أكد سعادة عبد العزيز بن سليمان التركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السلطنة؛ بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، أن المناسبة ذكرى مضيئة في تاريخ المملكة، تؤكد على مشاعر الوحدة والبناء والتماسك.
وقال: "تحتفل بلادنا في هذا اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر من هذا العام بالذكرى الثالثة والثمانين لليوم الوطني لها؛ وفيها تتجدد ذكرى الوحدة والبناء والتماسك والعطاء في بلد وهبه الله من الخصوصيات ما لا يوجد في سائر البلدان". وأضاف أن المواطن السعودي ليَفخر بأنه ينتمي إلى بلد هبط فيه الوحي، ومنه شعت الرسالة، وإليه يأرز الإسلام، وهو حين يعيش فرحة الاحتفاء باليوم الوطني فإنه يستذكر بكثير من الاعتزاز كل تلك المعاني والذكريات، كما يستذكر اليوم الذي تم فيه إعلان اسم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ، وتوحيد البلاد السعودية تحت راية واحدة. وتابع: "حريٌّ بنا أن نستحضر في هذا اليوم الملامح المضيئة لمسيرة الوطن والسيرة العطرة للبطل الرمز موحد وباني هذا الكيان الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- والتي حمل رايتها من بعده أبناؤه البررة -رحمهم الله جميعا- وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- الذي واصل المسيرة على خطى من سبقه، يشد عضده سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في خطوات واثقة من أجل البناء والتعمير وتعزيز علاقات المملكة مع الأشقاء والأصدقاء". وأوضح أن الهدف الأسمى للملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- خلال جهاده الطويل، هو إقامة شريعة الله من منابعها الصافية كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وتراث السلف الصالح، وحرص على الشورى كمبدأ إسلامي، ولقد حقق الملك عبدالعزيز هذا الهدف وجعله أساساً قامت عليه دولته الفتيَّة منذ أيامنا الأولى وإلى يومنا هذا، ونستدل في ذلك بكلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى عام 1349هـ: "إنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في هذه الدائرة أحرار في سن كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لصالح البلاد على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية".
وإذا كانت المملكة العربية السعودية استطاعت منذ ثلاثة وثمانين عاماً بناء علاقات أخوية وصداقة متينة مع الدول الشقيقة والصديقة على مستوى العالم، فإننا نستطيع التأكيد على أن علاقات المملكة العربية السعودية مع شقيقتها سلطنة عمان تتجاوز الجغرافيا وكل الرسميات والبروتوكولات، باعتبار أن العلاقات المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين ليست وليدة اليوم، وإنما هي علاقة أخوية متينة متجذرة وضاربة أعماقها في التاريخ قائمة ومستمرة منذ القدم قوامها الإسلام والعروبة والجوار والتاريخ المشترك، يمدها عدد من العوامل المهمة المتمثلة في الامتداد الجغرافي والاجتماعي والثقافي والتجانس في العادات والتقاليد والترابط المتين الذي تجذره يوماً بعد يوم المصالح المشتركة بين أبناء البلدين بمزيد من الحيوية والخصوصية والتفرد.
وزاد سعادته: "يشرفني بهذه المناسبة أن أرفع تحية إجلال وإكبار للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم باني النهضة العمانية الحديثة الذي جعل بلاده واحة للأمن والاستقرار والرخاء؛ داعيا الله سبحانه وتعالى أن يديم على الجميع نعمه وآلاءه". وختم بالقول: "في نهاية كلمتي يشرفني في هذه المناسبة الكريمة أن أنقل إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وحكومته الموقرة وشعب سلطنة عمان الشقيق تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- كما يُشرفني أيضا أن أهنئ قيادة وحكومة وشعب المملكة بهذا اليوم المبارك وإحياء ذكراه العزيزة على قلوبنا".