الطائي: ضرورة تهيئة المناخ للشباب وتحفيزهم على الإبداع والتميز
الكلباني: جائزة الرؤية لمبادرات الشباب فريدة في دعم المواهب والقدرات الشبابية
الرؤية- مدرين المكتومية
تصوير/ راشد الكندي
ناقشت الحلقة التعريفية بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب والتي أقيمت هذا الأسبوع في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، العديد من الموضوعات التي شملت دعم الأفكار البناءة وتحفيز الإبداع وتوسيع قاعدة المشاركة في الجائزة.
وقد رعى سعادة الشيخ صالح بن ذياب الربيعي والي عبري الحلقة التعريفية والخاصة بأساسيات ومبادئ ريادة الأعمال، والتي أقامتها الجريدة بالتعاون غرفة تجارة وصناعة عمان، وشاركت فيها مجموعة من الشباب والمهتمين من مختلف شرائح المجتمع. وقد شهدت حلقة العمل إقبالا كبيرًا من قبل العديد من مؤسسات المجتمع المدني وفريق صدى الشباب وفريق الظاهرة لتنمية المواهب. وتخللت الحلقة مجموعة من الفقرات المنوعة؛ حيث بدأت بالقرآن الكريم، ثمّ كلمة ترحيبة للشيخ علي بن صالح الكلباني رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بالظاهرة.
وقال الكلباني إنّ مبادرة الرؤية تعد الأولى من نوعها في السلطنة، وهي خطوة مباركة تعكس الدور المنوط بالمؤسسات الإعلاميّة. وأشاد الكلباني بالجائزة باعتبارها تجربة ثرية تخرج بها الرؤية عن عملها التقليدي كوسيلة أعلامية إلى منبر للاحتفاء بالمواهب والقدرات الشبابية المتميزة، بما يمثل دعمًا معنويًا كبيرًا للشباب، فضلا عن رصد المكافآت المالية من خلال الجائزة.
وقال الكلباني إنّ حضور كافة أطياف المجتمع وشرائحه في هذه الحلقة التعريفية، يؤكد على الأهمية الكبيرة في دعم الشباب، مشيدًا بحضور الرجال والنساء على السواء والمسؤولين والباحثين عن عمل بجانب أصحاب وصاحبات الأعمال. وأوضح الطائي أنّه كانت هناك رغبة حقيقية في توجيه الدعوة لكافة الفئات المجتمعيّة، وألا يتوقف الأمر عند المؤسسات الحكوميّة، لما تؤمن به الرؤية بالدور البارز لمؤسسات المجتمع المدني. وتابع أنّه أولى حرصًا شخصيًا لتوجيه الدعوات لمجموعة من المؤسسات، سواء حكومية أو مجتمع مدني، كما وجّه الدعوة إلى فريق "أسرة الكتاب والأدباء" بمحافظة الظاهرة، وهو فريق جديد تحت التأسيس، وكذلك مجموعة الظاهرة لتنمية المواهب الشبابية، بجانب مجموعة شبابية تطوعية من أجل مكافحة السرطان، وحملة "بسنا حوادث"، وأصحاب الحملات الإلكترونية بجانب العديد من المجموعات والشخصيات. وأوضح أنّ إدارة الغرفة حرصت على استضافة معظم شرائح المجتمع، ضمن الخطوات التي تقوم بها للتعريف بريادة الأعمال وطبيعة الجائزة. وأشار الطائي إلى الدور البارز الذي يلعبه فرع غرفة وتجارة الظاهرة، سواء من الناحية الإعلامية أو الاقتصادية بما يخدم الأهداف الوطنية في تنمية المجتمع وتعزيز الاقتصاد.
عبري الواعدة
وأعقب ذلك كلمة ألقاها حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، قال فيها: "سعداء بأن نكون بينكم في هذا اليوم المبارك، في عبري الواعدة، وهي الواعدة حقا بأبنائها وبناتها وجميع شبابها ممن يعملون بشكل يومي في مختلف القطاعات وفي شتى المجالات من أجل رفعة هذا الوطن العزيز". وأوضح الطائي أنّ الهدف من الندوة التعريف بواحدة من المبادرات التي قامت بها جريدة الرؤية، وهي تأتي ضمن سياق وفكر واضح بدأناه مع بداية الجريدة، لكي يشارك الإعلام ليس فقط في نقل الحدث، وإنّما أيضًا في هذه المرحلة التنموية من بلادنا التي تحتاج إلى إعلام يتخذ موقفًا متقدمًا في صناعة الحدث وطرح المبادرات والتفاعل مع الشباب ومع المجتمع في مختلف قضاياه، لأنّ أساس العمل هو خدمة المجتمع. وزاد الطائي بالقول إنّ المبادرة تنطلق من فكر جديد ورؤية أشمل للمجتمع، ويجري ذلك كله من خلال التقاء الشباب والمجتمع عبر الزيارات التي تجوب أنحاء السلطنة، وكذلك التفاعل مع قضايا المجتمع صغيرة كانت أو كبيرة. وأوضح أنّ الفكرة التي تنطلق من مبدأ إعلام المبادرات، تركز على هذه المرحلة من حياة الوطن، والمشاركة في التنمية والنهضة العمانية المباركة، والتي لن تتقدم د المخلصة. وتتواصل دون مشاركة الجميع، وتضافر الجهود.
وأشار إلى أنّه لا يمكن القول إنّ الحكومة مسؤولة عن كل شيء، وهو ما تتضمنه المبادرة، حيث إنّها تسعى إلى المشاركة جنبا إلى جنب مع الجهود الحكومية، في الارتقاء بالشباب وتوضيح الأفكار وتنميتها بما يتماشى مع طموحات الشباب. وشدد الطائي على أنّه بات من الضروري أن يقوم الجميع بدوره في التنمية، على أن تتفرغ الحكومة للمشاريع الاستراتيجية والكبيرة، فيما يقوم القطاع الخاص لاسيما خلال الفترة المقبلة بتقديم الكثير من أجل رفعة الوطن، ودعم الشباب بمختلف القطاعات. وأوضح الطائي في كلمته أنّ غرفة تجارة وصناعة عمان تمثل جزءًا من المجتمع المدني، بمعنى أنّها من المؤسسات التي تعمل على مساعدة الحكومة في تحقيق التنمية المرجوة والمنشودة، بهدف الوصول إلى المواطن وهو الهدف والأساس، المواطن المسؤول والمواطن الواعي الذي يحافظ على منجزات وطنه، ويحافظ على العمل التنموي.
جهود كبيرة
وتابع الطائي يقول إنّ الحكومة تبذل جهودًا كبيرة في خدمة المواطن والعمل من أجله، غير أنّ القطاع الخاص مطالب خلال المرحلة المقبلة أن يمسك بزمام الأمور، ويتبنى الشباب ويعمل على تطوير مهارات الكوادر الوطنية. وأشار الطائي إلى خطاب حضرة صاحب الجلالة أمام مجلس عمان، حين دعا القطاع الخاص- وفي سياق التوظيف والبحث عن وظائف- إلى مساعدة الحكومة في توظيف الشباب؛ حيث إنّ الحكومة لن تكون قادرة على توفير الوظائف دائمًا. وقال الطائي إنّ الهدف من الوظيفة تحقيق العيش الكريم وزيادة الإنتاج، وهذان الهدفان يتحققان جليًا من خلال العمل بالقطاع الخاص، فالهدف أن يصبح المواطن العامل منتجًا وأن يخدم البلد ويخدم نفسه. وأوضح أنّ العمل يمثل هوية من يعمل فيه، وتتنوع الأعمال وتتباين، لكن المؤكد أنّ الجميع يخدم الوطن والتنمية. وأشار الطائي إلى ما يواجهه القطاع الخاص من مشاكل وتحديات كثيرة، وينبغي الاعتراف بأنّ الطريق ليس مليئًا بالورود، فالعمل في القطاع الخاص يتطلب ساعات عمل طويلة ويتضمن كذلك المخاطرة برأس المال، وغيرها من التحديات، ولكن التفكير الإيجابي يقول إنّ هذه المشاكل والتحديات ينبغي أن تتحول إلى فرص عظيمة تحقق الأهداف المرجوة. وتابع موجهًا حديثه إلى الشباب: "أنت كإنسان مبتدئ يمكنك أن تكون إنسانًا منتجًا في بلدك وقادرًا على أن تساهم في التنمية... وشبابنا في الظاهرة بفضل معرفتي بهم في الفترة الأخيرة وخاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، هم من خيرة الشباب، ومجتهدين ولهم إبداعات وابتكارات، فقط علينا أن نخلق البيئة التي تحفز هؤلاء الشباب للانطلاق إلى مجالات أرحب، لأن هذه الأفكار والابتكارات والإبداع لا يقف في عقل المرء وفي ذاته، وإنما عليه أن يخرج إلى الواقع، حتى تتحول هذه الفكرة البسيطة إلى فرص عظيمة من الوظائف والقيم المجتمعية".
