مسقط- محمد الرزيقي
نظم مجلس البحث العلمي مؤخرًا ممثلا في برنامج دعم الابتكار التعليمي محاضرة جماهيرية بعنوان" القوانين الكونية والتعلم الفعال" وذلك بجامع السلطان قابوس الأكبر. قدم المحاضرة الدكتور محمد إقبال الخبير والمستشار في التنمية البشرية.
استعرضت المحاضرة بداية اتجاه الإنسان نحو القوانين الكونية وسبر أغوارها ومحاولته الجادة في فهم بعض القوانين والسنن الكونية التي تنظم حياة البشر والمخلوقات التي خلقها الله عز وجل. ويعد المفكر والفيلسوف ابن خلدون أول من تحدث حول القوانين الكونية وتأثيرها في حياة الناس حيث قال مقولته الشهيرة " إن سنن الله في كونه كما سننه في جميع خلقه " تعد خير دليل على ذلك.
كما تحدث المحاضر حول القوانين الكونية الأربعة مثل قانون الارتداد أو الذبذبات وقانون المسؤولية وقانون الثنائيات القطبية وقانون التغيير وعلاقتها بالتعلم الفعال ومساهمتها في التنمية البشرية محاولا رفع الوعي بأهميتها وفهمها باتقان. ذكر الدكتور محمد إقبال في قانون الارتداد أو الذبذبات أنّ أي فكرة في مخيلة العقل البشري عبارة عن كلمة وكل كلمة لها ذبذبات وأنّ أي فكرة سواء كانت إيجابية أو سلبية تتحول إلى سلوك. مستدلا بقانون الحدوث " أنّ ما يخرج منك يرتد إليك مضاعفا" حيث تفاعل الجمهور متسائلا ما علاقة قانون الذبذبات بالتعليم وكيف لنا أن نستفيد منه في عملية التعليم والتعلم. أشار الدكتور إلى أنّ علماء الفيزياء في القرن الماضي وجدوا أنّ كل مادة في الكون إلا ولها موجة ولها ذبذبات معينة، والاكتشافات الحديثة وجدوا أنّ للإنسان ذبذبات يصدرها الجسم وهذه الموجات تختلف اختلافًا كثيرًا حسب وضعه وحالته النفسية قد تكون منخفضة أو منخفضة جدًا وقد تكون مرتفعة أو تكون مرتفعة جدًا. وحسب الدراسة التي قام بها الدكتور النفسي ديفيد هاوكنز والتي شملت على أكثر من 30 ألف حالة لمدة 30 سنة والتي وصفها الدكتور ديفيد أنّ أغلب تشخيصات طب النفس خاطئة حيث وجد أنّ الإنسان لما يصاب بالاكتئاب يكون في وضعية ذبذبات ضعيفة. الأمر الذي اكتشفه بأنّ كل الأشخاص السلبيين، الحزينين والمحتقرين لأنفسهم تكون ذبذباتهم منخفضة بينما وجد النّاس المتفائلين، المرحيين، المنشرحين تكون ذبذبات جسمهم عالية. إلى أن وصل بأن قال كل شخص إيجابي موجاته التي تصدر من جسمه تساوي أربعة آلاف شخص سلبي وأنّ مدينة عدد سكانها أربعة ملايين يكفي بينهم ألف شخص إيجابي لجعلهم سعيديين وهذا النتيجة تأتي مصداقا لقول الحبيب المصطفى " هم السعداء لا يشقى جليسهم"
لغة الجسد الداخلية تؤثر وتتأثر بالداخل والخارج وأنّ ما نقوله في قرارة أنفسنا يؤثر علينا وعلى المتلقى. كما نوّه الدكتور محمد إقبال على ضرورة أبعاد الأفكار السلبيّة والكلمات السلبيّة والمحقرة للآخرين لأنّها حتمًا تؤثر على الفرد وتحد من مجالات الإبداع والابتكار لديه وأنّ حسب قانون الارتداد أنك سوف تجني ما قدمته يومًا وستعاقب بذات الذنب الذي جنيته.
وفي قانون المسؤولية يقول الدكتور محمد إقبال بأنّ ما يحدث لك وفيك وعليك فهو منك مستدلا بالآية الكريمة قال تعالى" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" وفي قانون التغير شدد المحاضر على ضرورة تغير لغة الداخل نحو الإيجابية حيث أشارت الآية الكريمة " إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".