اتخذت قوات الأمن المصرية، بمحافظة السويس، إجراءات أمنية مشددة صباح أمس، في محيط الكنائس بالمحافظة، بعد تفجير وقع قرب إحدى كنائس المدينة. وفي المنيا ألقت الشرطة القبض على 16 شخصاً على خلفية الأحداث الطائفية التي نشبت بالمحافظة مساء السبت.
وأفاد مصدر أمني بالمحافظة بإصابة ثلاثة من المارة إصابات طفيفة، إثر انفجار وقع مساء السبت، داخل صندوق كبير للقمامة على مسافة عشرة أمتار من الكنيسة اللاتينية بالمحافظة، وقامت قوات الشرطة بفرض طوق أمني حول الموقع بعد الانفجار.
وقال المصدر إن القوات اتخذت إجراءات أمنية مشددة، ووجهت تعليمات لقوات الأمن بضرورة اتباع إجراءات التفتيش مع أي مشتبه به، وذلك من أجل التأمين.
وقال اللواء حسن عيد، نائب مدير أمن السويس (المدخل الجنوبي للمجرى الملاحي العالمي قناة السويس) في تصريحات سابقة للصحفيين، إن خبراء المفرقعات، الذين كتبوا تقرير الحادث، قالوا إن السبب لم يكن ناجمًا عن عبوة ناسفة، كما رجحت المصادر الأمنية سابقا، وإنما عن محدث الصوت (نوع من المتفجرات أشبه بالألعاب النارية التي تحدث صوتا عاليا) وأن الهدف كان إحداث حالة من الهلع في المنطقة.
في المقابل، أكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بالسويس المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، في بيان له، أن مظاهرات التحالف سلمية وأن السويس محافظة آمنة، وأعرب عن تخوفه من "استغلال الجهات الأمنية لهذه الأحداث لتكون السويس (مثل) دلجا (قرية بمحافظة المنيا جنوبي مصر) وكرداسة (بمحافظة الجيزة جنوب غرب) جديدة" اللتين تنفذ فيهما قوات الأمن حملات أمنية مشددة للقضاء على ما تصفه بالبؤر الإجرامية والإرهابية.
وأضافت المصادر أن عددًا من أبناء قرية "عزبة زكريا" التابعة لمحافظة المنيا أضرموا النيران في سبعة منازل، وعدد من حظائر الماشية ترجع ملكيتها لأقباط، مشيرة إلى أن من قام بعملية الحرق من المسلمين، على خلفية اشتعال حالة من الغضب بعدما تردد من أنباء بين أهالي القرية عن اعتداء شاب قبطي على فتاة مسلمة تعاني من اضطراب نفسي في القرية.
ووفق المصادر الأمنية، فقد تمكنت الشرطة من فرض سيطرتها على القرية واعتقلت 16 من المسلمين، وتم التحفظ على الشاب القبطي، كما تسعى الأجهزة الأمنية لإخراج أسرته مؤقتا من القرية خشية الاعتداء عليها.
وأضافت المصادر أن النيابة تجري تحقيقاتها مع المقبوض عليهم، بينما تواصل أجهزة الأمن بالمنيا عمليات تمشيط القرية.
ويسود الود العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر بصفة عامة، لكن تطرأ بين الحين والآخر بعض الخلافات والنزاعات لعدة أسباب أبرزها نزاع على ملكية أراضٍ أو بناء وتوسعة كنائس، أو علاقات زواج بين الطرفين.
ويشكل الأقباط ما بين 6% و10% من المصريين البالغ عددهم 90 مليوناً، وهم أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط.