مسقط- الرؤية
حصلت الشركة العمانية لخدمات الصرف الصحي "حيا للمياه" موخراً على اعتراف دولي ورسمي من قبل الأمم المتحدة، بعد أن نجحت الشركة في تسجيل مصنع الأسمدة الطبيعية التابع لها في ولاية العامرات ضمن المشروع البيئي العالمي "آلية التنمية النظيفة" أو ما يدعى إصطلاحا بال "سي دي أم" الذي أقرته الأمم المتحدة من خلال معاهدة "بروتكول كيوتو".
ويلزم البروتوكول الدول الصناعية الكبرى في الحد من تلوث الهواء والتقليل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وما قد يصاحبه من تأثير مباشر على المناخ ومن ثم على طبقة الأوزون.
ويأتي في إطار الحرص الدائم الذي توليه الشركة بأهمية المحافظة على البيئة والمتمثل في تنفيذ العديد من المشاريع المختلفة من أجل إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في ولايات محافظة مسقط. وجاء تسجيل مشروع مصنع الأسمدة الطبيعية ضمن مشروع آلية التنمية النظيفة التي تتبناه معاهدة كيوتو، كتأكيد للدور الحيوي الذي تقوم به حيا للمياه في سبيل المحافظة على البيئة وصون مواردها الطبيعية، فضلا على توفير حياة أفضل لجميع القاطنين في ولايات محافظة مسقط. وقد قامت وزارة البيئة والشؤون المناخية بإصدار قرار وزاري رقم 30/2010 في أغسطس من عام 2010 يعنى بإنشاء لجنة وطنية متخصصة لتنظيم واعتماد مشروعات آلية التنمية النظيفة تحت مظلة معاهدة كيوتو.
من جانبه، أبدى المهندس حسين بن حسن عبدالحسين الرئيس التنفيذي لحيا للمياه ارتياحه التام لهذا الإنجاز غير المسبوق في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنّ هذا الإنجاز وما سبقه من إنجازات متتالية ما هي إلا ترجمة صريحة وواضحة للنهج الريادي الذي تنتهجه حيا للمياه في جميع أعمالها ومشاريعها، مستلهمة من الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة- حفظه الله ورعاه- كل ما من شأنه الدعوة إلى الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها، لا سيما وأنّ عماننا الحبيبة تعتبر من الدول الأوائل التي أنشأت وزارة تعنى بالبيئة والشؤون المناخية. وتطرق عبد الحسين إلى أن تسجيل هذا المصنع هو دليل آخر أيضًا على مدى حرص حيا للمياه القيام بدورها في مجال صون البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية، مؤكدا أنّ جميع المشاريع التي تنفذها الشركة تهدف أولا وأخيرًا إلى حماية البيئة وخدمة المجتمع من خلال القضاء على أسباب التلوث الناجمة من جراء طفح مياه المجاري التي تعاني منها الولايات في محافظة مسقط، والتي تعتبر مصدراً مباشرا للتلوث وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتأثير على المناخ على مستوى العالم. هذا وينتهز الرئيس التنفيذي هذه الفرصة لتهنئة الفريق الذي أشرف على إنجاز هذا المشروع الحيوي الهام الذي جعل من عمان اسما يتردد صداه على مستوى المحافل الدولية. وفي هذا الصدد، قال المهندس سالم الشيدي مدير البيئة في حيا للمياه المشرف على هذا المشروع الحيوي، إنّ مشروع آلية التنمية النظيفة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي يسهم بفعالية في الحد من انبعاث الغازات وبالأخص غاز الميثان الذي غالبا ما ينبعث من مكامن مياه الصرف التقليدية، وتعتبرالحمأة التي تنتج بعد معالجة مياه الصرف الصحي واحدة من المشكلات التي تسبب تلوثا للبيئة، حيث كانت في السابق ترمى هذا الحمأة في المرادم العامة؛ الأمر الذي يجعل الغازات الحبيسة -كالميثان مثلا- تنتشر بسرعة فائقة مسببة تلوثا جسيما للهواء في تلك المناطق.
وأضاف الشيدي، أنّ مشروع تسجيل مصنع الأسمدة بولاية العامرات ضمن "آلية التنمية النظيفة" قد مر بمراحل صعبة ومتعددة نظرا لوجود الكثير من المعايير البيئية الدقيقة التي لابد من استيفائها والتحقق منها لارتباطها الوثيق والمباشر بالبيئة ومواردها الطبيعية وما قد يصاحب ذلك من أضرار بالغة في حالة الإخلال بها، ولكن ولله الحمد وبتعاون الجميع في حيا للمياه ابتداء من الإدارة العليا ومرورًا بالمستويات الإدارية المختلفة وانتهاء بالموظفين كلا حسب اختصاصه، فضلا على التنسيق مع العديد من الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة البيئة والشؤون المناخية تحقق لنا ما كنا نصبو إليه ونخطط له. وكنتيجة لتلك الجهود المضنية والمثمرة، ها نحن نتلمس ثمرات تلك الجهود بتسجيل هذا المشروع كأحد المشاريع المعترف بها دوليا لدى الأمم المتحدة. وأضاف الشيدي أنّ مصنع الأسمدة الطبيعية الوراد الذكر والذي أطلق عليه اسم "كلأ" قد تم تشييده وفق أحدث المواصفات والتقنيات العالمية الحديثة، وروعيت فيها كافة الوسائل المتعلقة بحماية البيئة ومصادرها الطبيعية، ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع إلى 40 طنا سنويا، وهذا بدوره سوف يعزز من مكانة حيا للمياه محليًا وعربيًا وإقليميًا وخاصة فيما يتعلق بالبيئة والمحافظة عليها وعلى مصادرها الطبيعية. وفيما يخص ديناميكية العمل في المصنع، قال الشيدي إنّ فكرة إنتاج الأسمدة الطبيعية في مصنع كلأ تستند أساسًا على تحويل الرواسب الناتجة من معالجة مياه الصرف الصحي إلى سماد عضوي باستخدام تقنية الأكوام الهوائية المفتوحة.