وأوضح الطائي بمثال حي على أنّ الشباب هو وقود الإبداع، قائلا إنّ مبتكر فيسبوك وتويتر، كانوا طلابا في الجامعة، وكانوا يمتلكون الفكرة وحققوها كمشروع طلابي، وفجأة تحول الأمر إلى محرك رئيس للأحداث حول العالم. وأشار إلى أن الأفكار البسيطة عندما يتم تطويرها والعمل عليها تتحول إلى نهضة شاملة، وهذه الأفكار هي التي تصنع المستقبل والاستثمارات، وهي التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج كبيرة.
ولفت الطائي خلال حديثه إلى دور الإعلام، مشددًا على الدور الحيوي والبارز للإعلام في المجتمع، موضحًا كذلك أنّ الإعلام في هذه المرحلة عليه أن يعمل على دعم الأفكار، حتى تظهر على أرض الواقع ويتعرف عليها المجتمع، سواء من قبل المستثمرين أو المستهلكين.
وأكّد الطائي على أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب من المؤمل أن تكون مفتاحا لنجاح لكثيرين، فعلى الرغم من أنّ عدد الفائزين سيكون محدودًا، إلا أنّ كل من شارك سيكون قادرًا على أن عرض فكرته ومشروعه، الذي ربما يلقى الدعم من أي جهة، مشيرا إلى أنّه سيتزامن مع توزيع الجوائز معرض مصاحب لكثير من الإبداعات ليس بالضرورة لأشخاص فائزين، لكنّها إبداعات تستحق الإشادة والتنفيذ.
تنمية المواهب
إلى ذلك، ألقى ناصر بن حمد العبري رئيس فريق "الظاهرة لتنمية المواهب" كلمة تقدم فيها بالشكر إلى حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية على هذه الزيارات المكوكية التي تشمل جميع محافظات السلطنة، مشيدًا بالجهود المبذولة في طرح جائزة الرؤية لمبادرات الشباب. وقال العبري إنّ الجائزة تسهم في تنمية المواهب الشبابية وإتاحة الفرص أمام الجميع للإبداع والابتكار في جميع المجالات، موضحا أنّ هذه المسابقة تعزز الارتقاء بالفكر الذي يتطلب الرعاية الحقيقية لتحقيق الأهداف المنشودة. وأضاف أنّ هذه المسابقة تتيح للشباب فرصة طرح الأفكار وتوجيه العقول للمبادرة والتفكير، وفتح مجالات واسعة للوفاء إلى الوطن وقيادته الحكيمة.
فيما استعرض إبراهيم الهادي مدير الاشتراكات بجريدة الرؤية من خلال عرض مرئي تفاصيل الجائزة، وقال إنّها تنقسم لسبعة مجالات هي: المجال العلمي، ومجال الثقافة والفنون، وأفضل مشروع إعلامي، بالإضافة إلى أفضل مشروع إلكتروني، والمجال الرياضي إلى جانب العمل التطوعي وخدمة المجتمع، وأفضل مؤسسة أو شركة ناشئة. وأوضح أنّ لكل مجال جائزتين، الأول يحصل على مبلغ قدره 1500 ريال عماني فيما سيحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ قدره 1000 ريال.
