافظات السلطنة، قال محمد بن خلفان العاصمي باحث تربوي بمجلس الشورى: من واقع عملي السابق في وظائف مختلفة بوزارة التربية والتعليم ولفترة طويلة، ومن واقع اطلاعي على العديد من تجارب الدول التي تحتل مراكز متقدمة على مستوى جودة مخرجات التعليم، أدرك جيدا أن حجر الزاوية في العملية التعليمية هو المعلم فمتى ما كان لدينا معلم جيد ومُعد إعدادا مثاليا ومدرب بأسلوب علمي صحيح مزود بجميع الخبرات التي تحتاجها العملية التعليمية، ومتطور في أثناء خدمته ويلقى الرعاية والتقدير اللازمين من قبل المؤسسة التعليمية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، كان لدينا تعليم جيد.. وأضاف العاصمي: لذلك جاءت هذه الدراسة والتي تبنتها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى من خلال تبنيها لموضوع سياسات التعليم بالسلطنة.. والتي جاءت ملامسة لواقع المعلم الذي يعيشه، ولنقل هذا الواقع كما هو ومقارنته بمثيله من المعلمين في بقية الدول، ومن ثم رفع هذا الواقع للمختصين حتى يتم علاج القصور الذي يعانيه المعلم. ويقول العاصمي: من وجهة نظري أننا نحتاج لتخطيط طويل الأمد وتخطيط قصير الأمد لعلاج بعض المعوقات الحالية، ومن ثم سنصل إلى واقع أفضل للمعلم بالسلطنة دون التركيز على الحلول الوقتية الطارئة التي قد تحل بعض الإشكاليات. ولهذا جاءت الزيارة الميدانية كجزء مهم ومحور أساسي من محاور الدراسة.
وفي ختام حديثه، قال محمد العاصمي: أتمنى أن يتبلور هذا التعاون والانسجام والمشاركة بين مؤسسات الدولة إلى واقع وحلول ملموسه من مبدأ العمل الواحد والشراكة في بناء الوطن.