مسقط - الرؤية
تصوير/ خميس السعيدي
نظمت وزارة الصحة ممثلة في دائرة شؤون التمريض والقبالة صباح أمس الندوة الثالثة للبحث العلمي في مجال التمريض، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل الوزارة لشؤون التخطيط بقاعة العلوم الصحية بالوطية، وشارك في الندوة عدد من القيادات المختصة في مجال البحث العلمي والعديد من الكوادر والقيادات التمريضية الخليجية والكوادر الطبية العاملين بالمؤسسات الصحية في مختلف محافظات السلطنة، إضافة إلى قيادات وكوادر الفئات الأخرى في القطاع الصحي بالسلطنة.
والهدف الرئيسي من هذه الندوة هو مناقشة وتعزيز الخدمات القائمة على الأدلة واستخدام البحث العلمي في مجال التمريض لتتلاءم مع التوجهات الإستراتيجية للرؤية المستقبلية للصحة 2050م.
حيث ألقى سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل الوزارة لشؤون التخطيط وراعي المناسبة كلمة تحدث فيها عن التحديات التي تواجه تنفيذ البحوث الصحية للوصول للنظرة المستقبلية للصحة المستدامة 2050 وما تقوم به الوزارة بشكل عام في سبيل تمهيد الطريق للدفع بعجلة البحوث لتكون السلطنة في مقدمة دول المنطقة في مجال البحوث الصحية.
كما أوضح سعادته في كلمته توجه الوزارة لتشجيع البحوث الصحية بوضع ذلك في اشتراطات ترقيات الكوادر الصحية إلا أنّ الهدف الرئيسي من عمل البحوث هو الاستفادة من نتائج البحوث لتغيير القوانين الخاصة بتقديم الخدمة للمرضى والمستفيدين، ولقد خصصت الوزارة وللمرة الأولى موازنة خاصة للبحوث الصحية ومتابعتها.
وفي ختام كلمة سعادته أشار إلى ما يواجه النظم الصحية في العالم من مشكلات صحية وسلوكية تتطلب دراستها علمياً لتستطيع الدول مواجهتها وخاصة الأمراض غير المعدية، كما أضاف سعادة الدكتور أن التعاون القائم حالياً مع جامعة السلطان قابوس ومجلس البحث العلمي في سبيل دفع عجلة البحوث الصحية وبناء قدرات الكوادر الصحية العمانية لتكون جاهزة لعمل البحوث والاستفادة منها.
وشمل برنامج الندوة عدة أوراق عمل مختلفة تم إلقاؤها من قبل المختصين في مجال البحوث العلمية الصحية، حيث قدم الدكتور ماجد المقبالي مدير شؤون التمريض والقبالة ورقة عمل بعنوان "تشكيل أبحاث التمريض لتتماشى مع الرؤية الصحية لوزارة الصحة 2050 " حيث تطرق فيها إلى الأهمية القصوى أن تكون الممارسة المهنية للكوادر التمريضية بأنّ تكون مبنية على البراهين والأدلة العلمية، كما تطرّق المقبالي إلى دور وزارة الصحة في تحقيق التوجه الإستراتيجي وخاصة المحور السادس من رؤية الخدمات التمريضية 2050 فيما يخص دعم البحوث التمريضية لتقديم أدلة صحيحة ومناسبة والتي يمكن تطبيقها لتحسين نتائج الرعاية وإبلاغ وضع السياسات، كما تمت مناقشة إستراتيجيات وزارة الصحة التي من ضمنها تشكيل مجموعة عمل مهنية لإجراء الدراسات والبحوث العلمية في مجال التمريض تماشيًا مع رؤية الصحة 2050 وكذلك فتح آفاق التعاون مع كبريات الجامعات الأمريكية في مجال البحوث التمريضية.
كما قدمت الدكتورة روبي روس من الولايات المتحدة الأمريكية وهي خبيرة وباحثة وناشرة في مجال البحث العلمي ورقة عمل في مجال "الآليات والتحديات في جمع وتوثيق البيانات"، حيث تطرقت إلى التحديات التي تواجه الكوادر المهنية فيما يختص باستخدام البيانات وإجراء البحوث والدراسات في الجوانب الهيكلية والتعليمية للمؤسسات الصحية والحلول التي من خلالها يمكن أن يتم استغلال البيانات الخاصة في إجراء الدراسات والبحوث العلمية.
بالإضافة إلى خبرات محلية تمت دعوتها للمشاركة في هذه الندوة، حيث قدمت الدكتورة عذراء بنت هلال المعولية مديرة دائرة الأبحاث والدراسات بالوزارة ورقة عمل بعنوان" البحث العلمي في الرؤية الصحية 2050 " تناولت فيها أهمية البحوث الصحية ودورها في الأبحاث المستمرة في المجال الصحي من تطوير ورفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع
كما أشارت المعولية إلى أن الرؤية الصحية 2050 تتمحور حول وضع السلطنة في المقدمة الداعمة للأبحاث العلمية في مجال الصحة ويأتي هذا عن طريق دعم وتطوير جودة البحث العلمي وتحديد الأولويات اللازم بحثها بما يقدم الخدمة الصحية ورفع جودتها.
فيما قدمت الدكتورة إسراء الخاصمنة الأستاذ المساعد ونائب عميد كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول " الكفاءات الفردية والمؤسساتية لتطوير البحث المبني على الأدلة والبراهين" تطرقت فيها عن أهمية البحث العلمي المبني على جمع الأدلة والبراهين في تطوير مهني التمريض ورفع كفاءته.
وتزامنت الندوة مع دورة تدريبية لفئات التمريض والذي سوف تستمر لمدة أربعة أيام متتالية 23-26 سبتمبر 2013م بقاعة العلوم الصحية بالوطية، حيث هدفت هذه الدورة التدريبية إلى تعزيز كفاءات المشاركين في استخدام البحث العلمي في مجال التمريض، كما سيتم التركيز في هذه الدورة على أهمية التخطيط للدراسة البحثية في تحديد المشاكل الصحية التي تحتاج إلى البحث وفهم المكونات الأساسية للدراسة البحثية وكيفية استخدام أساليب البحث النوعي والكمي واستخدام الأساليب والأسس السليمة طبقاً لمنهجية البحث العلمي وكيفية إجراء ومراجعة الأدبيات العلمية. وسوف تتم مناقشة كيفية وضع نهج منتظم لتحديد أعمال الباحثين الآخرين وتقييم الدراسات التي نشرت من قبل الباحثين الآخرين وفهم أهمية الكتابة في شكل علمي لمنهجية البحث العلمي.