وقدّم ناصر التوبي مدرب التنمية بمركز "الطموح الشامخ" عرضًا مرئيًا لمبادئ وأساسيات ريادة الأعمال، شهدت مشاركة تفاعلية مع الحضور. وأعرب الحضور فيها عن الاستفادة بما تمّ طرحه، كما تضمنت العديد من النقاشات بين المحاضر والمشاركين الذين عبروا عن رغبتهم في التعرف على أسس ومبادئ ريادة الأعمال.
وفي نهاية حلقة العمل تمّ فتح الباب للنقاشات والاستفسارات، والتي تركزت في معظمها على ماهية وشروط الجائزة.
وتداخلت سمية اليعقوبية وهي إعلامية ومديرة تحرير مجلة إلكترونية، متسائلة عن الجانب الإعلامي من الجائزة، والشروط المتعلقة بالمهنيّة والمصداقية، وما يتعلّق بكيفية تقييم المادة الإعلامية المتنافسة، ومن سيحدد مهنية ومصداقية هذا المشروع من عدمه. وأضافت في تساؤلاتها قائلة: هل يشترط أن تكون المشروعات مجرد أفكار، أم أنّها مشاريع قائمة ومسجلة كملكية فكرية، وكذلك في جانب الإعداد وتقديم البرامج الإذاعيّة والتليفزيونية، هل التقديم يشترط أن تكون هناك فيديوهات حول المهارات أو المشروع.
وجاء الرد من حاتم الطائي، رئيس التحرير، بالقول إنّ جميع المشاريع المقدمة ستخضع إلى تقييم لجنة التحكيم، والتي ستقوم بفحص المشروع المقدم والتأكد من كونه فكرة جديدة، وليس منقولا من وجهة أخرى، وأن تكون الأفكار المطروحة إبداعية وخلاقة ومتطورة، فضلا عن البحث عن المصداقية في الطرح والتناول الإعلامي. وفيما يخص أعداد البرامج الإذاعية، قال إنّها يجب أن تكون مقدمة في أحد البرامج، وليست فقط مجرد فكرة بسيطة، فهذا لن يؤهلها للمشاركة.
وتداخل أحد الحضور، قائلا إنّ هذا اللقاء هو مبادرة من الرؤية يسهم في إثراء أفكار الجميع، وهو لقاء متميّز يستحق الشكر والإشادة لكافة العاملين عليه، وتساءل عن قيمة الجائزة، وهل ستمنح للمشاريع القائمة حاليًا، أم أنّها للأفكار والإبداعات الشبابية المختلفة، وما إذا كان هناك دعم لوجستي حقيقي سيتم تقديمه للفائزين، كما تساءل عن التنسيق بين جريدة الرؤية وبين الصناديق القائمة التي تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كصندوق الرفد وسند وبنك التنمية العماني.
وأوضح الطائي أنّ الجائزة تضم سبع مجالات، وستقدم 14 جائزة لـ14 فائزا وفائزة، وسيحصل الفائز الأول في كل مجال على 1500 ريال عماني، بالإضافة إلى شهادة تقدير، فيما ستكون قيمة الجائزة الثانية 1000 ريال وشهادة تقدير كذلك. وسيتم منح الجائزة حسب كل مجال، ففي مجال الإبداع والكتابة أعمال غير منشورة، ولكن في مجال ريادة الأعمال والشركات يجب أن تكون الشركة قائمة بذاتها على الأقل لمدة 3 سنوات، بحيث يتم تقييم المشروع ومدى الفائدة التي حققها في المجتمع. وتابع الطائي أنّ الدعم في مرحلة ما بعد الجائزة لن يكون للفائزين فقط، بل سيكون هناك معرض مصاحب للحفل، وستعرض فيه مجموعة من الاعمال المتميزة، وليس بالضرورة الأعمال الفائزة، وسيكون تقديرًا للشباب والأفكار.
فيما تساءلت إحدى المشاركات في حلقة العمل، عن معايير الاشتراك في التصوير الفوتوغرافي؛ وجاء رد الطائي قائلا إنّ جائزة هذا العام لن يتم التركيز على التصوير الفوتوغرافي موضوع معين، وسيكون الأمر مفتوحًا للجميع وكافة الأفكار، بشرط أن تكون فكرة الصورة مبدعة وخلاقة، وسيتميّز في ذلك المحترفون.