تويت
الرؤية- مدرين المكتومية
قال سعادة سالم المحروقي وكيل وزارة التراث لشؤون التراث في تصريح خاص لـ"الرؤية: إنّ معرض عمان والبحر يمثل نافذة عملية وتجربة تساعدنا في تطوير مشروع المتحف البحري بصور، بحيث تتم الاستفادة منها في البرنامج التنفيذي للمشروع بالتعاون مع متحف امستردام البحري الذي تمّ الاجتماع بالمسؤولين عنه في باريس خلال زيارتنا لهم ومن المتوقع والمخطط أن يصل في بداية نوفمبر فريق لعقد اجتماعات مع الجهات المعنية وزيارة موقع المتحف ومناطق من المدن الساحلية، ليتم تقييم ما تم إنجازه حتى الآن من أجل الإعداد للبرنامج المساحي لبرنامج المقتنيات الذي يشمل تقييم ما هو متاح الآن وبرنامج الاقتناء المستقبلي وجانب الخدمات الأساسيّة التي يقدمها المتحف في مجال التعليم وخدمة الزوار والمكتبة المرجعيّة.
ويأتي هذا المشروع ليمثل امتدادا للنقلة النوعية التي يجري تنفيذها في منظومة المتاحف مشتملا على مشروع المتحف الوطني الذي دخل مرحلة التجهيزات الداخلية، إضافة إلى مشروع متحف التاريخ الطبيعي بعد زيارة الفريق الاستشاري من مؤسسة سمثوتيان وتقديمه لخطط العمل لصاحب السمو السيد الوزير والذي يتوقع أن يتكلف من 17 إلى 20 مليون ريال.
يأتي هذا التصريح خلال المؤتمر الذي عقدته وزارة التراث بالتعاون مع وزارة الخارجية بالنادي الدبلوماسي للكشف عن معرض " عمان والبحر " حيث ترأس المؤتمر كل من معالي السيّد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية وسعادة سالم المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث والسفير الفرنسي المعتمد لدى السلطنة.
وفى إطار علاقات الصداقة والتعاون بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية يفتتح البلدان يوم 7 أكتوبر الجاري معرض (عمان والبحر) وذلك بالمتحف البحري الوطني الفرنسي التابع لوزارة الدفاع الفرنسية بالعاصمة باريس حيث سيكون الافتتاح الرسمي تحت الرعاية المشتركة لقيادة البلدين السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وفخامة الرئيس الفرنسي يمثلانهم في الافتتاح معالي السيد الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع الجانب العماني ووزير الدفاع الفرنسي الجانب الفرنسي. وتنظم المعرض وزارة التراث والثقافة، ويستعرض ملامح من التاريخ البحري العماني وموروثاته وأدواته التي لعبت دورًا في بناء الحضارة العمانية وتواصلها الإنساني مع مختلف الثقافات والشعوب في الشرق والغرب وعلى امتداد خمسة آلاف سنة، كما يتناول المعرض الذي يقع بجوار برج إيفل في باريس والذي سيستمر حتى شهر يناير 2014م الصلات التاريخية بين عمان وفرنسا منذ عام 1660م والمخطوطات والصور التي رسمها الرحالة الفرنسي الاديمرال فرانسوا أدمن باريس عن بعض السفن التقليدية العمانية خلال زيارته لعمان خلال عام 1838 كما يبين الفيلم الوثائقي المصاحب للمعرض تعقب تلك الزيارة التاريخية من خلال أحد أحفاد الادميرال الذين مازالوا على قيد الحياة وهو جان بيير مادامى، الذي قام بزيارة السلطنة مؤخرا والتعرّف على موروثها البحري المتنوع ومنجزاتها المعاصرة .
ويتيح معرض (عمان والبحر) لزواره فرصة لمشاهدة نماذج لبعض السفن العمانية ودور العمانيين في تطوير التجارة البحرية واكتساب المعرفة والرخاء والثراء الاقتصادي والثقافي. ويقام حفل افتتاح المعرض مساء يوم 17 أكتوبر في بحيرة خارجية بساحة التركاديرو أمام برج إيفل حيث تطفو سفينة شراعية عمانية من نوع (البدن)
يتكون المعرض من مراحل استكشافية نموذجية يتجول الزوّار فيها ابتداءً من مجلس مصغر لإعطاء لمحة عن الضيافة والأزياء والثقافة العمانية الثرية، يتم بعد ذلك الانتقال بهم في جولة لسبر أغوار من التراث البحري العماني من خلال الخرائط واللوحات والصور والنماذج النادرة لعدد من السفن العمانية مثل (البدن) و(المسبوق) كما تعرض نماذج أصلية لسفينة (صحار) وسفينة (جوهرة مسقط) وهما نموذجان من بين العديد من السفن العمانية القديمة التي عبرت المحيطات بروح عمانية وثابة، كما يتم تقديم شرح لكيفية بناء السفن قديمًا وفق نظام التشبيك بالحبال دون استخدام المسامير، فضلا عن عرض لتقنيات الملاحة القديمة وأدواتها مثل (الكمال) ويعطى المعرض كذلك صورة للحاضر العماني الزاهر بمنجزاته وتطلعاته للمستقبل .